شهدت بلدية الخروب في ولاية قسنطينة دينامكية كبيرة خلال السنوات الأخيرة في مختلف الميادين، بالنظر إلى الوتيرة المتسارعة التي شهدتها التنمية العمرانية وظهور 3 مدن جديدة هي؛ المدينتان الجديتان علي مجلي وماسينيسا وكذا القطب السكني عين نحاس، حيث من المتوقع أن يفوق عدد سكان هذه البلدية نصف مليون ساكن خلال السنوات القليلة المقبلة، مع استمرار عملية الترحيل من بلدية قسنطينة نحو المشاريع السكنية الجديدة التابعة لإقليم بلدية الخروب، هذه الأخيرة التي تضم ضريح القائد النوميدي ماسينيسا، والتي يسيرها في الوقت الحالي وزير الصحة السابق، البروفيسور عبد الحميد أبركان، والتي أخذت على عاتقها أن تكون مدينة صحية وتم اختيارها من بين ال10 بلديات عبر الوطن لترقية مشروع الديمقراطية التشاركية والتنمية المحلية «كابدال» الذي تتابعه باهتمام وزارة الداخلية، في إطار تطوير الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. مشكل كبير في تسيير الإقليم يرى رئيس المجلس الشعبي البدي بالخروب، أن أكبر المشاكل التي تعاني منها بلديته، هي التنظيم وتسيير الإقليم من الناحية السياسية، الإدارية وحتى الاقتصادية، بالنظر إلى العدد الكبير من السكان الذين تحولوا من مدينة قسنطينة إلى مدينة علي منجلي التابعة إداريا لبلدية الخروب، حيث أصبح محتما على هذه البلدية التي كانت تضم حوالي 150 ألف نسمة، تسيير شؤون أكثر من نصف مليون نسمة بإمكانيات يقول عنها مير الخروب بأنها غير كافية، معتبرا أن تسيير المدينة الجديدة علي منجلي خلق لبلدية الخروب عجزا كبيرا، خاصة في مجال النظافة، وتضم بلدية الخروب 7 مندوبيات بلدية، 3 منها بالخروب و4 بالمدينة الجديدة علي منجلي. توسيع العمران على حساب الأراضي الفلاحية تشتكي بلدية الخروب التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني بعد مدينة قسنطينة الأم، والتي تمتد على مساحة حوالي 244 كيلومترا مربعا، من مشكل تكاثر النسيج العمراني على حساب الأراضي الفلاحية، وهو الأمر الذي وقف عليه شخصيا المجلس الشعبي البلدي الحالي، الذي لم يجد حلا لهذا الشبح المهدد للفلاحة بالمنطقة المعروفة بزراعة القمح بنوعيه اللين والصلب، كما تعرف البلدية التي تبعد بحوالي 16 كلم عن مقر الولاية، نقصا في التجهيزات وتشتكي من تدهور المقابر على مستواها، كما تشتكي من تدهور حالة ملعب 1600 مسكن الذي لم يُهيأ مند عشرات السنوات. محلات البلدية لا تقدم الإضافة وتأجير سوق الفلاح فشل أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بالخروب، السيد عبد الحميد أبركان، أن الصفقة التي عولت عليها البلدية من أجل الزيادة في مداخليها من خلال كراء سوق الفلاح القديم، سقطت في الماء، حيث اتهم بعض الأطراف التي لم يسمها، بأنها وراء إفشال هذه الصفقة التي أضاعت على البلدية مبلغ 3 ملايير سنتيم في السنة. مضيفا أن الأمور كانت تسير في الطريق الصحيح من أجل تحويل سوق الفلاح القديم إلى سوق عصري، من خلال استثمار لشركة «إينو سيفيتال» التي اقترحت مشروع إعادة تهيئة السوق واستثمار يقدر بحوالي 600 مليار سنتيم، على أن ينجز المشروع في 9 أشهر، إلا أن هذه الأخيرة انسحبت من الاستثمار بسبب العراقيل الكثيرة التي وضعت في طريقها، حسب مصادر من البلدية. وحسب «مير» الخروب، فإن المحلات التجارية التي تعد من ممتلكات البلدية، لم تعمل مند سنوات، بسبب امتناع مستأجريها عن دفع حقوق الإيجار، مضيفا أن البلدية قررت وضع هذه المحلات في المزاد العلني، لكن العملية فشلت بسبب معارضة أقلية داخل المجلس. برنامج للسكن الريفي يضم 790 استفادة استفادت بلدية الخروب من حصة معتبرة في برنامج السكن الريفي، حيث تمت تسوية أغلبية الملفات المقدمة، في انتظار استكمال الملفات المتبقية، وقدرت الحصة السكنية في برنامج السكن الريفي ب790 استفادة، منها 180 استفادة بمنطقة الفنتارية، 141 بقرية المريج، 136 بقرية بورقيبة، 80 بقرية صالح درلاجي و172 متفرقة. كما عالجت البلدية السنة الماضية، قائمة تضم 1400 مستفيد من السكن الاجتماعي من أصل حصة تضم حوالي 5000 مسكن، لكن العملية توقفت بسبب أعمال الشغب التي عرفتها المنطقة والاعتداء