ناشد سكان قرية قلوع التراب بإقليم بلدية خيران الواقعة بحدود بلديتي بابار وطامزة على بعد 70 كلم عن عاصمة الولاية خنشلة، السلطات المحلية الالتزام بتنفيذ وعودها التي سطرتها قبل سنوات، والقاضية بالاهتمام أكثر بانشغالات سكان المناطق المحرومة من التنمية. طالب العديد من سكان القرية في لقائهم بيومية «المساء»، الجهات المعنية بضرورة تطبيق مختلف المشاريع التنموية التي كان من الفروض أن يتم إنجازها منذ وقت بعيد. وقد استنكر هؤلاء الوضعية غير المقبولة التي آلت إليها القرية، حيث أكد لنا العشرات من المواطنين، أن المنطقة تعيش على وقع تهميش وإقصاء متواصل منذ نصف قرن مقارنة بالقرى الأخرى من بلديات الولاية. وكشف المواطنون عن معاناتهم جراء غياب كلي لمشاريع التجديد الريفي والفلاحي، خاصة ما تعلق بالماء الشروب وتهيئة الطريق الوحيد الرابط بين القرية وبلدية خيران مركز، حيث أصبح هذا الطريق مهترئا وغير صالح تماما للاستعمال، وهو ما يفرض حصارا على المواطنين، الذين تساءلوا عن سبب إقصائهم من مشاريع التنمية، وحتى أطفال القرية مُنعوا من مزاولة دراستهم بسبب الظروف الاجتماعية القاهرة، المتمثلة أساسا في غياب النقل المدرسي. كما عبّر لنا السكان عن تذمرهم من مصالح محافظة الغابات، التي أقصت القرية من مشاريع التجديد الريفي، خاصة ما تعلّق بتربية الماشية وتوزيع الأشجار المثمرة ومختلف المشاريع الفردية والجماعية في إطار برامج سياسة التجديد الريفي والفلاحي، رغم أن السكان قاموا بجميع الإجراءات الإدارية للاستفادة من هذه المشاريع، على غرار تأسيس جمعية وتعيين منشط وممثل عنهم، إلا أنه في كل مرة يفاجأ السكان بتحويل حصصهم إلى وجهات ومناطق أخرى. مواطنو قرية قلوع التراب استغلوا فرصة لقائهم بيومية «المساء» لطرح إشغالاتهم الكثيرة المتعلقة بالتنمية المحلية. وفي ظل غياب الخدمات الصحية عن القرية، ناشد السكان السلطات الولائية من أجل فك العزلة عن قريتهم وتعبيد الطريق وتخصيص مشاريع تنموية لفائدة السكان، الذين يعتمدون على النشاطات الفلاحية لتوفير قوت يومهم، والإسراع في توفير الماء الشروب للمواطنين، وإنقاذ أبنائهم من شبح الأمية والتسرب المدرسي، خاصة لدى البنات، وهذا لا يكون، حسبهم، إلا بتعبيد الطريق وتحسين ظروف معيشة سكان قرية قلوب التراب ببلدية خيران جنوب ولاية خنشلة.