يعقد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم اجتماعا مع اللجنة الوطنية لتحضير وتنظيم الانتخابات التشريعية المقررة يوم 4 ماي 2017، من أجل تقييم المرحلة الخاصة بالتحضيرات المادية والأمنية للاقتراع القادم، في وقت تحسم فيه بعض الأحزاب المتأخرة عن ضبط قوائمها الانتخابية خياراتها النهائية اليوم، لتكشف بالتالي عن مرشحيها الذين سيخوضون المعترك الانتخابي المقبل. أشار بيان لمصالح الوزير الأول أمس أن الاجتماع الذي يعقده السيد سلال مع اللجنة الوطنية لتحضير وتنظيم الانتخابات، سيتناول مختلف المحاور المرتبطة بجوانب التنظيم المحكم لهذا الموعد الهام، لاسيما ما تعلق منها بمعالجة القضايا الأمنية والجوانب المرتبطة باللجان الإدارية الانتخابية والنشاط الإعلامي، والتي تشكل في مجملها محور انشغالات هذه اللجنة. يضم هذا الاجتماع القطاعات المعنية بالتحضير لهذا الاقتراع وتنظيمه، حيث سيسهر أعضاء هذه اللجنة حسب نفس المصدر «كل حسب صلاحياته على السير الحسن لمختلف العمليات قبل وأثناء وبعد إجراء هذا الاقتراع». يتزامن اجتماع اللجنة الوطنية التحضيرية للتشريعيات القادمة بإشراف الوزير الأول، مع انتهاء الآجال القانونية المحددة للأحزاب السياسية من أجل سحب استمارات الترشح، وهي الآجال التي دفعت بعض الأحزاب إلى التريث إلى غاية اللحظات الأخيرة للحسم والفصل في ترتيب الأسماء والمتصدرين بسبب خلافات وصراعات خلال عملية ضبط القوائم، هذا الكلام لم ينج منه حتى الأفلان، حيث تضاربت وسائل الإعلام بشأن رؤوس القوائم مما دفع قيادة الجبهة إلى القول بأن دراسة الملفات متواصلة والقوائم لم تحدد بشكل نهائي لاسيما فيما يتعلق بالأسماء الثقيلة سواء كانوا وزراء أو نواب أو حتى من رجال الأعمال والشخصيات الوطنية. قيادة الحزب، لم تشأ، وإلى غاية كتابة هذه السطور، الإعلان عن قوائمها ومتصدريها بصفة رسمية، ممدة بذلك حالة «السوسبانس»، التي عاشها مناضلو الحزب وكذا متتبعو الحدث السياسي، على مستوى عدد من الولايات لاسيما منها العاصمة، التي كثر الحديث بخصوصها عن تصدر وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم قائمة الحزب، دون تأكيد أو نفي رسمي من الحزب. بخلاف الجزائر العاصمة، فإن الحزب العتيد يكون قد اختار أبرز فرسانه لقيادة قوائمه بالولايات الكبرى، على غرار وزير الصحة عبد المالك بوضياف الذي اختير على رأس قائمة الحزب بقسنطينة وعبد القادر حجوج على رأس قائمة وهران ووزير النقل والأشغال العمومية بوجمعة طلعي على رأس ولاية عنابة وعبد القادر والي بمستغانم وحجار بتيارت. من جهته، فصل التجمع الوطني الديمقراطي مبكرا في كافة قوائمه الانتخابية البالغ عددها 52 قائمة، (48 ولاية زائد 4 دوائر خارجية)، حيث بلغ عدد مترشحيه الأساسيين حسبما نقله الحزب عبر مواقعه الإلكترونية 462 مترشحا من بينهم 149 امرأة و90 شابا يقل سنهم عن 35 سنة. وجدد «الأرندي» ثقته في ناطقه الرسمي والنائب صديق شيهاب لقيادة قائمة الحزب بالعاصمة. واختار وزير المجاهدين الطيب زيتوني الذي يعتبر الوزير الوحيد المترشح من الحزب، لقيادة قائمة ولاية وهران، بينا عادت صدارة قائمة قسنطينة للبرلماني عبد الكريم شنيني. بدوره، فصل حزب جبهة القوى الاشتراكية بشكل نهائي في قوائمه التي سيدخل بها التشريعيات القادمة، واختار الإعلامية سليمة غزالي على رأس قائمته بالعاصمة متبوعة بكل من كريم بالول ثم الأمين الوطني الأول السابق محمد نبو، فيما يتصدر السكرتير الوطني الأول الحالي عبد المالك بوشافة قائمة الأفافاس بقسنطينة، وعادت رئاسة قائمة الحزب بسطيف للنقابي نوار العربي. الحسم في قائمتي حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» وكذا تكتل حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير بالعاصمة مازال رهن الترقب أمس، وأكد العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية، أن الاتحاد من أجل البناء والعدالة والنهضة، استكمل عملية ضبط قوائم فرسانه لتشريعيات 4 ماي المقبل، لافتا إلى أن قائمة العاصمة عادت قيادتها للنائب محمد عريبي، بالتوافق بين التشكيلات الثلاث المشكلة للاتحاد، بينما تصدر بن خلاف قائمة الحزب بقسنطينة وعادت صدارة قائمة وهران لإبراهيم خوجة من حركة البناء الوطني، وآلت صدارة قائمة سطيف لعضو من حركة النهضة. عكس التشكيلات السياسية التي أرقتها عملية ضبط القوائم الانتخابية، لم تجد تشكيلات أخرى أي عراقيل في اختيار مرشحيها الذين سيخوضون المعترك الانتخابي القادم، والحال هذا ينطبق على حزب العمال الذي ضبط عقاربه على الموعد الانتخابي مبكرا. ويبدو أن الحزب اختار الوفاء لنوابه الأكفاء لقيادة قوائمه الانتخابية عبر الولايات الكبرى، على غرار العاصمة التي، وكما كان منتظرا عادت صدارتها للأمينة العامة للحزب لويزة حنون، متبوعة بالنائب جلول جودي، فيما عادت صدارة قائمة وهران مجددا للبرلماني محمد تهامي، واختير شلغوم هشام على رأس قائمة قسنطينة وبوشمة محي الدين على رأس قائمة عنابة، فيما عادت صدارة قائمة ولاية سطيف لزراري خضراء. الحركة الشعبية الجزائرية، لرئيسها عمارة بن يونس، أبقت على مرشحها أيدير بن يونس مدير جريدة «لاديباش دوكابيلي» على رأس قائمتها بالعاصمة، فيما اختارت محمد ميخالدي لقيادة قائمتها بوهران وصالح بوربيع لتصدر قائمة قسنطينة. وسيقود بلعياط حسناوي قائمة الحركة في سطيف كما تم تجديد الثقة في البرلمانية سهيلة شبلي لقيادة قائمة الحركة في عنابة. في انتظار الإعلان الرسمي من الأحزاب السياسية وكذا القوائم الحرة عن فرسانها للتشريعيات القادمة، يبقى الترقب سيد الموقف لقياس الأوزان التي ستتقدم معارك الظفر بأكبر عدد من المقاعد في المدن الكبرى خصوصا، معركة الجزائر التي يراهن كل حزب على أسمائه الثقيلة لخوضها، حتى أن منهم من دفع بزعيمه الأول في هذه المعركة الحاسمة، مثلما هو الحال بالنسبة لحزب العمال وكذا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتصدر أمينه العام محسن بلعباس قائمته بولاية الجزائر.