يقود الوزير الأول، عبد المجيد تبون، بصفته ممثلا عن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الوفد الجزائري خلال أشغال الدورة ال29 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي تنطلق اليوم بأديس أبابا (أثيوبيا)، حسبما أفاد به أمس بيان لمصالح الوزير الأول. البيان أوضح أنه تم تعيين الرئيس بوتفليقة من قبل نظرائه خلال أشغال قمة الاتحاد الأفريقي لجانفي 2017 كمنسق للاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. كما أوضح المصدر أن السيد تبون سيقدم «مذكرة حول الإستراتيجية الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب من شأنها أن تشكل خارطة طريق لمجهودات المنظمة القارية في مجال مكافحة الإرهاب». فضلا عن مناقشة الموضوع الرئيسي المتعلق ب»تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، ستتطرق قمة الاتحاد الأفريقي كذلك إلى «مجمل قضايا الاتحاد الإستراتيجية خاصة وضع السلم والأمن في أفريقيا وتجسيد أجندة 2063 وكذا إصلاح الاتحاد ومجلس الأمن إضافة إلى منطقة التبادل الحر القارية». كما سيجري السيد تبون على هامش هذه الدورة محادثات مع العديد من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في هذه القمة. وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، الذي شارك في أشغال المجلس التنفيذي للاتحاد استقبل أمس الوسيط بين دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة الهادي لويس ميشال. وصرح مساهل للصحافة عقب هذا الاستقبال إلى شراكة مربحة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات. كما أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه تطرق مع السيد ميشال إلى مسائل التنمية في القارة الإفريقية لاسيما الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد) التي هي بمثابة إستراتيجية ترمي إلى وضع أسس التنمية في القارة الإفريقية. السيد مساهل أضاف قائلا «إفريقيا قارة ناشئة تملك إمكانيات جد هامة يمكن تطويرها بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي لاسيما في مجال البنى التحتية»، مذكرا في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها الجزائر في هذا المجال على غرار المشروع العابر للصحراء والبنى الهامة للاتصالات والاندماج الإفريقي. كما أشار الوزير إلى أن اللقاء تضمن المسائل التي تهم إفريقيا على غرار مشاكل الطاقة (الكهرباء) التي كانت محل نقاش كبير في القارة الإفريقية. موضحا أنه من بين الأولويات الإفريقية هناك تلك المتعلقة بالمشاكل الأمنية التي تشهدها القارة الإفريقية، في حين أشار إلى ضرورة تسوية النزاعات في إفريقيا للسماح باستقرار الأشخاص. بشأن مسألة الهجرة، أوضح السيد مساهل أنها يجب أن تكون محل اتفاق وتفاهم بين الطرفين، فإفريقيا هي القارة التي تستقبل أكبر عدد من المهاجرين، موضحا أن الهجرة تشهد تدفقا كبيرا داخل إفريقيا وباتجاه أوروبا أو في أماكن أخرى. الوسيط أكد، من جهته، أن الجزائر تعد شريكا هاما لأنها طالما طورت تصورا موحدا حول القارة الإفريقية. مضيفا أن الشراكة تعد «ميزة» بالنسبة للاتحاد الأوروبي، في حين دعا إلى «منهجية جديدة للتعاون بين أوروبا وإفريقيا تكون اشمل» مستهدفا القطاع الاقتصادي. كما أوضح يقول إن «أوروبا ترغب في تقاسم تصور شامل سياسي واقتصادي أكثر لكن لا يكون خيريا محضا ولا يقوم على نوع من التبعية». لدى تطرقه إلى المشاريع المشتركة بين القارتين، أشار السيد ميشال لويس إلى أن «هناك عدة فرص محتملة يمكن تجسيدها لاسيما في مجال المنشات القاعدية وفي قطاع الطاقة والأمن». وبعد التذكير بأنه كلف بمهمة وساطة للتحضير لاتفاقات كوتونو المقبلة التي ستستكمل في، 2020 أعلن المسؤول أن «المفاوضات ستنطلق نهاية السنة الجارية»، قبل أن يخلص إلى أن «إحدى المشاريع الكبرى التي تنتظرنا تتمثل في توسيع مجال هذه المفاوضات إلى القارة الإفريقية برمتها لتطوير إستراتيجية شراكة مربحة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات».