تستقطب وعدة «سيدي حراث» التي انطلقت فعالياتها أوّل أمس ببلدية زمورة (حوالي 20 كلم جنوب مدينة غليزان)، جمهورا غفيرا للزوار الذين قدموا من مناطق مختلفة للجهة الغربية للوطن. دأب سكان المنطقة على تنظيم هذه الوعدة في كل مطلع فصل الخريف، بإكرام زوار ضريح هذا الولي الصالح من أهل المنطقة الذين يجتهدون في تقديم طبق الكسكسي على مستوى الخيم، التي تقام بهذه المناسبة. يتكفّل أحفاد «سيدي حراث بن عيسى الإدريسي» بنصب الخيم التي تجمع الزوار وحفظة كتاب الله الذي يتلون جماعيا القرآن الكريم وبعض المدائح الدينية والبردة، كما يستمتعون بعروض الفنتازيا التي يتفنّن فيها عشرات الفرسان، يمتطون الأحصنة العربية والعربية البربرية الأصيلة من ولايات سيدي بلعباس ومعسكر وتيارت وغليزان، والتي تجلب جمهورا غفيرا. يتخلّل التقليد السنوي على مدار يومين، نشاطات ترفيهية تمتع الزوار بوصلات فلكلورية يلتف حولها الزوار، وتمتع الحاضرين بنغمات الزرنة والقصبة والطبل وأنغام العيساوة الذين يأتون من ولاية غليزان. للإشارة، أضحت الوعدات والمواسم الدينية المخلدة للأولياء الصالحين، من بين التظاهرات الكبرى بولاية غليزان وكذا المناطق المجاورة، ولم ينقطع السكان عن إقامتها منذ قرون، مهما كانت ظروفهم، لما لهذه المناسبات من دور في ربط حاضرهم بماضيهم، كما يؤكد على ذلك منظمو هذه الاحتفاليات.