افتتحت الخطاطة اليابانية ميهو فوجيوارا، أوّل أمس بقصر «مصطفى باشا»، معرضها «الطبيعة»، الذي قدّمت فيه نماذج من خط الشودو والكانجي والكانا. ووقفت وسط فناء القصر بلباسها التقليدي، ترسم للجمهور بعض النماذج، وتطلق عبارات الإعجاب بالجزائر التي عرفتها وأحبتها قبل أن تطأ أرضها. اتجهت «المساء» نحو الفنانة التي بدت متواضعة جدا وفخورة بثقافتها اليابانية العريقة. وأول ما تحدثت عنه هو لباسها الأسود «الكيمونو»، حيث شرحت خصوصية قماشه الذي يلائم الحرارة، وسعدت برواج سمعته بالجزائر. هذه الأخيرة التي قالت عنها ل «المساء»: «لقد أحببت الجزائر قبل أن أراها من خلال الصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية، وأبهرتني طبيعتها الخلابة والمتنوعة؛ من بحر وجبال وصحراء وغيرهما، لذلك أسميت المعرض ب «الطبيعة» وأعني بذلك الطبيعة الجزائرية الخلابة. وسجلت ذلك في لوحات الخط التي أتيت بها اليوم، علما أنني وصلت إلى مطار هواري بومدين مساء الأربعاء، وفي الصباح فوجئت بمدينة ساحرة تطل على زرقة البحر، ويمتد بها الاخضرار، وتتجمل فيها المباني الأثرية لاستقبال الضيوف المنبهرين بها، ناهيك عن الناس الذين لا يكفّون عن الحركة ليعطوا الحياة لمدينة الجزائر». أثناء مرافقتها «المساء» عبر أجنحة المعرض المتضمن 18 لوحة، أشارت الفنانة ميهو إلى أن خصوصية الخط الياباني في أنه خط يشترك مع الخط الصيني، هذا الأخير الذي هو الأصل، ولكن عند دخوله اليابان تم تطويره عبر القرون وأصبح الكانا اليابانية ذات الظلال الفنية الراقية التي يطلَق عليها أحيانا اسم شودو، وطبعا للفنانة بصمتها الخاصة ذات الإحساس والإبداع المنفرد. في لوحات أخرى يظهر خط الكانجي ذي المقاطع الصينية (جزء من الأبجدية اليابانية). تقول الفنانة عنه: «أميل إلى هذا الأسلوب كثيرا على الرغم من أنه خاص بالرجال؛ لذلك عندما يرى جمهوري هذه اللوحات لا يصدّق أن سيدة رسمتها، وحين يدرك ذلك يعلّق بدهشة: «أنت من فعل ذلك؟! إن لك يد رجل!». أشارت الفنانة إلى حرصها على أن يكتشف الجمهور الجزائري المتعطش لهذا الخط، كل أساليبه وفنونه وتاريخه. وعن مضمون ما كتبت على لوحاتها قالت: «اخترت بعض الشعر الصيني القديم، وكلمات كتبتها للجزائر بها رموز عن النجوم والسماء والضوء والبحر». للإشارة، تستخدم الفنانة في الكتابة الفرشاة والحبر الأسود «سومي»، وتقنيات مختلفة، وتُعد من «الخطاطات الحسناوات» باليابان. الفنانة من مواليد 1967، وتعلقت بهذا الفن منذ طفولتها، ولها عدة مؤلفات، منها «دروس في الخط الصيني والياباني». كما نشطت عدة معارض وورشات بالعديد من الدول، منها الولاياتالمتحدة وفرنسا. من جهته، أشار السيد فوجيماغا سفير اليابانبالجزائر، إلى أن الفعالية التي ستدوم على مدار ثلاثة أيام، تدخل في إطار الاحتفال بمرور 55 سنة على ربط العلاقات الدبلوماسية بين بلده والجزائر، والتي ظلت على مستوى متين ودائم وواعد. وأشارت السيدة يوري أوشينو المكلفة بالشؤون الثقافية والاتصال بالسفارة اليابانية، إلى أن المعرض سيختتم مساء اليوم السبت. وسيتم خلال هذه الأيام الثلاثة فتح ورشات لتعليم الخط الياباني بحضور الفنانة. وستكون بمعدل ورشتين في اليوم، وهي موجهة للأطفال، وأخرى للجمهور العام، والأخيرة للمختصين في هذا الفن، هذا الأخير الذي يعرف إقبالا ملحوظا في الجزائر، لذلك تم حجز الأماكن قبل المعرض على الأنترنت على موقع السفارة.