تستعد المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوربي الذي تحضّر لطلاقها منه، وفي المقابل تفتح المملكة ذراعيها لعلاقات ضمن مخطط «لسد الفراغ» الذي سيخلفه «البريكسيت» وذلك مع باقي دول العالم ومنها الجزائر التي تعتبرها بريطانيا سوقا واعدة ليس للتصدير فحسب، بل لاستيراد منتجاتها التي تحظى باهتمام بالغ من البريطانيين.. ممثلة سفارة بريطانيابالجزائر السيدة جاكلين مالين، أكدت أن أمورا كثيرة ستتغير وبالإمكان الاستفادة منها. مشيرة إلى أن نظام منح التأشيرة سيعرف مراجعة لصالح الجزائريين الذين لطالما انتقدوا السياسة المتشددة التي يخضعون لها والتي أجحفت في حق نسبة هامة من طالبي التأشيرة. وجهت المسؤولة عن العلاقات التجارية بسفارة بريطانيابالجزائر السيدة جاكلين مالين، دعوة إلى المتعاملين والمنتجين الجزائريين للاستعداد لدخول السوق البريطانية بقوة في غضون الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي ضمن ما يعرف ب«البريكسيت» والمتوقع في آفاق 2018 وبداية 2019 على أقصى تقدير، المسؤولة وخلال يوم إعلامي نظم بمقر «الجاكس» أمس، أكدت أن ترسانة من القوانين التجارية والاستثمارية ستعرف تغيرا، بالاضافة إلى سياسة منح التأشيرات التي أجحفت في حق الجزائريين في ظل انتماء المملكة للاتحاد الأوروبي. المكلفة بالعلاقات التجارية المنصبة حديثا عبّرت عن انزعاجها من حجم الشكاوى المودعة بسبب «الفيزا»، ملتزمة بتحسين الوضع وإيجاد حل لمشكل عدم حصول شريحة واسعة من الطالبين لها، المتحدثة اعترفت بصعوبة النظام المتعامل به للحصول على التأشيرة والذي يتوافق والنظام الأوروبي، مشيرة إلى أن تسليم التأشيرات قبل الانتماء للاتحاد الأوروبي كان يتم في آجال لا تتعدى 24 ساعة، كما أن المقصيين كانوا يعوضون عن التكاليف سابقا. اليوم الإعلامي المنظم تحت شعار «التصدير للمملكة المتحدة: الوقت لاستغلال الفرص» عرف حضورا مكثفا لمتعاملين ومصدرين جزائريين أشبعوا فضولهم بخصوص أهم الفرص التي تتيحها السوق البريطانية التي تعد سوقا استهلاكية بامتياز بحجم استهلاكي يفوق ال1300 مليار جنيه إسترليني، وتغطي دول الاتحاد الأوروبي 60 بالمائة من احتياجات السوق البريطانية تليها الصين والولايات المتحدة، في حين فإن صادرات الجزائر نحو بريطانيا لا تتعدى الملياري دولار وهي في غالبها من المحروقات. وتستعد المملكة المتحدة لتكثيف لقاءاتها وندواتها المتخصصة بالجزائر بغية تحسيس المصدرين الجزائريين والمنتجين بضرورة الاهتمام بالسوق البريطانية التي تستعد للخروج من محيط الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيخلق فراغا يتطلع المسؤولون بالمملكة إلى سده وتعويضه بمنتجات ذات جودة وبأسعار تنافسية، علما أن السوق البريطانية من أهم الأسواق المفتوحة والتنافسية غير أنها صارمة في بعض التفاصيل والمنتجات لا سما الخضر والفواكه التي يشترط أن تكون بيولوجية.وحسب الاستطلاعات فإن ما تجود به الجزائر من منتجات ومواد خاصة الفلاحية منها من شأنها أن تعوض المنتوج الأوروبي الذي ستعرف أسعاره ارتفاعا بعد (البريكسيت) وهو ما لا يخدم بريطانيا التي تخطط منذ الآن لتخفيف الضرر المحتمل حدوثه مستقبلا، وعليه فعلى المتعاملين الجزائريين - تقول جاكلين مالين - التفكير والاستعداد منذ الآن في كيفية ولوج السوق البريطانية من خلال إيجاد متعاملين والتنسيق فيما بينهم حول كل التفاصيل والشروط المتعلقة بالسوق البريطانية. جاكلين مالين، قالت إن الجزائر تحظى بمكانة استثنائية في بريطانيا التي تعترف بقوتها وبصمودها في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية، مشيرة إلى أنها في مهمة استثنائية لا تتعلق بالترويج للمنتوج البريطاني، بل العكس فهي تسعى لاستكشاف السوق الجزائرية وجمع أكبر قدر من المعلومات حول ما يمكن أن تقدمه الجزائر للسوق البريطانية، وحسبها فإن الأرقام تشير إلى تسجيل نحو 50 مصدرا بريطانيا نحو الجزائر مقابل مصدر جزائري واحد نحو بريطانيا، وهي معادلة غير متكافئة يجب مراجعتها وقلب الموازين بما يخدم سوقي البلدين.