- حالات مستعصية تحول يوميا من 9 ولايات غربية - 45 عملية ولادة منها 25 قيصرية يوميا تعاني مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران من ضغط رهيب انعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة رغم المجهودات الجبارة المبذولة من طرف الطاقم الطبي الساهر على عمليات التوليد العادية والقيصرية التي تجرى بهذه المصلحة على مدار الساعة . ويأتي هذا الضغط الرهيب حسب مصدر طبي يشتغل بنفس المصلحة ويشرف على عمليات الولادة من عدة معطيات جعلت من العمل بالمصلحة يتطلب جهودا جبارة من الطاقم الطبي وفي مقدمة هذه العوامل تحويل الحوامل من 9 ولايات مجاورة رغم توفر مصالح متخصصة للتوليد بمستشفياتها إلا أن عمليات التحويل إلى وهران ، لا تزال تؤرق القائمين على المصلحة المحلية وعلى غرار المستشفيات والعيادات الجوارية بغرب البلاد التي تستنجد بوهران ، فان العيادات الجوارية المتخصصة في التوليد بمختلف الأحياء والشوارع ، لم تشذ عن هذه القاعدة بشهادة هذا الطبيب المختص في التوليد ، حيث يعج المستشفى ليلا بالحوامل من مختلف الدوائر والبلديات على غرار سيدي معروف ، وارزيو ، ووادي تليلات والسانيا ، والكرمة ، وسيدي البشير ، وحتى عين الترك ، وذلك لافتقار العيادات الجوارية المتخصصة في التوليد المعروفة بوهران لأطباء متخصصين ليلا بشهادة مصدرنا الذي انتقد هذه التحويلات ، و قال أنها ترهق المستشفى وتزيد من الضغط وكشف المتحدث أن الحوامل اللائي يلتحقن بمصلحة التوليد المذكورة ، يكشفن أن سبب استنجادهن بمستشفى بن زرجب يعود بالأساس لرفض أعوان الأمن الداخلي على مستوى البوابات الخارجية لبعض مؤسسات التوليد و طب النساء الأخرى قبول الحوامل ليلا ، ويتم توجيههن بالتالي إلى مستشفى بلاطو ، حسب تأكيدات نفس المصدر الذي قال أن كل هذه التجاوزات مدونة في تقارير أرسلت للجهات المعنية كما أن بعض هذه العيادات يتكرر منها هذا التصرف كما أعدت قوائم بأسماء هذه العيادات الجوارية المتخصصة في التوليد التي تحول الحوامل ليلا إلى مستشفى بن زرجب بحجة غياب طبيب اخصائي ، يضيف مصدرنا الذي أكد كذلك أن العديد من الحوامل و خاصة المقيمين بأحياء سيدي البشير ، وسيدي معروف و اللواتي يتوجهن نحو مستشفى أول نوفمبر الذي يضم مصلحة توليد لا تحتوي سوى على 60 سريرا فقط يحولن إلى مصلحة مستشفى بن زرجب التي تضم 240 سريرا 45عملية ولادة يوميا بالمصلحة هذا التوافد الكبير يجعل الطاقم الإداري والطبي يعيش على الأعصاب يوميا ، خصوصا وان المتحدث قدم إحصائيات تشير إلى أن المصلحة تجري من 50 إلى 60 عملية فحص يوميا للحوامل ،ناهيك عن 20 عملية توليد عادية وأكثر من 25 عملية توليد قيصرية يوميا ، وهو رقم كبير جدا بالنظر إلى التركيز الكبير التي تتطلبه أي عملية ، والمسؤولية المترتبة على أي خطأ بشري أضف إلى ذلك عمليات التدخل الاستعجالي لإنقاذ الحوامل اللائي يعانين من تمزق الرحم بسبب طول مدة الانتظار لتوليدهن بالعيادات الواقعة بالولايات المجاورة حيث يتدفق المرضى من 9 ولايات ، على حد تأكيد ذات المصدر ، ورغم أن المصلحة تضم 60 طبيب مقيم و70 طبيب متربص إلا أنها تعاني من شح في الأطباء المساعدين حيث تضم المصلحة 10 أطباء متخصصين فقط استقال منهم هذه الأيام 4 مساعدين في الوقت الذي يهدد الباقون بالاستقالة نتيجة الضغط الرهيب وظروف العمل الشاقة والمجهدة ،إذ لا يتم الاستفادة من العطلة إلا بعد مضى أكثر من عام على النشاط اليومي