دعا نور الدين شويط، رئيس الجمعية الوطنية الجزائرية لذوي الإعاقة، كل أفراد المجتمع وبالأخص شريحة المعاقين، إلى التحلي بروح المسؤولية والتسجيل في القوائم الانتخابية، وقال؛ "نسعى من خلال هذه الخطوة إلى التوضيح بأن ذوي الإعاقة كغيرهم، معنيون بالعملية الانتخابية ومدعوون إلى المساهمة في تنمية البلاد". السيد شويط، ولدى نزوله ضيفا على جريدة "المساء"، حدثنا عن أهمية إشراك هذه الفئة في الحياة السياسية وعن الجمعية، طموحاتها والأهداف التي تصبو إليها. يقول السيد شويط بأن الجمعية بادرت في أول الأمر بتوجيه دعوة إلى كل المعاقيين وعائلاتهم بغية حثهم على التوجه نحو بلدياتهم، لتسجيل أنفسهم، وأن لا يفوتوا الفرصة لأداء واجبهم الانتخابي تكريسا لحقهم الدستوري، والتحلي بالحس المدني من خلال الاستجابة للنداء. هذه الخطوة يضيف محدثتنا تدخل في إطار المساهمة في الرفع من الحس المدني، مشيرا إلى أنه رغم أن الجمعية فتية، إذ يعود ميلادها إلى أواخر شهر ديسمبر من سنة 2016، غير أنها وضعت نصب أعينها التكفل بتوعية المعاقيين وتشجيعهم على المشاركة بقوة في الحياة السياسية التي تسهل اندماجهم في المجتمع، لتصحيح بعض الأفكار الخاطئة التي تشير إلى أن ذوي الإعاقة يتم استغلالهم في الأنشطة السياسية، أو بعبارة أخرى "يخدموا بيهم". الخبرة المهنية في تسير الجمعيات التي تكونت لدى شوسط، الذي ولج عالم الحركة الجمعوية منذ كان عمره 18 سنة، جعلته يكتسب الكثير من المفاهيم حول كيفية الدفاع عن الفئات الهشة وتحصيل حقوقها، الأمر الذي جعله يفكر في تأسيس جمعية يقودها لتحقيق جملة من المطالب التي تخدم ذوي الإعاقة، هذه الفئة، يقول بشأنها أنه آن الأوان لتخرج من عزلتها وتثبت قدرتها على العطاء وتحمل المسؤولية. بمجرد حصول الجمعية على الاعتماد، حسب رئيسها، كان أول نشاط بادرت إليه بالشراكة مع خمسة جمعيات فاعلة، مثل الجمعية الوطنية إصرار للمكفوفين وضعاف البصر والمنظمة الوطنية للمعاقين حركيا، إلى تنظيم ندوة تمحور موضوعها حول نعمة الأمن والاستقرار. هذه الأخيرة التي تزامنت وأحداث الشغب التي عرفتها الجزائر مؤخرا في عدة ولايات، مشيرا إلى أن الجمعية تتطلع في الأيام القليلة القادمة إلى تنظيم ملتقى وطني حول كيفية إدماج المعاق في الحياة الاجتماعية، عن طريق إشراك الفاعلين من وزارة التضامن الوطني وجمعيات من مختلف جهات الوطن. وفي رده على سؤالنا حول أهم انشغال سطرته الجمعية وتسعى إلى تجسيده بعد التوعية السياسية، أكد محدثنا أنه يوافق وزيرة التضامن الوطني وقضايا الأسرة السيدة مونية مسلم، التي دعت مؤخرا إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار المنحة، ودعتهم إلى البحث عن عمل، وهو المبدأ الذي ارتأينا يقول المتحدث العمل به من خلال التفكير في عقد ندوة وطنية لمناقشة البدائل التي من شأنها أن تعفي شريحة ذوي الإعاقة من انتظار المنحة، وإنما التطلع إلى الظفر بأجر شهري من عمل محترم، خاصة أن القانون في مجال توظيف المعاق واضح ويخدم هذه الشريحة. من جملة الأهداف التي يصبو رئيس الجمعية إلى تحقيقها ضمن برنامج الجمعية المسطر لهذه السنة؛ السعي إلى تكوين شبكة وطنية تظم جمعيات المعاقيين من كل ربوع الوطن، الهدف منها خلق فضاء وطني لطرح الانشغالات وتبادل الآراء بين الجمعيات، حتى تكون لديها قوة قرار. مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بإحصاء المعاقيين لا تزال الأرقام المقدمة التي تشير إلى وجود 3 ملاين معاق غير دقيقة، ولا تعكس العدد الحقيقي، خاصة أن حوادث المرور تساهم يوميا في رفع العدد.