في رحلتنا الخاصة إلى كينيا التقت «المساء» بالعدّاءة جميما جيلاجات سامغونغ صاحبة الميدالية الذهبية بأولمبياد ريو دي جانيرو في سباق الماراتون بزمن ساعتين و24 دقيقة وأربع ثوان، لتصبح بذلك أول كينية تنال هذا اللقب، ولفتت إلى كونها تحمل على عاتقها مهمة التحسيس الواسع بأهمية الرياضة في الحياة اليومية، مع التأكيد على ضرورة استمالة العنصر النسوي لممارسة الرياضة للخروج من ضنك الحياة. ❊بداية، عرّفينا بالعدّاءة جميما سامغونغ. ❊❊من مواليد 21 ديسمبر 1984، رياضية كينية، متخصصة في سباق المسافات الطويلة، وبطلة الماراتون الأولمبي لسنة 2016 بالبرازيل. وُلدت وترعرعت في منطقة ناندي. شاركتُ في العديد من المسابقات الدولية؛ حيث تُوجت حينها، وهو ما دفعني لتمثيل كينيا في الألعاب الاولمبية لسنة 2016 بريو، وكان لي الشرف في ذلك؛ حيث تُوّجت بميدالية ذهبية تُعد الأولى لكينيا في تلك الألعاب. ❊كيف كانت مسيرتك الرياضية خلال السنوات الأخيرة؟ ❊❊لقد فزت بالمركز الثاني في ماراتون بوسطن عام 2012، وروتردام سنة 2013، وحزت على المرتبة الثانية في ماراتون شيكاغو، حيث حطمت رقمي القياسي الذي قُدّر بساعتين و20 دقيقة و48 ثانية. وفي عام 2014 حصلت على المركز الثاني في ماراتون نيويورك، وفي سنة 2015 فزت بماراتون لندن. ❊حدّثينا عن تجربتك خلال سباق الماراتون بالألعاب الأولمبية في ريو؟ ❊❊كان لي شرف تتويج بلدي بميدالية ذهبية بماراتون النساء، حيث تمكنت من البقاء في المجموعة المتقدمة في أغلب السباق. وفي منتصف السباق تقدمت عدّاءة روسيا البيضاء فولجا مازوروناك وتصدرت الترتيب لفترة قصيرة، لكنها لم تنجح في النهاية في الحفاظ على سرعتها وتراجعت إلى المركز الخامس. ولقد أشعل هذا التحرك السباق وزاد من سرعته، مما تسبب في تراجع البعض من المجموعة المقدمة التي كانت تضم أكثر من 20 متسابقة. ولم أتقدم للصدارة إلا في الكيلومترات الأخيرة. وكان عندي أمل كبير في الفوز بالمرتبة الأولى، ولم يخب شعوري رغم المنافسة القوية التي كانت بين بقية المتسابقات، اللواتي كن هن الأخريات متمكنات جدا. نلت حينها الميدالية الذهبية، ونالت البحرينية من أصول كينية إيونيس كيروا الميدالية الفضية (2سا 24د 13ثا)، وذهبت البرونزية للإثيوبية ماري ديبابا (2سا 24د 30ثا). ❊هل «السمعة الدولية» للكينيين في الماراتون ساعدتك على الفوز بالذهبية؟ ❊❊بطبيعة الحال نعم، لقد ساعدني كثيرا ماضي الكينيين في الماراتون، حيث باتت لهم شهرة الفوز منذ عدة سنوات، وهذا جعلني أشعر بأنني مجبرة على الفوز بهذا اللقب لمواصلة مشوار من سبق إليه من باقي الأبطال منذ سنة 2004، والأمر محفّز كثيرا ومشجع. ❊لقد أشرت إلى دور الرياضة في تحرير فكر المرأة إلى الإيجاب، كيف ذلك؟ ❊❊العالم اليوم ورغم الخطى العملاقة التي خطاها في مجال التطور وتحرير الفكر، إلا أنه لايزال يعاني من تراجع في بعض الثقافات، على غرار دور المرأة في مجتمعها، وهي حقيقة تسود أغلب الشعوب لاسيما المتطورة منها، حيث لايزال البعض ينظر إلى المرأة بوصفها دمية معَدة للاستغلال، إذ يحدد الرجال في الغرب مفهوم «المرأة»، إلا أن الرياضة كانت وسيلتي لتحرير هذا الفكر، ولو نسبيا، بالبرهان على أن النساء هن أيضا قادرات على تخطّي خطى عظيمة لتبرير وجودهن، وأنهن قادرات على القيام بما يقوم به الرجل، فالمرأة قادرة على أن تقف في وجه الثقافة الذكورية السائدة في العالم، وتبرز مظاهرها من خلال إنجازاتها، والرياضة كفيلة بإبراز تلك المظاهر والقدرات الأنثوية.