تعرف حواف الطرق الوطنية والولائية وحتى البلدية التي تعبر مدن ولاية بسكرة وقراها والأحياء الحضرية الجديدة والقديمة منذ مدة تدهورا بيئيا رهيبا وغيابا شبه كلي للنظافة، حيث تحولت إلى أماكن لرمي النفايات المنزلية وبقايا مواد البناء وردوم مختلفة وصارت تشوه وجه مداخل ومخارج مدننا كمفارغ فوضوية لا يعير المقاولون وأصحاب ورشات البناء والتبليط والتزفيت ومعظم السكان أيضا أدنى اهتمام لنتائج محاصرة الطرق والمناطق العمرانية بالنفايات والقاذورات، كمركز التكوين المهني بسيدي عقبة ونقاط أخرى تحولت إلى مراع للحيوانات ومساحات للعب الأطفال الصغار وسط مظاهر مشينة. وتحولت ساحات محاذية لمساجد كثيرة كمسجد الفاروق بحي بوزيتونة بسيدي عقبة إلى فضاءات وسخة بامتياز، وصارت بمثابة مفرغة حقيقية لكل القاذورات دون مراعاة حرمة المسجد وقداسة المكان. هذه الظاهرة امتدت إلى طريق قرية قرطة بحيث تنتشر الأوساخ المنزلية على حافتي الطريق بشكل عشوائي، ما أثار تذمر السكان الذين اشتكوا من الروائح الكريهة وانتشار الزواحف والحشرات السامة، بحيث أكد أحدهم المعاناة الكبيرة مع العقارب وتسجيل بعض حالات اللسع، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المعنية بمشاركة المواطنين لتطهيره ووضع حد لظاهرة الغزو المستمر للنفايات المنزلية، حفاظا على صحة وسلامة السكان وإعادة الاعتبار للمدينة التاريخية. كما أن القمامة تحاصر جهات عديدة من المؤسسات التربوية والهياكل الصحية وغيرها بسيدي عقبة وطولقة وزريبة الوادي وعين الناقة، وكذا بمدينة بسكرة في الأحياء الشعبية القديمة كالعالية وحي الوادي غير بعيد عن مكان توقف حافلات نقل مسافري الجهة الشرقية من الولاية لفترات طويلة، وتتضاعف مخاطرها مع تهاطل الأمطار. وتسبب هذه القاذورات في تكاثر أعداد الحشرات السامة والقوارض، خاصة العقارب والجرذان التي تتسرب إلى داخل الأقسام عند ارتفاع درجات الحرارة، مهددة حياة التلاميذ. وللحد من هذه المظاهر المشينة بالوسط العمراني الجميل، فقد ناشد عدد من الأولياء السلطات المحلية التدخل حماية لصحة وتوفير ظروف بيئية ملائمة. وأرجع عدد من المسؤولين الذين تحدثنا معهم عن ضرورة إيجاد حلول نهائية، مرجعين السبب أيضا إلى لامبالاة غالبية السكان، داعين الجميع إلى محاربة المناظر التي تفسد كثيرا الوجه الجمالي لمدن بسكرة، كما اعترف رؤساء بلديات سيدي عقبة وطولقة وزريبة الوادي وعين الناقة بالتقصير لنقص الإمكانات، خاصة شاحنات نقل القمامة وقلة مراكز الردم.