سجلت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية وهران، تناميا كبيرا لظاهرة الاعتداءات التي لا تزال تطال الأطباء عبر المراكز الاستشفائية والعيادات الصحية الجوارية، وهي نفس الاعتداءات التي طالت الأعوان الشبه طبيين وكذا أعوان الأمن والوقاية، الذين لم يسلموا هم أيضا من الاعتداءات، والتي وصلت في مجموعها حوالي 135 حالة، حسب تأكيد مديرية الصحة، وذلك بالإضافة إلى ظاهرة تحطيم الممتلكات العمومية داخل المستشفيات، من طرف بعض المواطنين من عائلات المرضى. شكل ملف الاعتداءات على الأطباء والممرضين بولاية وهران، ظاهرة خطيرة تطلبت تدخل الوزارة الوصية، وذلك من خلال مراسلة رسمية بعثت بها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمصالح المديرية الولائية بوهران، من أجل الوقوف على الظاهرة التي وصفت بالغريبة والدخيلة على المجتمع الجزائري، خاصة وأن الأمر يتعلق باعتداءات تطال أطباء وصلت إلى غاية إصابة البعض بجروح خطيرة، وحسب المكلف بالإعلام بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية وهران الدكتور يوسف بخاري، فإن المديرية قد سجلت منذ مطلع السنة الجارية إلى غاية 31 جويلية الماضي، 78 حالة اعتداء طالت أطباء من بينها 13 حالة جروح في صفوف الأطباء الذين استفادوا من عطل مرضية تتراوح ما بين 3 و7 أيام، فيما أحيلت بعض هذه الاعتداءات أمام الجهات القضائية للفصل فيها، في الوقت الذي تنازل فيه بعض الأطباء عن المتابعات القضائية بمبادرة شخصية منهم. كما لم يسلم أعوان الشبه الطبيين من ممرضين وأعوان تخدير وغيرهم من السلك من الاعتداءات التي طالتهم أيضا، من طرف بعض المرضى أو عائلاتهم، حيث تم إحصاء خلال نفس الفترة وقوع 57 حالة لضحية اعتداءات والتي كانت في أغلبها اعتداءات خفيفة واعتداءات لفظية، كما لم يسلم سلك أعوان الأمن والحراسة من الظاهرة وذلك من خلال إحصاء 27 حالة اعتداء وسط عمال الأمن والوقاية بالمستشفيات والعيادات الطبية بوهران. كما سجلت المديرية الولائية للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ظاهرة أخرى تتعلق بتحطيم الممتلكات العمومية بداخل المستشفيات، وهي الظاهرة التي سجلت بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران وكذا مستشفى المحقن، وقد كان المستشفى الجامعي خلال شهر رمضان، مسرحا للظاهرة، بعد قيام شقيق ضحية حادث مرور بتحطيم واجهات زجاجية و أبواب بداخل مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية. وقد قامت «المساء» بالتقرب من بعض الأطباء والممرضين بمستشفى وهران الذين أكدوا بأن ظاهرة الاعتداءات تسجل يوميا وخاصة اللفظية منها، حيث يفضّل الأطباء وضحايا هذه الظاهرة عدم التبليغ لتفادي تعقيد الأمور أكثر، مطالبين بحل جذري للقضاء على الظاهرة التي أرجعها المعنيون للظروف التي يعيشها القطاع والظروف الاجتماعية للمواطنين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحالات الإستعجالية التي يعتقد المواطنون بأنهم يملكون الأسبقية ويطالبون بعلاج مرضاهم بسرعة أمام الضغط الكبير على الأطباء يوميا، أما عن ظاهرة تحطيم الممتلكات العمومية فكشف طبيب من مصلحة الاستعجالات الطبية، بأن الظاهرة تعود إلى محاولة أهل المتوفين بالمصلحة صب غضبهم في النوافذ الزجاجية و الأبواب بتحطيمها كتعبير عن الألم، فيما يتجاوز البعض ذلك بالاعتداء على الطبيب ظنا منهم بأنه لم يقم بدوره