رهنت مواقف أطراف معنية بطريقة مباشرة بالأزمة السورية كل حظوظ لنجاح لقاء العاصمة الكازاخية، استانا بين دمشق ومختلف فصائل المعارضة برعاية روسية في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية في هذا البلد المنهك. وكان موقف دمشق الرافض لمشاركة العربية السعودية وقطر في هذا اللقاء «الحاسم» بقناعة أنهما أكبر داعمين للمعارضين لها جاء موقف إيران الرافض هو أيضا لكل مشاركة أمريكية بمثابة حكم بالفشل المسبق لهذا اللقاء. ورفضت إيران الداعم الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مفاوضات السلام التي تنطلق الاثنين القادم ضمن مسعى جديد لاحتواء الصراع السوري. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي ترعى بلاده هذه المفاوضات إلى جانب روسيا وتركيا انه لم يتم دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية «ونحن رافضين لحضورها». وجاء الموقفان السوري والإيراني في وقت رحب فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس بانضمام أي فصيل سوري مسلح غير مرتبط بتنظيمي «داعش» و»فتح الشام» الإرهابيين. وقال لافروف أن بلاده «تدعم مشاركة محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة السورية في مفاوضات جنيف السابقة وفصيله (جيش الإسلام) كونه غير وارد على قائمة المنظمات الإرهابية». وأوضح لافروف، أنه قد «دعي إلى أستانا ممثلين عن الحكومة والفصائل السورية المسلحة, التي وقعت اتفاق وقف إطلاق النار 29 ديسمبر الماضي»، مشيرا إلى أن «(جيش الإسلام) يشارك في هذا الاتفاق ولا يعد على قائمة المنظمات الإرهابية لمجلس الأمن الدولي». وتحتضن عاصمة كازاخستان يوم الاثنين محادثات سورية على أن يعقد بعدها لقاء في جنيف في الثامن من الشهر القادم بإشراف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا.