أفاد السيد عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم أن سنة 2017 ستكون سنة تطوير نشاط المناولة من خلال إطلاق عدة مشاريع في هذا المجال. معلنا أن الحكومة وفي اجتماعها الأخير قررت إعادة بعث نشاط البتروكيمياء لتزويد المصانع الجزائرية بهذه المادة الأولية المستعملة بكثرة في الصناعة. وأكد السيد بوشوارب، أن مجمع سوناطراك سينطلق قريبا في تجسيد مشاريع البتروكيمياء والتي ستوجه لمصانع المناولة ببلادنا مثل مصنع إنتاج العجلات المطاطية بسطيف، الذي سيدخل حيز الخدمة نهاية السنة الجارية 2017 لإنتاج 2 مليون عجلة سنويا. وأشار السيد بوشوارب، خلال زيارته لمشروع إنجاز هذا المصنع بولاية سطيف أول أمس، أن 80 بالمائة من المادة الأولية المستعملة في هذه الصناعة تعتمد على مادة البتروكيمياء، وبالتالي فإن انطلاق سوناطراك في إنتاجها سيقلص من الاستيراد ويزود مصنع سطيف بمادة أولية محلية ونوعية. وذكر السيد بوشوارب، أن هذا المصنع سيستجيب لطلب السوق الوطنية الذي يقدر ب6 ملايين وحدة، حيث سيساهم المصنع عند دخوله حيز الخدمة في تقليص الاستيراد بإنتاج 2 مليون وحدة، مع إمكانية رفع طاقة إنتاجه مستقبلا. وقال السيد بوشوارب، أن زيارته للمشروع تهدف إلى تشجيع القائمين عليه. معبّرا عن استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم والإمكانيات للمستثمرين للدفع بالإنتاج الوطني. مؤكدا أن مصنع العجلات الأول من نوعه بالجزائر والذي سيشتغل بمقاييس أوروبية ستكون له حصة معتبرة في السوق بتزويد مصانع السيارات التي بدأت ترى النّور ببلادنا. وفي هذا السياق ذكر الوزير بأن قانون المالية لسنة 2017، أقر عدة تحفيزات لتشجيع الإنتاج الوطني بتوفير كل الإمكانيات وتسهيل إجراءات الاستثمار لخلق منافسة قوية وشريفة وتنويع الاقتصاد خارج المحروقات من جهة والتقليص من فاتورة الاستيراد من جهة أخرى. مصنع رونو سيصنع «كليو 4» هذه السنة وذكر المسؤول الأول عن قطاع الصناعة، بأن الهدف من تشجيع هؤلاء المستثمرين هو تطوير نشاط المناولة خاصة في مجال الصناعات الميكانيكية للوصول إلى إدماج المناولين الجزائريين بنسبة 40 بالمائة في مصانع تركيب السيارات بالجزائر بعد خمس سنوات. علما أن نسبة الإدماج هذه تتراوح حاليا ما بين 10 إلى 15 بالمائة بمصنع «رونو الجزائر» على حد قول الوزير. وفي معرض حديثه عن مصنع «رونو الجزائر» كشف الوزير أن العلامة تتفاوض حاليا مع مناول جزائري من ولاية غرداية ينتج عوادم السيارات لتزويد سياراتها المركّبة حاليا بعوادم محلية في حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. ومن المنتظر أن يشرع مصنع «رونو الجزائر» ابتداء من هذه السنة في صناعة سيارة «كليو 4» حسبما كشف عنه السيد بوشوارب. أما فيما يخص مشروع «بيجو الجزائر» الذي لا يزال مجمدا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين الجزائري والفرنسي فأكد السيد بوشوارب، أن انطلاق المشروع سيكون عندما يتم التوصل إلى اتفاق مع الطرف الفرنسي. مضيفا بصريح العبارة «انتهى زمن اللقمة السائغة» في إشارة منه إلى أن الحكومة الجزائرية لن تتنازل عن شروطها الرامية لحماية المصالح الاقتصادية للوطن، ولن تقبل بإقامة أي مشروع على أراضيها يخدم مصالح الطرف الأجنبي على حساب اقتصادها.