تنتعش في هذا الموسم تجارة الورود في مختلف بلديات العاصمة، بفضل الإقبال عليها من طرف أصحاب مواكب الأعراس بعدما أصبح تزيين سيارة العرسان عادة لا يمكن الاستغناء عنها، ونظرا لكثرة هذه الولائم خلال الصيف تعرف تجارة بيع الورد حركة كبيرة . تُقتنى الزهرة لأجل جمالها ورائحتها العطرة، ولأشكالها الجميلة وألوانها الزاهية، ولاتزال هذه النبتة تحتل مكانة مميزة لدى الكل، إذ إن لها رونقا خالصا، يجعلها تعبّر عن الحب والعاطفة ومختلف الأحاسيس الطيبة، ما يجعلها لا تفصل عن وليمة الزفاف، من تقديمها كباقة للعروس، إلى تزيين قاعة الزفاف وموكب العرس، وخاصة سيارة العروسين. ولقد كانت الزهرة أو الوردة منذ عقود من الزمن وسيلة للتعبير عن أجمل المشاعر تقدم للزوجة أو الأم أو الأخت أو غيرهن، تحمل معاني كثيرة من المحبة والمشاعر الصادقة، تُتبادل في المناسبات أو دونها، فهي في كل مرة تضفي لمستها الخاصة في مكان تحوله من البسيط إلى المفعم بالمشاعر والجمال.. وتنتعش هذه السوق حسبما كشف استطلاعنا في بعض المناسبات لا غير، مثل عيد الأم، عيد المرأة، وكذا خلال الموسم الصيفي؛ إذ تكثر ولائم الزفاف، فضلا عن عيد الحب حيث يبلغ رقم أعمال تلك المحلات ذروتها خلال هذه المناسبة بعدما ارتبطت بها علاقة وطيدة مع الزهرة، التي تبقى بالنسبة للبعض وسيلة فريدة ووحيدة للتعبير عن الحب.. وخلال موسم الصيف تنتعش هذه التجارة خلال عطل نهاية الأسبوع، لاسيما الخميس الجمعة والسبت، وهي الأيام التي تشهد أكبر عدد من حفلات الزفاف، إذ تنطلق العملية صبيحة الزفاف أو في الفترة المسائية. كما يختلف التزين حسب برنامج انطلاق الحفلة، ففي العاصمة عادة ما يتم اختيار الفترة المسائية، إذ يتكفل عادة الصديق المقرب للعريس بإيجاد أجمل عربة من خلال كرائها أو استلافها من أحد الأصدقاء، ثم الذهاب إلى محل بيع الورود لتزيينها، وفقا للديكور الذي يريده العروسان، فقد يكون بسيطا أو معقدا حسب الذوق، وهنا يحاول صاحب المحل تقديم باقة جميلة من الورود، علما أن هناك من يقدم طلبيته عشية المناسبة، حتى يكون لبائع الورد الوقت الكافي لتحضير الباقة. كما تكون له الأريحية في اختيار أفضل أنواع الزهور، حسب لون السيارة. ثم يتم تزيينها بباقة كبيرة على مقدمة السيارة، وتُرفق بحاشية من الحرير على طول الزجاج الأمامي. كما تزيَّن مقابض الأبواب بنفس اللون من الحاشية الحريرية، تكون بالأبيض أو الأحمر حسب الذوق وحسب نوع السيارة ولونها.. وعن سعر تلك الخدمة اقتربنا من محل بيع الورود ببلدية باب الزوار، فأشار صاحبه إلى أن السعر يختلف باختلاف الموسم، ففي بعضها يكون سعر الورد منخفضا، وفي أخرى يكون أكثر تكلفة، لهذا تختلف تكاليف هذه الخدمة. وفي هذه الأيام يتراوح السعر بين 1500 و5000 دينار لذلك الديكور، الذي يكون مصنوعا من ورود طبيعية مائة بالمائة. وهناك من يختار الورود البلاستيكية، وهنا السعر لا يتعدى أحيانا 1000 دينار، لكن تؤخد 1000 دينار أخرى كضمان من صاحب السيارة، تُرد له حين يُرجع الباقة البلاستيكية إلى المحل. وأكثر من يقبلون على الزهور البلاستيكية هم محدودو الدخل، أو الذين لا يريدون إنفاق المال على خدمة يرونها شكلية ولا أهمية لها، مشيرين إلى أنها تذبل قبل موعد الموكب..