تقاطعت تصريحات الملاحظين الدوليين للانتخابات الرئاسية في الجزائر حول التأكيد على أن العملية الانتخابية جرت في ظروف سادتها الشفافية والنزاهة، ما مكن الناخبين من اختيار رئيسهم بكل حرية. وقدم رؤساء بعثات الملاحظين الدوليين لكل من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي في ندوة صحفية نشطوها في ساعة متأخرة من مساء أول أمس بالمقر الدولي للصحافة تقييما حول مجريات العملية الانتخابية من الحملة الانتخابية إلى عملية التصويت والفرز إلى إعلان النتائج، وأجمعوا على أن هذا الموعد جرى في ظروف إيجابية وفي أجواء ميزتها الشفافية والديمقراطية وهنأوا بالمناسبة الشعب الجزائري والرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال رئيس وفد الاتحاد الإفريقي الرئيس الأسبق للموزمبيق السيد جواكيم شيسانو أن الانتخابات نظمت في ظروف ميزها "الصفاء والتحلي بالمسؤولية"، ومكن هذا الموعد الشعب الجزائري" من تعزيز الديمقراطية من خلال مشاركة قوية في الانتخاب". وأضاف أن ملاحظي الاتحاد الافريق لمسوا المهنية العالية للمشرفين على عملية الانتخابات، وأنهم سجلوا بارتياح السير الحسن لعملية الاقتراع في مكاتب التصويت منذ فتحها إلى غاية الفرز وإعلان النتائج. وأكد السيد شيسانو أن وفد الإتحاد الإفريقي المتكون من حوالي مائة ملاحظ تابع عملية الانتخاب في 48 ولاية، وسجل نفس الملاحظات في جميع المناطق مشيرا إلى أن كافة الأعضاء تنقلوا بكل حرية بين مكاتب التصويت، ولم تعترضهم أية عقبات في أداء مهامهم. ولكن مراقبي الاتحاد الإفريقي سجلوا غياب مراقبين تابعين للمترشحين وأشاروا إلى انه باستثناء هؤلاء الذين يمثلون مترشحا واحد هو السيد عبد العزيز بوتفليقة فان المترشحين الآخرين لم يعثر على ممثليهم في أغلب مكاتب الاقتراع التي قاموا بزيارتها، ودعا رئيس وفد الاتحاد الإفريقي في توصية ختامية توجت مهمتهم في الجزائر السلطات المشرفة على عملية تنظيم الانتخابات إلى وضع ترتيبات لتمكين حضور مراقبين عن المترشحين، وحسن تسيير أوراق الانتخاب غير المستعلمة أي من خلال تجنب عدم رمي أوراق الانتخاب في سلة المهملات. ومن جهته اكد رئيس وفد الجامعة العربية السيد الشاذلي النفاتي أن عملية الانتخاب "جرت في جو مريح تمكن فيه المواطن الجزائري من القيام بحقه المدني بدون أية قيود" مشيدا بالترتيبات القانونية التي تم توفيرها والتي تتوافق مع الإجراءات والمعايير الدولية المتعارف عليها. وأثنى على السلطات الجزائرية التي وفرت للوفد كافة المساعدات اللازمة لأداء مهامه، وفتحت المجال لأعضائه للتوجه إلى أي مكان يريدونه دون أي قيد أو شرط، وأضاف السيد النفاتي أن وفد الجامعة تابعة جميع مراحل العملية الانتخابية في جميع مناطق البلاد وأن خمسة فرق تنقلت بين مكاتب العاصمة الموزعة عبر57 بلدية ولم تسجل خروقات في جميع مراحل الانتخاب. وسجل وفد الجامعة العربية هو الآخر غياب ممثلي بعض المترشحين في العديد من مكاتب الانتخاب التي قاموا بزيارتها، وهو ما يفسر كما قال تصريحات بعض المترشحين الذين أكدوا أنهم لم يلتقوا وفد الملاحظين في مكاتب الاقتراع. وهنأ السيد النفاتي باسم الجامعة العربية والوفد الذي يقوده الجزائر والرئيس عبد العزيز بوتفليقة على نجاح هذه الاستشارة الشعبية. ومن جهته أكد رئيس وفد منظمة المؤتمر الإسلامي الملاحظ للانتخابات الرئاسية السيد سيكروتوفان أن أعضاء المنظمة "سجلوا بكل ارتياح عمليات الانتخاب والمشاركة القوية للمواطنين ". كما نوه ب"التزام الجزائر بالمسار الديمقراطي من خلال تنظيم انتخابات حرة وشفافة ونزيهة"، مضيفا أن هذه الانتخابات ساهمت في تعزيز مسار الديمقراطية في البلاد. وحول سؤال يخص نسبة المشاركة المعلن عنها أكد الملاحظون الدوليون أنهم سجلوا بارتياح الإقبال الغفير للناخبين على مكاتب التصويت.