تعرف تجارة الورود انتعاشا غير مسبوق في موسم الأعراس، حيث يتسابق العرسان وبالتعاون مع صاحب المحل لاختيار أجمل باقات الورود وانتقاء أجودها لتزيين السيارات بها ومنحها مظهرا يضفي الكثير من الفرح والبهجة في نفس العروسين وأقاربهم، غير أن الورود الطبيعية والتي ظلت تزين سيارات وأفراح الجزائريين لسنوات طويلة بدأت تختفي لتحل محلها باقات منسقة بأشكال مختلفة من الورود الاصطناعية لتظل تذكارا يستعمله العروسان في تزيين عش الزوجية، ويظل شاهدا على ارتباطهما مدى الحياة. تزيين سيارات الأعراس بالورود من أشهر الطقوس والعادات المبهجة في الأعراس، لذا تولي عائلة العريس أهمية بالغة للسيارة التي ستزف فيها كنتهم الجديدة، فيتم اختيار أو استئجار أحدث صيحة في عالم السيارات ليقوموا بعد ذلك بنقلها إلى محل معروف بقدرته على تنسيق الورود وتشكيلها وفقا لرغبات العروسين، ولأن أغلبية العرسان يفضلون الاحتفاظ بذكريات زفافهم وكل ماله علاقة بالحدث السعيد فأصبحوا يفضلون اختيار باقات من الورود الاصطناعية لسهولة تشكيلها وفقا لرغباتهم ولأنها تدوم لفترة طويلة. وفي هذا الصدد، يقول صاحب محل "ورود الملعب" ببن عمار: "تزيين السيارة يكون وفقاً لرغبة واختيار العريس أو أقاربه، فهناك من يفضِّل الورود الطبيعية لجمالها ورواجها الكبير، وهناك صنفٌ آخر يكون لديه موديل معين يرغب في الحصول عليه وإبقائه كتذكار لذا يحبذ تزيين سيارته بالورود الاصطناعية، مشيرا إلى أن الأسعار هي ذاتها 60 دج للوردة الواحدة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، إلا أن الطلب على هذه الأخيرة يزداد في فصل الشتاء حيث يعرف سوق الورود ندرة فيتضاعف سعر الطبيعية لذا يلجأ العديد للورود الاصطناعية لإنقاذ مواكب أعراسهم، وحول عملية تنسيق الباقات واختيار شكلها أكد البائع أنه لا يجد أي صعوبة في أي نوع استخدمه لكن ذلك يتوقف على شكل السيارة ولونها بالإضافة إلى رغبات العريس فلابد أن تتناغم ألوان الباقة". في حين يصف صاحب محل ورود بالأبيار، عملية تنسيق الورود بالصعبة جدا وتحتاج لمختص في هذا الفن، يجب أن يكون متمتعا بذوق عال خاصة ونحن في عصر انتشرت فيه الانترنيت وأصبح العروسان يحملان حتى صور زينة السيارات ويطالبون أصحاب المحلات بتنفيذها، وهو ما جعله يطلع على عدة تشكيلات وباقات من مواقع وكتب تهتم بتنظيم حفلات الزفاف الراقية، وأخرى في فن تنسيق الورد وباستعمال الورود الاصطناعية الفاخرة والتي لا تكاد تميزها عن الطبيعية ينسق أجمل الباقات محاولاً المزج بين أنواع وألوان مختلفة معتمدا على وضعية الورود الصغيرة والكبيرة وحجم المساحة المراد تزيينُها، وأضاف محدثنا أن العروسين أصبحا يفضلان كتابة الحروف الأولى من اسميهما بورود بيضاء داخل قلب أحمر وهو التشكيلة الدارجة بشدة في هذا الموسم، مستطردا أن الزبون المحلي يرغب في الحصول على طلبه فقط ولا يهمه التكلفة المادية أو نوعية الورود المستعملة طبيعية كانت أو اصطناعية، بل إن أغلبيتهم يفضلون هذه الأخيرة لاستخدامها في تزيين البيوت بعد حفلات الزفاف.