أطلقت الفديرالية الجزائرية لجمعيات حماية المستهلكين، في بداية الأسبوع، حملة وطنية تحسيسية لصالح المواطن الجزائري تحت شعار "كيس ورقي بدل البلاستيكي"، انطلاقا مع الموسم الربيعي، حيث بدأت درجات الحرارة تأخذ المنحنى التصاعدي، تهدف من خلالها إلى توعية المواطن بأهمية استبدال الكيس البلاستيكي بكيس ورقي أو قفة الدوم لأهداف صحية وبيئية. أوضح منظمو التظاهرة، حسبما أشاروا إليه في البرقية التي تلقت "المساء" نسخة منها، أن مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح تلك الأكياس البلاستيكية تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن، بسبب استعماله لتلك الأكياس في حمل مختلف أغذيته من خضر وفواكه ومواد أخرى، يجعلها تتفاعل وسط الأكياس مع البلاستيك المرسكل بفعل الحرارة، مما يجعل استهلاك تلك المواد بمثابة سموم حقيقية للمواطن، قادرة على خلق مشاكل صحية جدية لا يزال يستهان بها. وقد أبدت الفديرالية مبادرتها من خلال إطلاق حملات تحسيسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبدية عزمها القوي على نشر ثقافة استهلاكية حكيمة، انطلاقا من حمل المنتجات الغذائية من المحل إلى البيت، بنداءات تمس مختلف شرائح المجتمع، لاسيما النساء اللواتي يعتبرن الأكثر نزولا إلى السوق، ذلك لم ينمع توجيه النداء للرجال الذين يشاطرون بدورهم نفس المهمة مع المرأة، وعليهم تحمل نفس المسؤولية. ثقافة استهلاكية نجدها أحيانا عند العديدات اللواتي منذ زمن بعيد استعن بقفة الدوم، القفة التقليدية التي أخذت اليوم مكانها تلك الأكياس البلاستيكية ذات الألوان "الغريبة" من الأسود والبني وكذا الأزرق، والتي أصبحت من فينة لأخرى نلاحظها تزين الأشجار بفعل الرياح التي تجعلها ترسى على أي شيء تعمل على تلويث البيئة، والقضاء كليا على الجانب الجمالي لها، ليس ذلك فقط، فهي تشكل خطرا حقيقيا على سلامة البيئة والكائنات الحية التي تعيش فيها، حيث كثيرا ما حذر المختصون من أكل الحيوانات لتلك الأكياس البلاستيكية التي تجدها في طريقها خلال الرعي، خصوصا المواشي التي تشكل بصفة غير مباشرة خطورة على الفرد الذي يتناول لحمها مستقبلا. وفي جولة استطلاعية قامت بها "المساء" لمعرفة مدى ثقافة المستهلك فيما يخص استبدال الكيس البلاستيكي بالورقي أو بقفة الدوم، أجمع الأغلبية على أن تلك الثقافة لابد أن تنطلق من مرسوم أو قرار رسمي يشجع القضاء على تلك الأكياس البلاستيكية التي يعاد تدويرها من مواد تبقى مجهولة، مما سيدفع التجار، وخصوصا بائعو الخضر والفواكه، على اعتماد أساليب أخرى أو استبدال تلك الأكياس بأخرى مصنوعة وفق معايير صحية، خاصة بالمواد الغذائية، هذا ما أشارت إليه الآنسة باية قائلة: "لقد قامت إحدى الدول الأوروبية قبل سنوات، بفرض ضريبة للتجار يدفعها بصفة أو بأخرى الزبون، إذ يقوم التاجر برفع سعر البضاعة في حالة طلب كيس، هذا ما دفع بالمستهلكين إلى التفكير مليا في حلول بديلة بسبب عدم اقتناء الكيس، فأخذ البعض كيسا معه إلى السوق لاستعماله، وقامت النساء بحمل القفة أو أكياس من القماش من البيت لوضع فيها مختلف المشتريات، دون الاضطرار لاقتناء أكياس أخرى من السوق. وكثيرا ما أثبتت الدراسات أن أضرار الأكياس البلاستيكية لا تقف عند حد التأثير في المواد الغذائية، لاسيما إذا نقلت تلك المواد الاستهلاكية في عز الحر، مما يجعلها تتفاعل مع البلاستيك بفعل الحرارة، بل تتعداها إلى وجود أخطار بعد مرحلة استعمالها أثناء عملية التخلص منها، إذ تظل في التربة دون أن تتحلل بيولوجيا لعشرات السنين، لذا اعتبرت أكثر النفايات ضررا على البيئة.