على مركز الدائرة، وقررت السلطات وقتها إعادة دراسة الطعون المقدرة بحوالي 43 طعنا. اعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي بالخروب أن بلديته لم تتحصل على حصص سكنية كبيرة بحجم الطلبات، رغم أن حصص كبيرة وبرامج كثيرة من السكنات تم بنائها داخل إقليم هذه البلدية التي شهدت نموا متسارعا للسكن الفوضوي، خاصة في منطقة قطار العيش، أين فشلت البلدية في تهديم هذا التجمع غير الشرعي رغم وجود قرار ولائي بذلك، مضيفا أن هناك 21 تحقيقا خلال السنوات الأخيرة أجري بشأن البناءات الفوضية، وقال بأن تعطل مشروع الشباك الواحد صعب الأمر على المواطنين، مضيفا أن هناك عراقيل كثيرة بشأن تسوية رخص البناء. التجارة الفوضوية من النقاط السوداء ومشروع مذبح عصري تعاني بلدية الخروب من الانتشار الكبير للتجارة الفوضوية التي غزت شوارع وأزقة المدينة، حيث وجدت البلدية صعوبة في التصدي لهذه الآفة التي رسمت صورة صحية قاتمة لها، كما زاد من حدة الأزمة؛ انتشار محلات الميكانيك التي حولت البلدية إلى مرآب كبير. تسعى البلدية من خلال ال22 مشروعا مقترحا في مختلف المجالات كالمحلات التجارية، الفضاءات الترفيهية التجارية وحتى المستشفيات، إطلاق مشروع مذبح بلدي عصري بمنطقة الفنتارية بالقرب من مكان السوق الأسبوعي للمواشي الجديد، الذي تم تحويله من مقر البلدية، حيث تم تخصيص 18 مليار سنتيم لهذا المشروع، في انتظار دخول شركاء آخرين، سيسمح هذا المشروع باسترجاع مساحة 6 هكتارات كان يتربع عليها المذبح القديم. أكبر قرار شجاع اتخذته البلدية تحويل سوق المواشي كان أكبر قرار شجاع اتخذته بلدية الخروب السنة الفارطة، والذي سيحسب حتما للمجلس الشعبي البلدي الحالي؛ تحويل السوق الأسبوعي المعروف على المستوى الجهوي وحتى الوطني، من المدينة القديمة نحو حي منطقة الفنتازيا، حيث أكدت السلطات المحلية بالخروب أن هذه الخطوة جاءت بعد مساعي وجهودات دامت أكثر من سنة من أجل تحويل هذا السوق الأسبوعي إلى خارج محيط وسط المدينة، وقد استجابت وزارة الفلاحة لهذا المطلب الذي بات من أولويات جل سكان الخروب، بسبب أزمة المرور التي أصبح يخلقها السوق من جهة. ومن جهة أخرى، مشكل النظافة الذي أصبح مطروحا بشدة. وتم تحويل سوق الخروب الأسبوعي للمواشي إلى منطقة وادي الحميميم، على بعد حوالي 4 كلم عن مدينة الخروب، بعدما تمت الموافقة على استغلال مساحة من الأراضي البور بمساحة 6 هكتارات في منطقة الفنتارية، حيث تم تخصيص مبلغ من الميزانية البلدية، مقدر بملياري دج من أجل عملية التهيئة. البلدية تستفيد من دار ثقافة جديدة استفادت بلدية الخروب وفي إطار مشاريع عاصمة الثقافة العربية من مقر لدار ثقافة جديد، أسند تسييرها إلى ديوان الرياضة والثقافة والسياحية والترفيه التابع لبلدية الخروب بعد إمضاء اتفاقية مع مديرية الثقافة مند أيام على هامش عرض فيلم «ابن باديس» بحضور وزير الثقافية عز الدين ميهوبي، حيث سيتم بموجب هذه الاتفاقية منح دار الثقافة الجديد ببلدية الخروب وكذا دور الثقافة بالمدينة الجديدة علي منجلي إلى الديوان من أجل تسييرها في ظل الركود الذي تعرفها هذه المشاءات السياحية، ستسمح هذه الاتفاقية بفتح دار الثقافة الجديدة بالخروب التي تم تدشينها مؤخرا، بعدما أمر والي قسنطينة كمال عباس في وقت سابق بإيجاد صيغة لاستغلال هذا الصرح الثقافي، بدلا من بقائه مغلقا بسبب غياب الموارد البشرية لدى مديرية الثقافة وعدم وجود مناصب مالية جديدة. حظيرة التسلية بغابة الصنوبر متنفس للسكان يعد مشروع إنشاء حظيرة للتسلية والترفيه بغابة الصنوبر في وسط مدينة الخروب، ثالث أهم مشروع راهنت عليه السلطات البلدية في خطوة لخلق فضاء ترفيه للعائلات وفضاء تسلية للأطفال، حيث انطلقت الأشغال بهذا المشروع من خلال بداية تسيج الحديقة، قبل تهيئتها وتجهيزها بمعدات وألعاب للتسلية وكذا غرس عدد من الأشجار ونباتات الزينة ستكون متنفسا للسكان، وتعطي صورة أخرى جميلة لوسط مدينة الخروب القديمة التي باتت تعيش في زحمة كبيرة، خاصة في ظل الانتشار الكبير للمحلات التجارية ومحلات الشواء التي أصبحت ديكورا مميزا «للفيلاج»، كما يحلو للسكان القدماء تسميته.