ما تزال مشاركة دول أمريكا اللاتينية في معرض الكتاب الدولي بالجزائر رمزية أكثر منها تجارية والسبب حسب سفير الشيلي بالجزائر بابلو روميرو في تصريح ل"المساء" هو أنّ الناشرين من أمريكا اللاتينية يعتقدون أنّ سوق الجزائر لن يعود عليهم بالربح لأنّه لا يهتم بالكتب باللغة الاسبانية. تشارك في الطبعة الثالثة عشر للصالون الدولي للكتاب بالجزائر أربع دول من أمريكا اللاتينية وهي:الشيلي، فنزويلا، الأرجنتين والبيرو، وتقتصر هذه المشاركة في أغلبها على الكتب التي تجلب من مكتبات السفارات ماعدا كتاب أوكتابان مخصّصان للبيع. الجمهور الجزائري المحّب والفضولي للثقافة جنوب أمريكية لم يجد ضالته ولم يشف غليله وهو يزور الفضاءات المخصّصة لدول أمريكا اللاتينية بحكم أنّه لا يمكن شراء الكتب التي هي في الأصل كتب نابعة من مكتبات السفارات ولا يستطيع حتى مطالعة الكتب على راحته. وتشارك الشيلي للمرة الثالثة في المعرض الدولي للكتاب الذي تنتهي فعالياته الخامس من الشهر الجاري، وصرح سفير الشيلي بالجزائر بابلو روميرو ل"السماء" أنّ المشاركة ستكون ككلّ مرة بكتب غير قابلة للبيع لأنّها ملك للسفارة الشيلية بالجزائر ماعدا كتابان للكاتبة الشيلية المقيمة بالجزائر أدريانا لعسال. وفي هذا الصدد، قال السفير أنّ عدم مشاركة دور النشر الشيلية في الصالون مرّده اعتقادها بغياب اهتمام الجزائريين بالكتب اللاتينية بحكم أنّ أغلبهم لا يتكلّمون اللغة الأسبانية وبالتالي فالسوق الجزائرية غير جذّابة، مضيفا أنّه من الصعب جلب الناشرين إلى الصالون بيد أنّه من الممكن جلب كتّاب وأدباء مثلما جرى عليه الأمر في الدورة السابقة. ويضم جناح الشيلي العديد من المؤلفات من بينها المترجمة باللغة العربية نذكر: "بريد بغداد" ترجمة صالح علماني وكتاب عن بابلو نيرودا. وغير بعيد من جناح الشيلي، نجد جناح فنزويلا حيث أشارت ممثلة الفضاء المخصّص للسفارة الفنزويلية، أنّ هذه الأخيرة تفكّر في فتح فضاء لمساعدة الطلبة في التعرّف على ثقافة هذه الدولة وقراءة كتبها، ويضمّ جناح فنزويلا كتبا متنوعة ثقافية، اقتصادية، سياسية وفي مقدّمتها كتب عن الشخصية المميّزة سيمون بوليفار، ويشهد هذا الفضاء فضول الجزائريين وفي مقدّمتهم المعجبون بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وتشارك الأرجنتين لأوّل مرة في الصالون وتقول ممثلة عن سفارتها أنّ المشاركة الأولى لبلد بورخيس اقتصرت على الكتب السياحية والخرائط التي تعرّف البلد للجزائريين المحبين له، مضيفة أنّ السنة القادمة قد يكون الأمر مختلفا بعد أن تكون تجربة المشاركة قد تمّت وأعطت ثمارها. أمّا البيرو فهي حاضرة للمرة الثانية في هذا المعرض وبكتاب واحد للبيع أمّا الكتب الأخرى فهي موجّهة فقط للمطالعة الخفيفة، ويحمل الكتاب المعروض للبيع في طبعة جديدة، عنوان "حضارات الأندلس والمورسكية في البيرو" كتابة السفير الأسبق للبيرو بالجزائر الفقيد كاسرس أنريكي عن دار القصبة. وأكّدت ممثلة الجناح البيروفي أنّ الكثير من الطلبة الجزائريين يحبون الأدب البيروفي بصفة خاصة والأمريكي اللاتيني بصفة أعم، وتبقى مهمة ممثليّ الأجنحة هذه في توجيههم في انتظار أن يعمّ الشغف بهذا النوع من الأدب شرائح أخرى من المجتمع الجزائري. ولقد أصبح عدد لا بأس به من الجزائريين يهتمّون باللغة الاسبانية ومن ثمّ الثقافة الاسبانية والمكتوبة باللغة الاسبانية، وانتقل هذا الاهتمام من الطلبة إلى العامة الذين أدركوا أهمية هذه اللغة خاصة من حيث انتشارها في العديد من بقاع العالم، وإن كان معهد سرفنتس الاسباني يقوم ببعض النشاطات الداعية للتعريف باللغة والثقافة المكتوبة باللغة الاسبانية فإنّ مشاركة دور النشر سواء كانت اسبانية أومن أمريكا اللاتينية منتظرا حتى يجد القارئ ضالته في تظاهرة أنشئت لهذا الغرض.