جسد السيد عبد الحكيم شاطر والي سكيكدة، صبيحة أمس الأحد، ما يعرف بالديمقراطية التشاركية حينما فضل ارتشاف كوب شاي في مقهى شعبي بوسط سكيكدة، فاجأ بها العديد من المتواجدين بالمقهى، إذ اعتبروها الأولى من نوعها في حياة ولاة الجمهورية الذين تعاقبوا على سكيكدة. وبعيدا عن المراسم البروتوكولية التي كثيرا ما كانت تصنع الهوة بين الحاكم والمحكوم، فقد فضل والي سكيكدة وعلى المباشر، الاستماع لانشغالات المواطنين التي تمحورت حول السكن والشغل وحتى الجانب الرياضي، وفي كل مرة وبعيدا عن لغة الخشب كان يبرز للمواطنين الجهود المبذولة فيما يخص المشاكل المطروحة عليه، مبينا لهم المكتسبات التي تدعمت بها سكيكدة سواء في قطاع السكن أو السياحة أو الصناعة وحتى من حيث أشغال التهيئة، داعيا إياها إلى تكثيف الجهود والسهر على الحفاظ على المدينة وإبداء الآراء الموضوعية والاقتراحات في كل ما يهم عملية تسيير المدينة التي لن تكون ناجعة إلا بمشاركة المواطنين، كما قال بعض المواطنين. وخلال حديثهم مع «المساء»، وبعد أن ثمنوا خرجة الوالي واحتكاكه المباشر بالمواطنين والاستماع إليهم، تمنوا لو يحذُو جل المسؤولين، خاصة المنتخبين المحليين، حذو الوالي، خصوصا أنهم لا يظهرون إلا عند اقتراب الحملات الانتخابية، على حد تعبير أحدهم. وقد عاين والي سكيكدة صبيحة أمس أشغال الترميم والتهيئة التي مست كمرحلة أولى أربع عمارات، تضم 19 مسكنا و16 محلا تجاريا ضمن حصة 14، بتكلفة مالية فاقت 15 مليار سنتيم، حيث شدّد والي سكيكدة على نوعية الأشغال، مع الإشارة إلى أن عملية الترميم هذه ستمس 604 مسكن موزعة على 127 بناية قديمة، جزء منها هش مقسمة إلى 24 حصة، خضعت للدراسة من قبل المؤسسة الجزائرية الإسبانية (أكويدوس) التي قامت بإعداد وإنجاز الدراسة التقنية للمدينة القديمة التي تضم شارع «الأقواس» والحي «الإيطالي» العتيق. للتذكير، يعد مشروع ترميم مباني النسيج العمراني القديم بقلب مدينة سكيكدة، والذي اعتمد فيه على التكنولوجيات الحديثة المعتمَدة أساسا في عمليات إعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار، من بين أهم وأكبر المشاريع التي تم تسجيلها في مدونة برامج التنمية المحلية بهذه الأخيرة، من خلال تخصيص غلاف مالي إجمالي يقدر ب1500.000.000.00 دج، سيخص الدراسة التقنية وأشغال الإنجاز التي أسندت إلى المجمع الجزائري-الإسباني المكون من هيئة الرقابة التقنية للشرق ومكتب الدراسات الإسباني «آكيدوس» بغلاف مالي قدره 425.564.511.40 دج. تعليمات صارمة للتكفل بالفراغات الصحية كشف السيد عبد الحكيم شاطر والي سكيكدة ل»المساء»، عن أنّه أعطى تعليمات صارمة للمصالح المختصة، منها ديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية قصد التكفل بالفراغات الصحية المتواجدة بالعمارات السكنية، من خلال العمل على تخليصها من المياه الراكدة، في إطار الصندوق الخاص بالضريبة على السكن. تعاني العديد من العمارات المتواجدة خاصة بالمناطق المنخفضة من المدينة، من مشكلة امتلاء الفراغات الصحية بالمياه، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وانتشار الباعوض، ناهيك عن تدفق المياه الراكدة خارج العمارات، لتبقى في كل هذا الأمر مسؤولية المواطن قائمة بالخصوص أمام الانتهاكات التي تتعرض لها الكثير من السكنات المتواجدة بالعديد من العمارات في مدينة سكيكدة، من خلال التشوهات التي يحدثها بعض المستأجرين بسبب الأشغال التي يقومون بها داخل مساكنها، منها قيامهم بتغيير مسار قنوات الصرف الصحي من منازلهم وجعلها تصب مباشرة داخل الفراغات الصحية، مما يساهم في امتلائها، يحدث هذا أمام غياب المصالح التقنية. نشير في هذا الجانب، إلى أن والي سكيكدة وعلى هامش زيارة العمل والتفقد التي خصها خلال الأسبوع المنصرم لمشاريع قطاع الموارد المائية، قال بأن على المواطن أن يلعب دوره فيما يخص مساهمته الإيجابية في تحسين الإطار الحياتي، لأن عهد الاتكال في كل شيء على كل مصالح الدولة ولى. وفي سياق الزيارة التي خصها لقطاع الموارد المائية، أمر المسؤول الأول على الولاية القائمين على قطاع المياه بالولاية، الإسراع من أجل القضاء الفوري على مشكل تذبذب توزيع الماء الشروب وتوفيره لكل المواطنين، والقضاء على التسربات المائية من خلال تشكيل لجنة خاصة بمراقبة الأحياء والشوارع بغية التصدي للظاهرة التي تتسبب في إهدار الماء والمال واهتراء الطرق.