الشاق ، ناهيك عن التعرض للاعتداءات اللفظية بشكل شبه يومي من طرف أهالي الحوامل في الوقت الذي يعاني الأطباء من عدم وجود مراحيض مخصصة لهم وافتقار المصلحة للمياه أضف إلى ذلك انعدام وجبة الغذاء والعشاء للأطباء المداومين الذين يضطرون للخروج إلى مطاعم بلاطو ، لسد رمقهم ولقضاء حاجتهم ، في الوقت الذي يضطر العديد منا يضيف المتحدث إلى الهروب بعد استكمال دوام العمل عن طريق الاتصال بسيارة أجرة والطلب من سائقها ركنها قرب الباب لكي لا نتعرض للضرب من طرف أهالي المرضى الذين يتوعدوننا بالانتقام على حد تأكيد المتحدث ، كما لم ينفي مصدرنا حقيقة افتراش الحوامل للأرض بهذه المصلحة ، حيث عزى ذالك للضغط الرهيب وقلة الأسرَة بالمقارنة مع العدد الهائل من المريضات اللائي يقصدنها يوميا ،كما أن معظم الحالات المحولة إلى وهران تكون قد وصلت من دون أي تحليل وفي ظروف نقل غير موافقة للمعايير ويعاني اغلبها من تمزق للرحم ونزيف داخلي . ومن جهته لم ينفي المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للمستشفى الجامعي بوهران السيد كمال بابو وجود حوامل يفترشن الأرض،مؤكدا أن الإدارة تلقت نفس الصور التي وصلتكم ، بمصلحة التوليد التابعة لذات الصرح الصحي مؤكدا أن الأمر ليس جديدا وأشار إلى أن المصلحة وبحكم العمل الإنساني الذي تقوم به وواجب تقديم الخدمة العمومية لآي مريضة من أي منطقة كانت اضطرت للاستنجاد بهذه الطريقة بغية توفير العلاج للعدد الهائل من النساء اللائي يقصدن المستشفى حيث كشف في هذا الخصوص أن المصلحة تجري 45 عملية توليد يوميا ،من بينها 25 ولادة قيصرية ناهيك عن الفحوصات الأخرى والتدخلات العلاجية للمصابات بأمراض النساء وباعتبار أن مصلحة التوليد لا تحتكم سوى على 280 سريرا فلكم أن تتصورا يضيف كمال بابو كيف نوفق بين العدد الهائل للمريضات اللائي من واجبنا استقبالهن رغم أن عددهن يفوق عدد الأسرة بأضعاف مضاعفة ، ولمواجهة هذه الوضعية أكد المتحدث أن وزير الصحة اصدر تعليمات لمدراء الصحة الولائيين ومن بينهم مدير الصحة بوهران قصد إجراء تحقيق شامل حول طريقة تسيير العيادات الجوارية المتخصصة في التوليد ،في الوقت الذي كشف محدثنا عن اجتماع بين مدير الصحة ومدراء العيادات الجوارية ومدير مستشفى بن زرجب الجامعي قصد مناقشة هذا الإشكال أين وعد مدير الصحة بالنظر في إمكانية تدعيم المصلحة المتواجدة ببن زرجب بمشروع توسعة قريبا قصد امتصاص الضغط وتوفير ظروف مثلى للتوليد ،كما تلقت إدارات المستشفيات الأخرى بغرب البلاد تعليمات باستجواب أي مريض أو مريضة تأتي من منطقة تتوفر فيها عيادات جوارية ،حول أسباب رفض المصالح الصحية استقبالهم وذلك بعد تلقى العلاج المطلوب ، حيث سيتم تدوين كل تلك الشكاوي في سجل خاص ليتم رفع تقرير عن كل مصلحة إلى الوزارة لاحقا كما أكد محدثنا أن المستشفى أصبح يستقبل المرضى من قديل وحتى حي الصباح رغم توفر مستشفىيات بالمنطقة حيث أشار إلى أن مستشفى أول نوفمبر بايسطو ، لم يشذ بدوره عن " القاعدة " ،حيث يرسل حوامل المنطقة إلى مستشفى بلاطو ، لان مصلحة التوليد هنالك لا تتوفر إلا على 60 سريرا بينما استغرب محدثنا وصول حوامل من منطقة قديل والمناطق المجاورة إلى مستشفى بلاطو رغم وجود مستشفى في المحقن ، وذكر المصدر ذاته أن المستشفى سيستقبل كل الحالات من أي منطقة كانت ، لكن سيتم رفع تقارير حول أسباب تحويل المرضى إلى الوزارة تطبيقا لتعليمات الوزير خلال زيارته لوهران مؤخرا .