تعكف، اليوم، اللجنة التقنية للمراقبة المكلفة بدراسة مستوى تنفيذ الاتفاق المشترك بين البلدان الأعضاء في أوبك والبلدان غير الأعضاء في المنظمة، على دراسة التقرير المتعلق بمدى الالتزام بخفض الانتاج خلال شهري جانفي وفيفري. وتشارك الجزائر ممثلة بوزير الطاقة نور الدين بوطرفة في الاجتماع الوزاري الثاني من نوعه الذي يعقد بالعاصمة الكويتية، باعتبارها عضو في اللجنة التي تضم كذلك الكويت وفنزويلا وروسيا وعمان. ورغم أن مسالة الالتزام بقرار التخفيض الذي تم اتخاذه في نوفمبر الماضي، ستكون محور الاجتماع، فان مسألة تمديد أجل التخفيض ستطرح نفسها على طاولة المجتمعين ولو بشكل غير رسمي، وذلك في سياق دراسة أوضاع السوق النفطية. وعشية اللقاء صرح أمس علي اللعيبي وزير النفط العراقي إن السوق عامل حاسم في اتخاذ قرار بشأن اتفاق تمديد تخفيضات المنظمة، قائلا «السوق سيقرر. السوق عامل حاسم». وتعد الجزائر من بين البلدان الحريصة على الالتزام بتخفيض حصتها، حيث تقلص إنتاجها ب50000 برميل يوميا تضاف إلى إنتاج أكتوبر 2016. وحسب الأرقام، فإن دول أوبك التزمت بقرار التخفيض بأكثر من 100 بالمائة، فيما كان الالتزام اقل بالنسبة للدول خارجها، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة الالتزام بشكل كامل من جميع الأطراف إلى 86 بالمائة في جانفي. لكنها تبقى نسبة مهمة مكنت من التأثير في أسواق النفط وإنعاش أسعار الخام، رغم بعض الانخفاض الذي سجلته مؤخرا بسبب ارتفاع المخزون الأمريكي الراجع إلى عودة نشاط قوية لانتاج الصخري الأمريكي.ويرى متابعون لشأن السوق النفطية، أن أوبك ستذهب نحو تمديد اتفاق التخفيض الذي أقر في شهر نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ في جانفي 2017 ولمدة 6 أشهر، حيث يرتقب أن تنتهي مدة العمل به في جوان المقبل، إذا مالم تقرر المنظمة تمديده. وكانت مصادر في المنظمة قد أشارت إلى أن منتجي النفط الأعضاء يفضلون على نحو متزايد تمديد الاتفاق لإعادة التوازن إلى السوق، لكنهم يعتبرون أنه من الضروري أن تلتزم الدول غير الأعضاء أكثر في هذه المبادرة. وهو القرار الذي سيتم البت فيه خلال اجتماع المنظمة في ماي المقبل بفيينا. وتوقع الرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية لصناعة المواد الحفازة الدكتور حسن قبازرد أمس أن تلامس أسعار النفط في نهاية 2017 مستوى 58 دولارا للبرميل، إذا التزمت جميع دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وخارجها باتفاق تخفيض الإنتاج. وقال قبازرد الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة الأبحاث في منظمة (أوبك) لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إنه في حال عدم التزام الدول خارج (أوبك) بتعهداتها بخفض إنتاجها من النفط، مع الزيادة المطردة للانتاج الأمريكي، فمن الممكن أن تهبط الأسعار إلى مستوى 40 دولارا للبرميل. وأكد أن معدل سعر برميل النفط يعتمد على مدى التزام الدول الأعضاء في (أوبك) وغير الأعضاء باتفاق خفض الإنتاج إذ أنه «كلما كان الالتزام أكبر ارتفعت الأسعار والعكس صحيح». وتوقع أن تحوم أسعار مزيج برنت حول مستوى 55 دولارا للبرميل في ظل التزام دول (أوبك) فقط باتفاق تخفيض الإنتاج، وفي حال التزام الدول من خارجها لاسيما روسيا سيرتفع هذا المعدل بنحو ثلاثة دولارات لتلامس الأسعار مستوى 58 دولارا للبرميل.