احتدمت التحضيرات ونحن نعيش أواخر شهر شعبان في أسواق ولايتي ميلة وبرج بوعريريج، التي أصبحت تعرف حركة مكثفة خلال هذه الأيام، إلى درجة عودة التجارة الفوضوية لتحتل كل الأمكنة والأرصفة، خاصة أصحاب طاولات بيع الأواني التي عرفت إقبلا منقطع النظير من السيدات البرايجيات والميليات على حد سواء، اللائي سارعن إلى شراء الفواكه وتجفيفها خوفا من ارتفاع أسعارها خلال الشهر الفضيل. اختيار التوابل، تجفيف الخضر وتجميد الأطعمة غزت منذ أيام قليلة سيدات برج بوعريريج وميلة كل أسواق الخضر والتوابل، لشراء ما يلزم تحسبا لشهر رمضان. وخلال زيارتنا لبعض المحلات والأسواق في الولايتين، تحدثنا مع بعض السيدات اللواتي أجمعن أنهن يقصدن هذه الأماكن من أجل شراء ما يلزم. وأكدت إحدى السيدات أنها تقوم باختيار التوابل المناسبة بحكم أن لكل طبق توابله الخاصة، ف«طاجين الحلو" و«طاجين الزيتون" وشوربة "الفريك" لها توابلها المميزة. من جهة أخرى، اهتدت بعض السيدات لمواجهة ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، خاصة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، والتي تصل إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه من قبل، إلى تجميد أو تخزين تلك الخضر في الثلاجة، على غرار الطماطم، الفلفل الأخضر، القرعة، الفول وغيرها، حيث أكدت لنا إحدى السيدات أنها قامت بشراء كميات معتبرة من الخضر والفواكه وتخزينها، كما قامت بعصر الطماطم وتحويلها إلى صلصة جاهزة جمدتها لتستعمل مباشرة في الطهي خلال رمضان. كذلك الأمر بالنسبة للبصل، خصوصا أن أسعاره تلتهب مع كل موسم صيام. وأضافت أخرى وهي موظفة، بأن الوقت لا يسمح لها بتحضير كل شيء أثناء عودتها للمنزل متأخرة من العمل، لذا قامت بتجفيف الطماطم، الفول والثوم من أجل مواجهة الغلاء وإعادة استعمالها في شهر رمضان. مواقع الطبخ ترشد السيدات إلى أفكار ومقترحات خلال جولتنا بسوق بومزراق في ولاية برج بوعريريج، التقينا بعض السيدات اللواتي قلن لنا بأنهن استفدن كثيرا من قنوات الطبخ ومواقع الطبخ أو تلك الصفحات المهتمة بالطبخ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الفايسبوك، والتي تنشر أفكارا ومقترحات وطرقا جديدة قبل حلول شهر رمضان المعظم، وتخص تجميد الأطعمة وإعادة استغلالها لاحقا بما في ذلك اللحوم والدجاج والخضر، حيث أكدت السيدة (ل.م) أنها تعلمت طرقا مبتكرة لحفظ الأطعمة، من بينها تمليح الليمون وتجفيفه للاحتفاظ به، وكذا تخليل الخضروات، على غرار الفلفل الأخضر الحلو، الفلفل الحار، اللفت، الجزر، الزيتون والشمندر، عصر الليمون وتجميده في مكعبات التجميد الخاصة بالثلاجة واستعماله لاحقا، وككل أنثى قمنا بتصفح العديد من المواقع وقفنا على كل ما أجمعت عليه سيدات البرج وميلة من أفكار واقتراحات جديدة تخص المرأة، كما أنها تتفادى بذلك الارتفاع الفاحش للأسعار في بداية شهر رمضان. تهافت غير مسبوق على الأواني المنزلية حمى رمضان هذه السنة اجتاحت السيدات قبل أوانها، خاصة ما تعلق بالأواني المنزلية، حسبما وقفنا عليه، من تجارة فوضوية لبيع الأواني المنزلية في الأرصفة والطرق، لاحظنا أن السيدات البرايجيات والميليات يتهافتن من أجل شراء الأواني المنزلية بمختلف أنواعها، وعند حديثنا مع السيدة (ك.ي) عن سبب هذا التهافت، أكدت لنا بأن الأواني المنزلية لما يتم وضعها على مائدة الإفطار فإنها تلعب دورا في فتح الشهية نظرا لجمالها وتماشيها مع جو رمضان، في حين أكدت لنا (ر.م) أن شراء الأواني المنزلية قبل شهر رمضان هو عادة بالنسبة لها ليس إلا، وأنها اعتادت أن تشتري قبل حلول الشهر أوان جديدة. في نفس السياق، أضافت أخرى أنها تستغل فرصة التجارة الفوضوية من أجل شراء أوان جديدة بأسعار تقل عن ثمنها في المحلات، في حين أرجعت سيدات أخرى إقبال تلك النسوة على الأواني يعود إلى هوسهن بها، إذ يتم عرضها على قنوات الطبخ، كما قالت السيدة (ق.ب)؛ "أنا مدمنة على شراء الأواني بسبب قنوات الطبخ"، أما سيدة أخرى فأكدت لنا بأنها تعشق تلك الصور التي تنشرها ربات البيوت لمطابخهن على صفحات الفيسبوك، لذلك تعمد في كل مرة إلى شراء أوان جديدة لتضيفها إلى مجموعتها، خاصة أنها من السيدات اللواتي يحببن نشر صور موائدهن في مجموعات الطبخ، ويهمها أن تكون المائدة مثالية وأوانيها جميلة وعصرية. كما حاولنا تسليط الضوء أكثر ومعرفة رأي الرجال في الموضوع، حيث اقتربنا من السيد (ن.ك) وحاولنا أخذ انطباعه في الأمر، فأكد بأن الأمر مبالغ فيه كثيرا من طرف السيدات اللواتي يتهافتن على الأواني، وكأنهن لا يملكن صحنا واحدا في بيوتهن، وبين هذا وذاك يبقى الشهر الفضيل فرصة للعبادة والتقرب لله عز وجل بالأفعال والأعمال الحسنة.