كانت فاتحة المهرجان بعرض ملحمة «حيزية» وهي مسرحية غنائية تمّ اختيارها من طرف الهيئة العربية للمسرح كمسرحية افتتاح، ألّفها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، من ألحان المرحوم محمد بوليفة، وإخراج فوزي بن ابراهم، وضمّت عددا كبيرا من الأصوات الشابة التي أبدعت في إلقاء قصائد من الشعر الجزائري البدوي الخالص استمتع بها ضيوف الجزائر كثيرا. وجاءت المسرحية من أجل إعادة بعث التراث الوطني في شكل حداثية أصيلة تستمد قوتها وإبداعها من عبقرية الشعب الجزائري وذاكرته الزاخرة بالمواقف والبطولات والتضحيات، وحيزية قصة حب واقعية جرت أحداثها في أواسط القرن الماضي بين منطقة سيدي خالد الصحراوية بجنوب منطقة بسكرة ومنطقة بازر بولاية سطيف حاليا، وتجمع حيزية علاقة حب مع ابن عمها سعيد، لكن هذا الحب اصطدم بالتقاليد والأعراف واكتشف من طرف الوالد الذي قام بإبعاد ابنته بعد رواج العلاقة وسط القبيلة، وتميّز العرض بمشاهد من الغناء الذي صاحبه الرقص التقليدي باللباس البسكري. وكانت نهاية القصة مأساوية بوفاة حيزية من القهر فما كان على سعيد سوى اللجوء إلى الشاعر الكبير محمد بن قيطون، ليخلّد له ذكرى حيزية في قصيدة رثاء وهي القصيدة التي بقيت خالدة إلى اليوم متداولة بين الأجيال.