هنّأت بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية، السلطات الجزائرية بالنجاح الكبير الذي عرفته عملية الاقتراع لتشريعيات 4 ماي 2017، واصفة إياها ب«العرس الديمقراطي الحقيقي»، الذي تميّز بالنزاهة والشفافية والموضوعية التي جعلته نموذجا عربيا على وجه الخصوص وللعالم بأسره، مثنية على كل القوى والأحزاب والمؤسسات الدستورية ووزارة الداخلية، مقدمة تبريكاتها للمترشحين الفائزين في هذا الاستحقاق، ومؤكدة أنها تابعت مجريات الانتخاب منذ مراجعة القوائم الانتخابية إلى غاية الفرز النهائي وإعلان النتائج. قال رئيس البعثة سعيد أبو علي، أمس، في ندوة عقدها بفندق الأوراسي بالعاصمة، إن الوفد العربي الذي حل بالجزائر نهاية مارس الماضي والمتمثل في 120 ملاحظا، تم تقسيم أفراده الملاحظين إلى 54 فريقا (عضوان لكل فريق)، انتشروا بكل ولايات الوطن، وتمكنوا من الاطلاع على 3385 مكتب اقتراع، موزعا على 967 مركزا، كما حضروا عملية الفرز في 98 مكتبا. ويعترف ممثل البعثة أن هذا المسار الديمقراطي جرى في كنف الهدوء والالتزام وحسن التدبير والنظام، وقد توافرت مختلف المتطلبات وشروط بدء عملية الاقتراع في موعدها المحدد في مناخ آمن، وتوافر المتطلبات البشرية من إداريين ومراقبين يمثلون الأحزاب والهيئة العليا المستقبلة لمراقبة الانتخابات. وقال أبو سعيد إن بعثته التي كانت حريصة على القيام بهمتها بكل موضوعية وحيادية ومهنية، لاحظت أن عملية الانتخاب سارت طبقا لمعايير النزاهة والشفافية والحياد والموضوعية بإقبال متفاوت بين المناطق وبسلاسة وتنظيم ممتاز وإمكانات وتجهيزات وتسهيلات تؤكد مستوى الجاهزية العالية، باستثناء بعض الملاحظات المحدودة وغير الجوهرية، التي لا يمكن تصنيفها كانتهاكات أو خروقات للقانون، وأن البعثة ستعكف على دراستها وتقييمها وإعادة صياغتها كتوصيات تساهم في تعزيز بعض جوانب العملية الانتخابية. وأشادت بعثة الملاحظين بمرحلة تسجيل الناخبين جرت بشكل جيد ومنظم وعادل، بعصرنة ورقمنة السجل الوطني للحالة المدنية الذي ساهم في مراجعة القوائم الانتخابية، وكذا مرحلة الترشح التي أتاحت الفرصة للتحضير الجيد للحملة الانتخابية، التي شهدت قدرا عاليا من التنافس والخطاب المسؤول الواعي للمترشحين، كما اعتبرت هيئة الملاحظين العرب إنشاء سلطة ضبط السمعي البصري، خطوة إيجابية وإضافة قوية وضرورية للارتقاء المضمون الإعلامي، وتكريسها لمبادئ المنافسة العادلة وذكرت في بيانها التمهيدي الذي وزعته على ممثلي وسائل الإعلام، أنها تابعت بارتياح مجريات يوم الانتخاب، انطلاقا من فتح مكاتب التصويت إلى غاية غلقها، والاطلاع على وضعية تواجد الإطار البشري والوثائق الانتخابية وممثلي الأحزاب والمرشحين والتغطية الأمنية. كما أثنت البعثة على إنشاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات وتعاونها الإيجابي معها، داعية إلى دعمها أكثر، مؤكدة من جهة أخرى أن الحضور لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية، كان لافتا خلال كل مراحل العملية الانتخابية، وتعامل مع الأحزاب والمرشحين بموضوعية.