أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن العلاقات الجزائرية-النرويجية تكرست بشكل قوي على مختلف الأصعدة بفضل تعاون ثنائي مكثف كان في البداية بين شركتي المحروقات لكلا البلدين سوناطراك وستاتويل. وأوضح مدلسي لإذاعة الجزائر الدولية الأربعاء الماضي، عقب زيارته الرسمية التي دامت يومين إلى النرويج أن المشاورات السياسية أصبحت منتظمة منذ بضع سنوات وأن مواقف البلدين "تنطوي على أوجه تشابه كثيرة بشأن المسائل الدولية الهامة، بالإضافة إلى التعاون في قطاع المحروقات حيث تنشط شركة ستاتويل في عدة مناطق في الجزائر في انتظار اتفاقات مستقبلية بين هذه الشركة ومؤسسة سوناطراك "ستسمح بتطوير هذا التعاون بما في ذلك في عرض البحر و في الخارج". وأشار إلى أن عدة مؤسسات تهتم بالسوق الجزائرية في سياق التعاون الطاقوي"البحت" وهي مؤسسات تنشط في قطاعات الصناعة والاتصالات والفلاحة والخدمات، حيث يتواجد البعض من هذه الشركات في الجزائر من خلال منتجاتها والتي تريد اجتياز مرحلة العلاقات التجارية والتموقع في الجزائر "من خلال وحدات إنتاج أو من خلال الرد مباشرة على مناقصات المؤسسات الجزائرية"معتبرا الأمر "جد مشجع ومحفز لهذه المؤسسات". وأعلن عن إطلاق سفارة الجزائر رسميا، والتي تم افتتاحها خلال زيارته إلى أوسلو في الفاتح نوفمبر وذلك بعد مرور سنة عن مبادرة مماثلة للنرويج. وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق إلى أن المشاورات السياسية بين الطرفين سمحت بإرساء أسس الإطار القانوني الذي من شأنه أن يشجع المتعاملين الاقتصاديين، حيث تم الاتفاق على مباشرة الأشغال في أسرع وقت قصد استكماله مطلع 2009. وتتمحور هذه الأشغال حول اتفاقات ضمان متبادل للاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي والنقل البحري، إضافة إلى اتفاق سيسمح "لجاليتينا بالإقامة في أحسن الظروف" في كلا البلدين. وأضاف الوزير أن هناك اتفاقات حول التأشيرات والمشاورات بين وزارتي الشؤون الخارجية لكلا البلدين في طور التحضير. وتطرق السيد مدلسي إلى المحادثات التي أجراها مع رئيس البرلمان النرويجي السيد ثور بيورن ياغلاند وكذا أعضاء لجنة الشؤون الخارجية للجمعية الوطنية النرويجية بحيث عرض عليهم "الأشواط التي قطعتها الجزائر منذ سنوات في جميع المجالات"مؤكدا أن النرويجيين "يعتبرون الجزائر بوابة للتعاون مع المغرب العربي و إفريقيا". وأبرز السيد مدلسي "أوجه التشابه" بين الجزائر والنرويج هذا البلد الذي "تمكن من تجاوز الفقر بفضل النفط والغاز"، بحيث يعد أحد أهم مصدري هذين الموردين إلى جانب نجاحه في تنويع اقتصاده مما يشكل "تجربة جديرة بالاهتمام" بالنسبة للجزائر مشيرا إلى أن "حصة المحروقات في الناتج الداخلي الخام للنرويج تقدرب 25 بالمئة مقابل 50 بالمئة في الجزائر".