دعا رئيس المجلس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، زعيم بن ساسي، إلى إعادة النظر في الرؤية والمقاربات وطرق العمل وأدوات تطوير هذه المؤسسات، معبرا عن رفضه حصر دور القطاع في مهمة "خلق مناصب العمل"· وقال أن ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا يعني خلق وإنشاء هذا النوع من المؤسسات فقط وإنما كذلك مرافقة الموجودة في الجهود التي تبذلها من أجل عصرنة أدوات إنتاجها وطرق تسييرها وانفتاحها على الأسواق الخارجية· ولدى تطرقه إلى المشاكل التي تعترض عمل المجلس بمناسبة عقد الجمعية العامة الثالثة له، شدد بن ساسي على مسألة "ظروف عمل" المجلس التي تأسف لكونها تظل إشكالا مطروحا بالرغم أنها أخذت الجانب الأكبر من المناقشات خلال الجمعية العامة الماضية· في هذا الإطار أشار إلى أن المجلس الذي نصب لجنة خاصة بإعداد اقتراحات لتعديل المرسوم المتضمن تنظيم وعمل المجلس أرسل مذكرة للوزارة بهذا الشأن من أجل دراسة هذه المقترحات من الهيئات المعنية· واعتبر أن تعديل المرسوم رقم 03 - 80 المؤرخ في 25 فيفري 2003 يعد البديل الأكثر واقعية الذي سيمكن من رفع العراقيل التي كانت تحول دون تطوير المجلس لأدائه· وفي تقييمه لمدى تجسيد المجلس لمهامه، قال أنه فيما يخص تدعيم تنظيم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية التشاور ولأسباب اعتبرها "موضوعية" لم يتمكن المجلس من تحقيق نتائج تذكر لاسيما في المحور المتعلق بإنشاء جمعيات مهنية وترقية التشاور بين المنظمات المهنية وبينها وبين السلطات العمومية· وحسب المتحدث، فإن المجلس من خلال مخطط عمل 2008 سيعمل على تدارك هذه النقائص التي تجلت كذلك في محور مرافقة برنامج تأهيل المؤسسات· ولم يتردد في المطالبة بوضع برنامج تاهيلي "أكثر طموحا وأكثر شمولية واعتباره أولوية استراتيجية وطنية يتم توفير كل الإمكانيات المالية اللازمة لها"، مذكرا بدعوة المجلس إلى إنشاء هيئة تنسيقية لكل برامج التأهيل سعيا لنجاعة أكبر· انشغال آخر أشار إليه بن ساسي هو كيفية الحفاظ على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من صعوبات لا سيما في قدراتها الإنتاجية والذي يعد برنامج التأهيل مسألة ثانوية بالنسبة لها· وأكد في هذا الشأن على ضرورة استغلال الراحة المالية التي تعيشها البلاد من أجل المعالجة النهائية لوضعية هذه المؤسسات وذلك قبل ضمها إلى برنامج التأهيل· واقترح المجلس لذلك اللجوء إلى التطهير المالي لكن مع دراسة وضعية المؤسسات حالة بحالة· من جانب آخر تطرق بن ساسي إلى مسألة التفاعل بين التنمية المحلية وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، مشيرا إلى مدى الترابط بين الإثنين· يذكر أن المجلس عقد جمعيته العامة أمس، وتم خلالها تقديم تقرير عن نشاط المجلس وكذا مخطط العمل الخاص بالسنة المقبلة الذي تمت مناقشته وتقديم توصيات حوله قبل رفع الجلسة