يحتضن رواق عسلة معرضا تشكيليا للفنانة فتيحة بيسكر، أجادت فيه التعبير بلغة التجريدي العاكسة لأفكارها وأحاسيسها وتجربة حياتها الممتدة عبر عقود، مما كرّس عندها جانب الخبرة والحكمة فراحت تتفنن في الحكي عن الحياة بكل ألوانها. تزخر هذه السيدة الهادئة بمسار فني متوج بالعديد من المعارض والمشاركات الدولية والجوائز التقديرية عرفانا وتقديرا لأعمالها الفنية الحاملة للكثير من الدلالات العميقة المكللة بالأحاسيس المرهفة وبالحب والحلم الذي يتجدد في مطلع كل يوم في انتظار عالم أجمل خال من الشرور. يطغى على المعرض اللونان الأزرق والأحمر، وبعض الألوان الحية الأخرى على غرار البني والأصفر والأبيض، ويتمثل الأزرق في لوحات تتجلى فيه السماء وأحوال البحر، ويبدو من ذلك تأثر الرسامة بالطبيعة العذراء، كما يستمر تكرار الأزرق في لوحات أخرى وبالتدرج من الغامق إلى الفاتح مما يعكس مدى ارتباط الفنانة بهذا اللون العاكس للحرية والحياة وتقطع الفنانة أزرق البحر وتنشر فيه وشوشات الشاطئ وكل ما يحمله من ذكريات الطفولة السعيدة مع الأب والأشقاء والحرية. وفيما يخص اللون الأحمر، فهو مرتبط بالأرض وبكل ما تزخر به من تفاصيل في ألوان التربة خاصة وأن الجزائر غنية في هذا المجال باعتبارها البلد القارة. يتميز المعرض بأسلوبه التجريدي الخالص، بحضور قوي لأعمال الطبيعة من ذلك الطبيعة الخيالية أو الطبيعة معادة التركيب. تترك الفنانة الحرية المطلقة للزائر في قراءة لوحاتها بالأحاسيس وبالتالي تحديد معناها ورؤيتها والخروج بفهم ورؤية شخصية، لذلك توجد الكثير من اللوحات الخالية من أي عنوان. هكذا تتلاقح الألوان وتتشابك في تناغم راق ومثمر تتولد عنه الأشكال والخطوط والفضاءات اللامتناهية، نحو منحدرات أو قمم تعد منازل للتأمل والرؤية الواضحة المفتوحة على الكون العاري من كل السدود والأسوار المانعة. رغم مسيرتها الفنية الطويلة، لا زالت فتيحة تميل إلى الحميمية وإلى سر تخفيه الألوان والخطوط والأنوار ذات الوهج المتموج الذي يشبه السحر، ورغم صعوبة الحياة وجفاؤها، إلا أن السعادة والهدوء والشوق المتناثر في اللوحات يوحي بغد أفضل ويحمل الزائر نحو أماكن بعيدة تتحقق فيها النهايات السعيدة. يحوي المعرض 23 لوحة تشع بالسعادة الناعمة وتنسج حريرا من الأحاسيس والانفعالات الهادئة التي تطلب المشاركة، كلها في نوع التجريدي وهي ذات أشكال بسيطة، لكنها تحاكي أسرار الطبيعة والحياة وتعطي للألوان حق الاختلاف، ومن خلالها تسافر العين عبر الأطياف وعبر مكنونات الوجود. يحس الزائر نفسه مدعوا لدخول هذا الفضاء الممتع، فيحمل على كف الترحاب وبالتالي لا يحس بالضجر أو بتعقيدات قد تواجهه في جولته. تحمل بعض اللوحات صوتا صامتا ذات توقيع أنثوي هي بمثابة موقف يسجل معاناة دفينة تصارع واقعا مرا وتستطيع بجمالها وتفاؤلها أن تصنع الفرق. يبرز المعرض خبرة الفنانة ومشوارها الفني الطويل وقدرتها على التأمل واستنباط الإبداع، علما أنها تأثرت برواد الفن عبر العالم خلال القرن ال20، على غرار مارك روثكو، لكنها التزمت دوما بالتجديد والإثراء مستعينة بالذوق والإحساس والممارسة التطبيقية. تحمل اللوحات نبرة السلم كمادة مساعدة على الإبداع والتميز، تكتنفها رنات زرقاء صافية ومتنوعة ومتناغمة، تحمل الناظر من نجمة إلى أخرى ومن فصل إلى آخر ومن حياة القلق والضيق إلى حياة التواضع والبهجة والزرقة والفن الذي يستحق المشاركة. للإشارة، قامت الفنانة بأبحاث معمّقة في اختصاص الألوان، لذلك ترى بأن اللون يسبق الشكل، ثم يقع التحاور بينهما وتركز مثلا على الأزرق والأحمر والأصفر، وتتناول من خلال كل ذلك مواضيع الذاكرة وحياة الناس والأشياء وتعتمد على شاعرية مفرطة، على الرغم من قوة المواضيع أحيانا. فتيحة