زائر بلدية ثليجان لا يصدق للوهلة الأولى أنه في بلدية يقطنها أكثر من 15000 ساكن ومساحتها تفوق مساحة كبريات المدن، وهو ما وقفت عنده "المساء" في جولتها بهذه البلدية؛ حيث اكتشفنا أنها تعاني الكثير من النقائص وتتخبط في العديد من المشاكل التي جعلتها أشبه بقرية ريفية مهترئة من جميع النواحي... سكانها لديهم مطالب كثيرة يعتبرونها حقا مشروعا أقرته لهم الدولة الجزائرية؛ في مقدمتها المشاريع التنموية التي أكد سكانها أنهم لم تشملهم التنمية منذ سنوات طويلة. انعدام المياه والعزلة التامة ساهما في التدهور وتعاني هذه البلدية من العديد من النقائص في شتى المجالات التنموية، ويتصدر هذه الانشغالات نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب؛ مما جعل السكان في رحلة بحث دائم عن المياه الصالحة للشرب ليرووا عطشهم، خاصة أنهم يعتمدون في عيشهم على الفلاحة وتربية المواشي؛ مما يجعل أمر توفير المياه باستمرار ضروريا وحتميا، ناهيك عن تدهور شبكة الطرقات وانعدام المسالك الريفية وتدهورها بشكل تام إن وُجدت؛ مما جعل سكان العديد من المشاتى في عزلة تامة، وانعدام التهيئة الحضرية بشكل كلي حتى على مستوى الطرق المؤدية إلى البلدية. المرافق الصحية مطلب ملحّ تفتقر البلدية لهياكل صحية أهمها قاعة التوليد؛ حيث يلجأ الحوامل إلى مستشفى الشريعة للولادة (لازال الكثير منهم يلجأون للولاد المنزلية كحل بديل). وبما أن مواليدهم يولدون بمستشفى الشريعة فإنهم يسجلون ببلدية الشريعة، ولهذا السبب الإداري بقيت بلدية ثليجان تراوح مكانها من حيث مجموع عدد السكان الفعلي الذي يتجاوز بكثير 15 ألف ساكن؛ مما يتطلب التفكير في دعم البلدية بهياكل صحية وتجهيزها لتقريب الخدمة الصحية من المواطنين، الذين باتوا يلجأون إلى المستشفيات بالولايات المجاورة للعلاج، وبالتالي قطع مسافات طويلة جدا، مثلما حدث أثناء وقوع حادثة حريق المسجد التي فاق عدد المصابين بها 70 مصابا، تم نقلهم وتوزيعهم بين مستشفيات باتنة وخنشلة لتلقّي العلاج. وفيما يتعلق بالكهرباء الريفية فإنها منعدمة بالعديد من المناطق النائية خاصة تلك التي تضم مستثمرات فلاحية ناجحة لكنها مهددة بالعطش بسبب انعدام الكهرباء الريفية والماء، مما يؤثر على نوعية المنتوج، ويتسبب في هلاك الأشجار وبالتالي ضعف المردود، فيما أكد العديد من السكان بالمشاتي التابعة للبلدية الذين التقيناهم، أنهم لم يروا الكهرباء الريفية أو الإنارة بمنازلهم منذ ولادتهم، وهم يستعملون إلى غاية اللحظة الوسائل البدائية. قلة المشاريع السكنية والنقل المدرسي محدود أما في مجال السكن الذي أصبح يُطرح بحدة على مستوى البلدية التي لازالت في حاجة ماسة إلى دعم لإنجاز مشاريع سكنية لامتصاص الكم الهائل من الطلبات المسجلة لدى المصالح المعنية، فرغم استفادة البلدية من مشروع إنجاز 40 سكنا اجتماعيا إلا أنه يبقى عددا ضئيلا جدا مقارنة بالطلبات الكثيرة والمتزايدة على السكن الاجتماعي والهش. أما حظيرة النقل المدرسي فإن عدد حافلاتها محدود جدا، وتعيش وضعية متردية، مما يجعل عملية نقل التلاميذ من وإلى مدارسهم متعبة وخطيرة بسبب وضعية الحافلات السيئة وقدمها. وأمام هذه النقائص وغيرها من المشاكل التي يتخبط فيها سكان بلدية ثليجان مسقط رأس شاعر الثورة محمد الشبوكي، فإنهم يطالبون والي تبسة كمسؤول أول عن الولاية، بوضع حلول عاجلة لها، وتزويد البلدية بمشاريع تنموية تساهم في دفع عجلة التنمية بالبلدية وتحسين الإطار المعيشي للسكان.