اعتبر بلقاسم ساحلي، الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، الانتخابات التشريعية المقبلة، محطة هامة في مسار تكريس البناء المؤسّساتي للدولة. ونجاحها يعني إفشال جميع المخطّطات الخارجية والداخلية التي تستهدف استقرار البلاد في ظلّ التحوّلات التي يشهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، لاسيما الاقتصادية منها بعد تراجع أسعار البترول، وحالة اللاأمن التي تشهدها معظم الدول العربية وتأثيراتها على شعوبها. ودعا الدكتور بلقاسم ساحلي، أوّل أمس في تجمع شعبي بالمجمع الثقافي «جيلالي مبارك» بمدينة العلمة، مناضلي حزبه، إلى العمل على تحسيس وتوعية المواطنين بضرورة المشاركة القوية يوم الرابع ماي المقبل، وأنّ السبيل الوحيد لحماية البلاد من المؤامرة التي تستهدفها، هي الذهاب بقوّة يوم الاقتراع للاختيار الأحسن لممثليهم بالبرلمان؛ تمهيدا لخوض غمار المحليات المقبلة. ودعا المتحدّث إلى ضرورة تهذيب الممارسة السياسية بعيدا عن الغرور، واستعمال ثوابت الأمة من دين وشرعية تاريخية، وإعطاء الفرصة للشباب، معتبرا حزبه كيانا سياسيا يمتلك مفاتيح النجاة من خلال برنامجه الذي يحتوي في طياته، على الحلول الكفيلة للمشاكل التي تواجه البلاد، لاسيما الاقتصادية منها. وأوضح ساحلي أنّ برنامجه قائم على جملة من المبادئ والأهداف حسب الأولوية، في مقدّمتها ضمان استمرار البناء المؤسساتي للدولة الجزائرية، التي خطت منذ سنة 97 خطوة كبيرة في هذا المجال، بدليل بلوغها اليوم الانتخابات التعدّدية الخامسة على مستوى البرلمان، وهي خطوة وتجربة - حسب ساحلي - ما كانت لتكون لولا تضحيات الشعب الجزائري خلال العشرية السوداء، وبرامج الوئام المدني والمصالحة الوطنية لرئيس الجمهورية اللذين مهّدا الطريق لدخول البلاد مرحلة أخرى، وهي مرحلة بناء المؤسّسات الدستورية والتشييد، المتمثّل في المشاريع الكبرى المنجزة خلال هذه المدة، على غرار مشروع الطريق السيار شرق -غرب، وبرنامج السكن بالإضافة إلى مشاريع أخرى في طور الإنجاز. كلّها أهداف استراتيجية يضيف المتحدّث يجب الاستمرار فيها، وذلك بالحفاظ على هذه المؤسّسات وتعزيزها وتمتينها، بمساهمة المواطن في واجبه المنصوص عليه دستوريا، باختياره الحر لمنتخبيه في المجالس المنتخبة المختلفة، متمنيا أن يكون الاختيار في تشريعيات الرابع ماي المقبل، حرا ونزيها، وعلى المواطن اختيار من سيقدمون إضافات لمؤسّسات الدولة؛ من أكفاء قادرين على رفع المشعل والتحدي، وطرح الأفكار الخلاقة، كون الظروف الحالية تفرض على المسؤولين البحث على سبل جديدة للنهوض بالاقتصاد الوطني بعيدا عن المحروقات، لأنّ الفترة الراهنة بحاجة إلى منتخبين تفرزهم انتخابات نزيهة، مؤهلين لتشجيع الاستثمار المحلي وترقية الجباية المحلية وترسيخ مفهوم الديمقراطية التشاركية. وبالجلفة، أكد بلقاسم ساحلي أمس الجمعة بمدينة عين وسارة (الجلفة)، أنّ خطاب تشكيلته السياسية يتسم ب «الواقعية بعيدا عن الشعبوية»، ويحترم المصالح العليا للبلاد. وأكّد أنّ حزبه «يعزز مبدأ الحوار والتوافق والإجماع الوطني؛ من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها على مختلف الأصعدة، والتي لا يمكن لأحد نكرانها».