بيسكر من مواليد سنة 1947 بالعاصمة، رسامة وصحفية متخرجة من المدرسة العليا للفنون الجميلة، تتلمذت على يد الراحل إسياخم وتمارس الفن منذ بداية السبعينات، علما أنها سنة 1972 تحصلت على ميدالية في مسابقة الملصقة الخاصة بالألعاب الأولمبية بميونيخ الألمانية وانطلقت معارضها الخاصة سنة 1973، لتتوالى معارضها ومشاركاتها داخل وخارج الوطن. ثقافيات تراث وادي ميزاب بوهران سيحل التراث التاريخي والثقافي والمعماري لوادي ميزاب (غرداية) ضيفا على مدينة وهران من 7 إلى 11 ماي، وذلك في إطار تظاهرة إحياء شهر التراث المقامة تحت شعار «التراث الثقافي دافع لتنمية الإقليم». وبهذه المناسبة ستنظم عدة أنشطة ثقافية بالمتحف الوطني «أحمد زبانة» للتعريف بالتراث المادي واللامادي لوادي ميزاب المصنف ضمن التراث العالمي بالنظر إلى القيمة التاريخية والتراثية والثقافية لهذه المنطقة من جنوب البلاد. وفي هذا الإطار، برمج ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته التابع لوزارة الثقافة معارض متنوعة تتضمن 20 لوحة فنية تبرز التراث الثقافي لولاية غرداية وأخرى تُعرف بمواد البناء التقليدية، فضلا عن عرض ملصقات حول النظام التقليدي في مجال تقاسم المياه وقصور هذه المنطقة، كما أضاف صالح أمقران. كما سيتم عرض فيلم وثائقي يحمل عنوان «غرداية تراث ورسالة» وأشرطة وثائقية متنوعة المواضيع من إنجاز الديوان المذكور، علاوة عن إقامة معرض يحتوي على أزيد 20 كتيبا بعناوين مختلفة، توثق لتاريخ وتراث غرداية، إضافة إلى رسوم متحركة حول نفس الموضوع. الجزائر تحتفل باليوم العالمي للجاز احتفلت مدينة الجزائر على غرار باقي مدن العالم باليوم العالمي السادس للجاز. واختارت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي تسهر على احتفالات هذا اليوم منذ سنة 2011 هذه السنة وضع «جزائر بيغ بانغ» التي نشطت مساء الجمعة الفارط، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، حفلا تكريما للعازف على آلة البيانو و رئيس الفرقة الموسيقية الأمريكية دوك إلينغتون. وضم هذا الحفل على خشبة المسرح موسيقيين فرنسيين وجزائريين. وللمرة الأولى هذه السنة تشارك الجمعية الثقافية موسايكا في الاحتفالات باليوم العالمي للجاز عن طريق تنظيم تظاهرة على مدى يومين «موسايكا أوربان جاز 100% د.ز»، كما نظمت الجمعية أيضا درسا موسيقيا أكاديميا من تقديم العازف على آلة الساكسو النمساوي سيجي فنكل للعديد من طلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى لتختتمم الفعاليات بحفل تكويني لسيجي فينكل الذي منح لجمهور قاعة ابن زيدون وقتا ممتعا لاكتشاف موسيقى الأفرو جاز. إنجاز 11مكتبة بلدية السنة الجارية أنجزت إحدى عشرة مكتبة بلدية جديدة خلال السنة الحالية موزعة عبر مختلف مناطق ولاية ورقلة، كما استفيد من مديرية الثقافة. وستشرع هذه المنشآت الثقافية الجديدة في نشاطها فور استلامها من خلال مساهمتها في ترقية المقروئية وتمكين تلاميذ المدارس والطلبة بصفة خاصة من الحصول على مختلف المراجع. وتتوفر ولاية ورقلة حاليا على 52 فضاء ثقافيا ما بين مكتبات وقاعات للمطالعة. وتضاف إلى هذه المرافق المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بعاصمة الولاية التي افتتحت أبوابها أواخر 2016. ويحتوي هذا الصرح الثقافي الذي يعتبر واحدا من بين عشرات الهياكل المماثلة التي قررت وزارة الثقافة إنشاؤها عبر مختلف ولايات الوطن على أزيد من 15.000 كتاب لمختلف العنوانين في مختلف حقول العلم والمعرفة. وأبرمت في الآونة الأخيرة إتفاقية تعاون بين المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة وجامعة قاصدي مرباح، سيتم بموجبها تزويد هذه المكتبة بنسخ من مذكرات التخرج للطلبة.