تتواصل الأيام الوطنية لمسرح الطفل في طبعتها ال11 بمدينة بودواو في ولاية بومرداس، حيث تتنافس 10 جمعيات للظفر بجائزة «القناع الذهبي»، فيما تسعى جمعية المسرح البودواوي للتأسيس لهذه التظاهرة رسميا، وقد طالبت جمعيات مسرحية أخرى بالدعم من أجل ترقية هذا الفن ذي الرسائل التربوية، في المقابل دعا ملاحظون الجهات الداعمة إلى المتابعة والمراقبة، فيما اعتبروه بطغيان المادة على الإبداع. اعتبر رضوان زوقاري، رئيس جمعية المسرح البودواوي، أنّ من أهم الصعوبات التي تحول دون تطوير الحركة المسرحية الموجهة للطفل، نقص الإعانات المالية بما يحول دون مضاعفة الاحتكاك بين مختلف الجمعيات وتقديم أنواع العروض المسرحية في شتى الميادين، من إخراج وتمثيل وسينوغرافيا، مطالبا بمزيد من الاهتمام والدعم بما يسمح بتطوير مسرح الطفل الذي يحمل رسائل تربوية مهمة. المتحدث اعتبر تنظيم الطبعة ال11 للأيام الوطنية لمسرح الطفل بمثابة التحدي الحقيقي لإنجاح تظاهرة دأبت جمعيته على تنظيمها منذ سنوات، وأبرز أن الإعانات التي تمّ تلقيها لم تتجاوز 80 مليون سنتيم، في الوقت الذي تم تقييم الغلاف المالي لتظاهرة مسرح الطفل ب250 مليون سنتيم، وهو نفس ما ذهب إليه عدد من رؤساء جمعيات وتعاونيات مسرح الطفل ممن تحدّثوا إلى «المساء»، أوّل أمس بالمركز الثقافي البلدي لبودواو، الذي يشهد عرض المسرحيات المتنافسة لنيل جائزة «القناع الذهبي»، حيث قال فارس بن عبد الرحمان رئيس جمعية «نوميديا» الثقافية لولاية برج بوعريريج، المشاركة بمسرحية «القلادة السحرية»، بأن الجمعية الفتية بحاجة إلى التفاتة من طرف الجهات الوصية لدعمها في مشوارها الفني التربوي الهادف، وأوضح أن الجمعية المؤسسة في عام 2014 تعتمد فقط على اشتراكات أعضائها، رغم ذلك تمكنت من المشاركة في عدة تظاهرات وطنية ودولية (مدينة فاس المغربية) وحازت على نتائج مشرفة. من جهته، أفاد عيسى حديد من تعاونية «وصال للمسرح» لولاية الأغواط، مؤلف مسرحية «الأميرة قمر» التي افتتحت الأيام الوطنية لمسرح الطفل، أن المسرح يحمل رسائل تربوية هامة وهادفة، خاصة لما يكون موجها للطفل، وطالب بدعم مختلف الجمعيات والتعاونيات من أجل دعم هذه الأهداف النبيلة. واعتبر الأستاذ محمد أدار رئيس لجنة التحكيم المشرفة على تقييم العروض، أن الدعم مهم، لكن الأهم منه المتابعة والمراقبة، حيث كشف الأستاذ في حديثه ل«المساء»، أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإنتاج المسرحي ككل ليس في الدعم أو الإمكانيات وإنما في العمل الجيد الذي يفرض نفسه، ويقول «أعتقد أنّ الإنتاج المسرحي حاليا أضحى يهتم بنيل الجوائز أكثر من اهتمامه بالفكرة الجيدة والنص الجيد والأزياء والإخراج، وكل ما يرتبط بالنص المسرحي، أي يهتم بنيل القيمة المالية أكثر من الإبداع، وهذا الذي جعل المسرح اليوم يعاني أزمة إبداع حقيقي»، ويضيف «الفنان اليوم أصبح حبيس عمله، فلا يبحث عن تطوير تكوينه، بالرغم من الإمكانيات المتاحة أمامه.. الفن إبداع والمادة قتلت هذا الإبداع.. لذلك نحن اليوم أمام مسرح محترف، طغت عليه المادة ودعوتنا اليوم لوزارة الثقافة أو الولاية أو البلدية أو مديرية الشباب والرياضة أو غيرها أن تدعم الأعمال الفنية، لكن علينا في المقابل المتابعة والمراقبة لمعرفة أين ذهبت أموال الدعم حقيقة، وهذا نوع من الرقابة المسلطة على رقاب كل جمعية أو تعاونية مسرحية يجعلها تعمل على تحسين أدائها ومستواها». يذكر أن العروض المسرحية ال10 المذكورة تتنافس على 4 جوائز، أهمها الجائزة الأولى «القناع الذهبي» وقيمتها 11 مليون سنتيم لأحسن عرض متكامل، وجائزة «القناع الفضي» لأحسن إخراج و«القناع البرونزي» لأحسن نص مسرحي وأحسن سينوغرافيا، وهناك أيضا جوائز لأحسن أداء رجالي وأحسن أداء نسائي وجائزة أحسن تحكيم، حسبما كشفه ل«المساء» الأستاذ زرزور طبال، عضو لجنة التحكيم.