اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني الفونسو داستيس كيسيدو، الجزائر شريكا حاسما في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا بأن إسبانيا التي يجمعها تعاون وثيق جدا مع الجزائر في المجال الأمني، تدرك جيدا جهود الجزائر الجبارة في مكافحة آفة الإرهاب. أشار المسؤول الإسباني عقب المشاورات السياسية الدورية بين الجزائر وإسبانيا والتي ترأسها مناصفة مع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، إلى أن إسبانيا تعتبر الجزائر شريكا حاسما في مكافحة الإرهاب لضمان أمن مواطنيها، كاشفا بأنه استعرض مع السيد لعمامرة، الوضع الأمني في المنطقة التي تعرف بؤر توتر عديدة على حد قوله . وأكد الوزير الإسباني أن محادثاته مع الوزير لعمامرة، على الصعيد الثنائي سمحت بتأكيد العلاقات الممتازة التي تجمع الجزائر وإسبانيا، وإبراز أهمية المشاورات السياسية الحثيثة التي تصب في مصلحة البلدين. كما أشار في هذا الصدد إلى أن الطرفين يعملان في اتجاه تعزيز المبادلات الاقتصادية لا سيما في القطاعات الحساسة، وكشف السيد كيسيدو، عن اعتزام الجزائر وإسبانيا تنظيم اجتماع آخر رفيع المستوى خلال الأشهر المقبلة. من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن التعاون الجزائري الإسباني في مجال تسوية النزاعات «ليس ايجابيا فحسب بل واعدا، بما أن هناك اتفاقا لتنفيذ الآليات التي تعزز الشرعية الدولية»، معتبرا بأن إسبانيا لديها دور هام تلعبه فيما يخص منطقة الساحل الصحراوي، وأيضا في القضيتين الفلسطينية والسورية. فيما يخص قضية الصحراء الغربية، أشار لعمامرة إلى أنه جدد مع نظيره الإسباني «تمسك الجزائر بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، إضافة لدعمها لجهود الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، لاسيما من أجل انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والذي من شأنه حسبه أن «يشارك في خلق جو سياسي جديد نأمل أن يكون ملائما لحل هذا النزاع». من جانب آخر أبرز السيد لعمامرة، العلاقات الممتازة التي تربط الجزائر وإسبانيا، داعيا إلى تجنيد المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين من أجل «إعطاء قوة لشراكتهما التي تعود بالفائدة على كلا الطرفين». كما أكد أنه ناقش مع نظيره الإسباني موضوع تحضيرات عقد اجتماع لاحق رفيع المستوى بين البلدين وفق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقّعة منذ 15 سنة، معربا في سياق متصل عن التزام الطرفين بتكثيف الجهود من أجل تقديم عدة اتفاقات في الأشهر القادمة بهدف تعزيز التعاون الجزائري-الإسباني في العديد من القطاعات، لاسيما قطاع السياحة الذي تملك إسبانيا خبرة فريدة فيه وكذا قطاع الصناعات الغذائية». وحسب السيد لعمامرة، فإن زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر، تعتبر ايجابية لكلا الطرفين وتشكل قاعدة لتطور إيجابي للتعاون بين البلدين، مجددا بالمناسبة الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى ملك إسبانيا فيليب السادس، ليقوم بزيارة إلى الجزائر قبل نهاية سنة 2017. دعم التعاون الجزائري الإسباني في الطاقات المتجددة من جانبه تطرق وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، خلال اللقاء الذي جمعه مساء الأربعاء المنصرم، بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني إلى فرص الأعمال والاستثمار بين البلدين في مجال الطاقة وخاصة الطاقات المتجددة. وجدد السيد بوطرفة حسب بيان الوزارة إرادة الجزائر في تنويع مصادرها مع تطوير صناعتها، داعيا المؤسسات الإسبانية للاستثمار في الجزائر والتجاوب مع الدعوة التي ستطلقها الجزائر لاحقا بهدف تحقيق مشروع 4000 ميغاوات في مجال الطاقة الشمسية. ويتشكل هذا المشروع من ثلاثة أجزاء مرتبطة بجانب صناعي لإنتاج التجهيزات محليا، وفق ما جاء في بيان وزارة الطاقة، الذي أشار في نفس الصدد إلى أن الطرفين وصفا العلاقات الثنائية في مجال الطاقة بالمرضية والايجابية، معربين عن ارتياحهما لعلاقات الثقة بين مؤسسات البلدين بفضل الشراكة المتوازنة والمتينة. ودعا الوزيران إلى وضع إطار للتشاور الاقتصادي وتبادل الخبرات بهدف توفير الشروط الضرورية لتكثيف التبادل، كما تطرقا إلى استقرار أسواق النّفط والمؤشرات الاقتصادية وشروط إعادة بعث الاقتصاد العالمي. للتذكير فإن زيارة وزير الخارجية الإسباني للجزائر التي دامت يومين تهدف إلى تعميق الحوار السياسي بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والقيام بتقييم العلاقات الثنائية نحو أفاق عقد الاجتماع السابع عالي المستوى الجزائري-الإسباني المقرر هذه السنة بالجزائر.