على أحسن وجه، وهو اعتقاد لا أساس له من الصحة بالنّظر للجهود الجبارة التي يبذلها الأطباء والشبه طبيين بمصلحة الاستعجالات الطبية لإنقاذ الأرواح. من جهته كشف المكلف بالإعلام على مستوى المديرية، بأنه وللوقف على منع انتشار و اتساع الظاهرة تم اتخاذ عدة إجراءات تمثلت في إطلاق حملة تحسيسية وسط عمال القطاع، حول ضرورة حسن استقبال المرضى وعائلاتهم، إلى جانب تنصيب خلايا إصغاء الأسبوع الماضي، و التي تضم أخصائيين نفسانيين، وهي الخلايا التي تم توزيعها على كل من المستشفى الجامعي لوهران ومستشفى الفاتح نوفمبر وكذا مستشفى المحقن إلى جانب مستشفى مجبر تامي بعين الترك وأيضا مستشفى الحاسي، وهي تعمل حسب ذات المتحدث على مدار الساعة 24 ساعة، و يقوم دورها في استقبال المواطنين وتوجيههم و مرافقتهم في حالة وقوع مشكل داخل المصالح الطبية المتخصصة، أما عن عمال القطاع فقد تم فتح مصلحة متخصصة على مستوى مصلحة طب العمل للاستماع لانشغالاتهم وحل مشاكلهم. فيما شرع أمس في الشطر الثاني من حملة النظافة ... جمع 1575 طنا من النفايات بمحاور طرق مدينة وهران شرعت صباح أمس السبت، مصالح ولاية وهران، بالتنسيق مع بلدية وهران وعدد كبير من المديريات التنفيذية والجمعيات الناشطة بالولاية، في الشطر الثاني لأكبر عملية تنظيف فيها، وهي العملية التي عرفت مشاركة كبيرة للجمعيات المحلية بولاية وهران، والتي كانت في الموعد. كشفت أمس مصالح ولاية وهران، عن أن الشطر الأول من عملية التنظيف وجمع القمامات الكبرى، والتي انطلقت يوم الجمعة، وشملت الطرق الوطنية ومداخل ومخارج الولاية، إلى جانب الطريق السيار شرق غرب، عرفت جمع ما لا يقل عن 1575 طنا من النفايات والمخلفات الصلبة من بقايا البناء والحجارة، وهي العملية التي تواصلت طيلة يوم الجمعة بإشراف مديرية الأشغال العمومية لولاية وهران، ومشاركة 105 شاحنات خاصة بجمع القمامات من حجم 15 طنا. وقد أكدت المديرية بأنه سيتم لاحقا إطلاق عملية تشجير واسعة في عدة مناطق، تم فيها القضاء على النفايات، إلى جانب إنجاز مجموعة أسوار بالمناطق التي تحولت إلى نقاط سوداء لمنع رمي النفايات بها. أما عن عملية التنظيف، فقد عرفت مشاركة واسعة للجمعيات المحلية التي قدمت من مختلف مناطق بلدية وهران، فيما شارك في العملية 110 آلية للأشغال العمومية و500 شاحنة كبيرة، فضلا عن 780 عاملا من بلدية وهران والمديرية التنفيذية للولاية. وقد وقفت «المساء» على عدة نقاط تم فيها القضاء على المخلفات وبقيا النفايات، خاصة بمنطقة البلانتير بحي سيد الهواري وحي العثمانية وحي الدرب. وهي المناطق التي كان يعاني سكانها من الظاهرة. في وقت دعا المواطنون والجمعيات لتطبيق القانون ضد كل من يرمي النفايات، خاصة بوجود قوانين تمنع وتعاقب كل المخالفين، حيث يرى فيه المعنيون السبيل للقضاء على الظاهرة، مع تعميم حملات تحسيس المواطنين لاحترام مواقيت رمي النفايات وكذا تنظيم دروس دورية للتلاميذ بالمدارس. علما بأن الحملة ستتواصل لتمس كامل بلديات الولاية، بإدراج برنامج خاص سيتم تبنيه من طرف المجلس الولائي للعمل به بصفة دورية. فيما سيتم لاحقا تشكيل خلايا لمتابعة الوضعية، في انتظار دعم البلديات بالشاحنات الخاصة بجمع القمامات، وهو ما كان والي وهران السيد مولود شريفي قد وعد به البلديات، خاصة بلدية وهران التي ستستفيد من إعادة تصليح حظيرة الشاحنات المتوقفة والبالغ عددها 60 شاحنة.