تعاني الكثيرات خلال فصل الخريف من تساقط الشعر، مما يجعلهن يشعرن باكتئاب حقيقي بسبب فقدانهن لجزء مهم من جمالهن، وعدم معرفتهن السبب الحقيقي وراء ذلك. وحول هذا الموضوع، اقتربنا من الدكتورة سهام بابوري، مختصة في أمراض الجلد لمعرفة السبب وراء مشكل تساقط الشعر في هذه المرحلة من السنة. أوضحت الدكتورة بابوري، أن تساقط الشعر في موسم الخريف مشكلة يعاني منها الأغلبية لسببين رئيسيين، أولهما ضربات الشمس التي تعرضت لها فروة الرأس طيلة موسم الصيف بسبب أشعتها الحارقة، إلى جانب تغير الطقس المفاجئ، وهو أمر مزعج ويسبب القلق والذعر للمرأة بسبب فقدان كمية كبيرة من الشعر يوميا عند الاستحمام، أو خلال مشط الشعر، أو عند إزالة ممسك الشعر أو غير ذلك، مما يجعلها تنطلق في البحث عن حلول لمشكل قد يكون مؤقتا فقط.. وأضافت قائلة بأن المعدل الطبيعي لتساقط الشعر هو من 100 إلى 150 شعرة يوميا، ويبدو هذا العدد جد كبير، إلا أنه عادي. فهناك شعيرات أخرى تنبث أيضا بصفة مستمرة، وهو ما يجعل القاعدة؛ تساقط ونمو لا تظهر نتائجه على الرأس، إلا أن كل ما زاد عن ذلك المعدل ب30 أو 50 بالمائة يمكن تصنيفه بمشكل تساقط الشعر، وله أسباب عديدة، نذكر منها التوتر، مرض جلدي معين، أو تساقطه خلال موسم الخريف، ففي هذه المرحلة من السنة تعتبر ظاهرة طبيعية، إذ أن فروة الرأس تأخذ نوعا من الراحة خلال شهرين أو ثلاثة أشهر التي تلي موسم الصيف. أرجعت المختصة تساقط الشعر في هذا الفصل إلى التغير المفاجئ في حرارة الجو من طقس حار إلى بارد نسبيا، إضافة إلى ضربات الشمس التي تعرضت لها فروة الرأس طيلة فصل الصيف، مما يجعل الجلد يحترق نسبيا ويصبح جد حساس، ومنه يضعف الشعر ويتقصف ويتكسر، وفي الأخير يتساقط. وما يزيد الطين بلة في هذه المرحلة، بعض العوامل الأخرى الوراثية أو المشاكل الصحية في الهورمونات أو فقر الدم، حيث تعمل على مضاعفة فقدان الشعر خلال هذا الموسم، وهو ما يقلق المرأة ويجعلها تعيش دوامة الخوف من فقدان جانب مهم من جمالها. تقول المتحدثة بأن أكثر الذين يتحسسون لهذا المشكل خلال فصل الخريف، هن النسوة أكثر من الرجال، حتى وإن كان المشكل يمس الفئتين بنفس الشكل، لكن ولأن المرأة تهتم أكثر بالجانب الجمالي لمظهرها، خلافا للرجل الذي حتى وإن كان يهتم العديد منهم بذلك، إلا أنهم لا يتقلقون لدرجة التوتر أو الخوف من الأمر. وأضافت بابوري أن أكثر الاستشارات الطبية لدى مختصي الأمراض الجلدية تكون بسبب مشكل تساقط الشعر، حيث يقبلون على العيادات الطبية للبحث عن حلول وصفات طبية وعلاجات فعالة للحد من هذا التساقط. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة؛ من المهم معرفة أن تساقط الشعر خلال الخريف أمر جد عادي، إلا أنه عند ملاحظة تساقطه بشكل كثيف في هذه المرحلة لابد من استشارة طبيب مختص، وهنا سيتم وصف علاج مؤقت يكون حسب الحالة يتراوح بين 3 أشهر إلى 9 أشهر. كما سيقوم المختص بتقديم العديد من النصائح العلاجية والوقائية للحد من تساقط الشعر خارج ذلك العلاج، كروتين مرتبط بنمط معيشي صحي للشعر، متعلق بالنظام الغذائي أو كيفية غسل الشعر، وحماية الرأس من أشعة الشمس، أو العناية بجمال الشعر كفرشه، وتمليسه وغير ذلك من العادات التي قد تكون خاطئة، لكن تعتمدها المرأة وتسيىء بها للشعر والفروة.. أعطت بابوري مجموعة من النصائح الوقائية لتفادي تساقط الشعر وتحفيز نمو ما تم فقدانه خلال هذه المرحلة، حيث قالت: "من الضروري عدم غسل الشعر أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع واستخدام الماء الفاتر بدلا من الساخن، وهي النصيحة التي كثيرا ما نقدمها للنساء، خصوصا ما يتعلق بعدد استعمالات الغسول، إذ من الممكن أن يستحم الفرد يوميا، لكن من المستحسن استعماله فقط ثلاث مرات في الأسبوع، في حين يمكن الاكتفاء في باقي الأيام بالماء فقط على الرأس دون استعماله، لأنه في الأصل الغسول مادة كيماوية وكثرة استعمالها يؤدي إلى جفاف الشعر وتقصفه، بالتالي تساقطه، حيث يعمل على إزالة الأوساخ من الشعر لكن كثرة استعماله سيعمل على إزالة الزيوت الضرورية لفروة الرأس، التي تساعد على تغذية الشعر.. وأضافت المختصة أنه من المهم ترك الشعر يتنفس بدون تضييق "ممسك الشعر" عليه، لأن الشد والربط المكثف له يزيد من تساقطه ويضاعف بذلك المشكل ويؤدي إلى تكسر الشعر. وعن النظام الغذائي، تقول بابوري بأن الشعر مثل البشرة، ينعكس عليهما كل ما تناوله من فيتامينات وبروتينات ومواد ضرورية لجمالهما. فالشعر مرآة تعكس نظامنا الغذائي إذا ما كان متزنا أو لا، وهنا لابد من إعطاء الجسم كل ما يحتاجه من معادن وفيتامينات، كالبروتين، الحديد، الزنك، البيوتين، فيتامين (أ)، فيتامين (ج)، ومجموعة فيتامين (ب)، بتناول القدر الكافي من الخضر والفواكه، وتجنب الدهون المشبعة التي تصيب فروة الرأس بفائض في الدهون، بالتالي تساقط الشعر، وترتكز هذه العناصر في الموز، الحمضيات كالبرتقال والليمون، الكيوي، المانجو، البروكولي، اللفت، الشمندر، الفلفل الأحمر، الذرة، البصل، الثوم والسبانخ، بالإضافة إلى المصادر الحيوانية، مثل الكبد والتونا. كما أن نقص بعض المعادن كالحديد يصيب بفقر الدم، بالتالي تساقط الشعر، هذا فضلا على أهمية ترطيب الجسم، فالماء يجعل كل كائن حي، بما في ذلك الشعر الذي يحتاج إلى ترطيب، وعلى هذا، لابد من تبني قاعدة استهلاك كمية كافية من الماء يوميا حتى وإن لم نشعر بالعطش، فالترطيب مهم جدا للشعر والبشرة وكافة الجسم.