تعيش معظم المحلات التجارية الخاصة ببيع ملابس الأطفال إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والعائلات، بحثا عن ملابس لأبنائهم بمناسبة عيد الفطر، وهي الظاهرة التي انتشرت في كامل محلات المدينة، خاصة في الواجهات الكبرى لبيع الملابس، على غرار حي العقيد لطفي وحي محي الدين (شوبو سابقا). تحولت المحلات الخاصة ببيع ملابس الأطفال في مدينة وهران خلال الفترة الأخيرة إلى قبلة للعائلات القادمة من مختلف مناطق الولاية، بحثا عن ملابس للأطفال بمناسبة عيد الفطر المبارك الذي رغم أنه لا يزال على حلوله أكثر من شهر ونصف الشهر، إلا أن معظم العائلات فضلت طرق أبواب المحلات التجارية لشراء الملابس، وحسب بعض التجار فإن الظاهرة أصبحت تتسع سنويا، حيث يبدأ إقبال العائلات على محلات بيع الملابس والأحذية الخاصة بالأطفال قبل حلول شهر رمضان. أوضح التجار ممن تحاورت معهم "المساء" بأن هذه الظاهرة أصبحت تفرض عليهم التماشي وفق الطلب المرتفع على الملابس والأحذية خلال هذه الفترة، حيث يقوم التجار بعرض الملابس الجديدة بكل أنواعها، وألوانها الجديدة قبل دخول رمضان، لاقتنائها خلال الأسبوع الأخير من رمضان، كما جرت عليه العادة في السابق، من منطلق أن أكبر عدد من العائلات تقوم بشراء ملابس العيد قبل حلول رمضان، لتوقعات ارتفاع الأسعار في تلك المرحلة. كما أكد بعض التجار بأن عددا كبيرا من العائلات تسعى إلى شراء الملابس خلال هذه الفترة لتفادي الازدحام و الطوابير الطويلة خلال الأسبوع الأخير من رمضان، كما تعتقد العائلات بأن السعر المعروض حاليا في المتناول مقارنة بالأسعار خلال رمضان. تجار آخرون كشفوا عن أن ظاهرة أخرى انتشرت في وهران، تتمثل في قيام عدد من أصحاب المحلات التي كانت تمارس مهنا أخرى بعرض ملابس الأطفال للبيع خلال هذه الفترة، رغم أن أصحابها لا يملكون سجلات بيع الملابس، بالتالي أصبحت ممارسة تلك التجارة تتم بطريقة غير قانونية، مع ظهور منافسة غير نزيهة، وأكد أحد التجار بأن هؤلاء يقومون بعرض الملابس بأسعار جد تنافسية. في المقابل، أكد بعض المواطنين ممن صادفناهم في محلات بيع الملابس، بأن هذه الفترة تعد مناسبة لشراء الملابس الخاصة بالأطفال للاحتفال بالعيد، موضحين أن التجار يقومون بعرض ملابس تتناسب وفترة العيد، التي ستتزامن مع فصل الصيف، حيث توجد كل أنواع الألبسة الصيفية، مما يدفعنا إلى شرائها حاليا، وتفادي فترة رمضان التي تتميز بإقبال كبير من العائلات لشراء الملابس وبأثمان ليست في متناول الجميع. وهو ما أكدته سيدة، موضحة بأن فترة رمضان ستتزامن وارتفاع درجات الحرارة، بالتالي فإن عملية البحث عن الملابس خلال هذه الفترة سيزيد من تعب ربات العائلات، مفضلة شراءها في الوقت الحالي أمام وجود عروض مغرية. وقد تنقلت "المساء" إلى حي العقيد لطفي الذي يعد حاليا أهم منطقة تجارية في الولاية بعد حس شوبو، حيث تنتشر بالحي واجهات كبرى لعرض الملابس الخاصة بالأطفال، وجدنها كذلك تغرق بالعائلات كأن الأمر يتعلق بآخر أيام رمضان، وقد أقبلت العائلات على هذه الواجهات الكبيرة لما تعرضه من منتجات مستوردة من تركيا والصين وباكستان وحتى من دول أوروبية، حيث تبقى العائلات مخيرة للشراء حسب إمكانيتها. وقد أكد بعض المواطنين أن اختيارهم لتلك الواجهات جاء من منطلق تنوع عروض ملابس الأطفال، إلى جانب عرض ماركات عالمية، مما يمكنهم من اختيار النوعية التي تتوافق مع السعر. وعن الأسعار، فقد لاحظنا بأن الأسعار في الواجهات التجارية كانت جد مرتفعة، خاصة بالنسبة لألبسة الفتيات، حيث يتراوح ثمن لباس طفلة بين الثلاثة سنوات و7 سنوات بين 4000 و9000 دج، ويختلف الثمن حسب مصدر الألبسة، فيما يتراوح ثمن الأحذية بين 2000 دج إلى غاية 4500 دج حسب النوعية كذلك، وبالنسبة لملابس الذكور، فإن ثمنها في المتناول، حيث تعرض السراويل من نوع الجينز بين 1500 إلى غاية 3000 دج، فيما تعرض القمصان الصيفية بين 1000 و2500 دج، أما عن الأحذية الرياضية فتبقى أثمانها مرتفعة، إذ تتراوح بين 1500 و5000 دج.