تمكنت الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب ببومرداس في نهاية 2016، من تحصيل 16 مليار سنتيم من أصل 21 مليار سنتيم مجموع القروض المقدمة للشباب أصحاب المشاريع المصغرة، فيما وصل مجمل المشاريع الممولة إلى 150 مشروعا، عدد تقلص مقارنة بسنة 2015 بإحصاء 344 مشروعا ممولا، وهو ما يعلق عليه سليمان كاميو مدير الوكالة في مقابلة خاصة مع «المساء»، بالقول إن الاستراتيجية الجديدة المبنية على النوعية وراء ذلك. تعرف نسبة تمويل مشاريع الشباب المصغرة بولاية بومرداس، تراجعا مثلما وضحته الأرقام المحصلة من الوكالة أمس، حيث سجلت 2016 تمويل 159 مشروعا، فيما سجلت 2015 تمويل 344، وهذا راجع إلى تبنّي استراتيجية جديدة قائمة على النوع، لاسيما في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بما يزيد في التنمية المحلية. في السياق، أوضح سليمان كاميو مدير «أونساج» بومرداس ل «المساء»، أن الوكالة قد أقرت منذ بداية السنة المنقضية، منحى جديدا في اعتماد المشاريع المصغرة، يرتكز على تشجيع ومرافقة الشباب من حاملي الشهادات الجامعية ومعاهد التكوين المهني، على خلق مؤسسات منتجة وذات نوعية. «ومن أجل ذلك فإن الوكالة قد سجلت أكثر من 3200 زيارة لصالح كل بلديات الولاية، لاسيما المناطق النائية منها؛ بهدف التوعية بالخدمات التي تقدمها الدولة للشباب من أجل التكوين أولا، وحتى يكون مستثمرا مساهما في خلق الثروة محليا وتقوية الاقتصاد الوطني»، يقول المسؤول. الزيارات التي شرعت فيها «أونساج» خلال 2016 مازالت مستمرة حتى السنة الجارية، غير أن المُستهدف هذه المرة هو مراكز التكوين المهني والتمهين بالولاية، حيث انطلقت الزيارات التحسيسية بالقرب من المتربصين منذ 08 جانفي المنصرم إلى 07 فيفري الجاري، وتنطلق مجددا مع بداية الدورة التكوينية المرتقبة للوصول إلى توعية كل المتربصين بالآفاق الموضوعة بين أيديهم، ليصبحوا أصحاب مؤسسات. «أونساج» تعوّل أيضا على دار المقاولاتية من أجل المشاريع النوعية الجالبة لمزيد من الثروة، وهي الهيئة التي تنشط على مستوى جامعة امحمد بوقرة ببومرداس، يشرف عليها كفاءات جامعية وإطارات من الوكالة من أجل خلق روح المقاولاتية لدى الطلبة. ووصلت الدار إلى ضم 150 طالبا مسجلا و14 ناديا علميا منخرطا. وسيتم تفعيلها في السنة الجارية مع نهاية السداسي الدراسي الجاري عبر أبواب مفتوحة بمختلف معاهد الجامعة للتحسيس الأوسع للطلبة. وبلغة الأرقام، فإن «أونساج» بومرداس قد ساهمت في خلق قرابة 10 آلاف منصب شغل ما بين 2013 إلى نهاية 2016. يأتي قطاع الخدمات في الصدارة بتحقيق 6423 منصب شغل، يليه قطاع الصناعة ب 1738 منصب شغل، وهو ما يجعل الوكالة تكثف من مرافقة الشباب حاملي الشهادات والدبلومات لخلق مشاريع في هذين القطاعين على وجه التحديد، ليأتي بعدها قطاع الفلاحة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. بالمقابل، حصّلت الوكالة على 78% من نسبة تحصيل القروض؛ ما يعادل مبلغ 16 مليار سنتيم من أصل 21 مليار سنتيم القيمة الإجمالية للمشاريع الممولة خلال 2016، مع الإشارة إلى وجود عجز لدى بعض المؤسسات المصغرة في إرجاع القروض، وهي قضايا تفصل في العدالة، حسبما استفيد أمس من الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب ببومرداس.