نظمت مديرية الصحة والسكان في ولاية قالمة بالتنسيق مع الأطراف الفاعلين في الميدان، مؤخرا بحي «قهدور الطاهر» المعروف ب»الباتني» في مدينة قالمة، «القرية الطبية» أو مشروع قرية داء السكري، وهو عبارة عن مشروع يندرج في إطار حملة تحسيسية ضد هذا الداء، وبصفة عامة ضد الأمراض المزمنة غير المتنقلة. في هذا الشأن، قال السيد عبد العزيز روينة رئيس مشروع العيادة المتنقلة ومسؤول مشروع قرية داء السكري ل»المساء»، أنّ الحملة تبنتها الجزائر سنة 2007 وتنتهي في عام 2026، في إطار مكافحة الأمراض غير المزمنة غير المتنقلة، وتعتبر ولاية قالمة الولاية رقم 21 التي تزورها القرية الطبية، حيث تم في السابق زيارة ولايات عديدة منها المدية، قسنطينة، تلمسان، سيدي بلعباس، أدرار وغيرها، موضحا أن كل ولاية زارتها «القرية الطبية»، قام الفريق الطبي عند انتهاء الفترة بإنشاء مركز طبي مجهز ثابت لمتابعة داء السكري بما يسمى «المركز البارومتري» على مستوى الولاية، ومن مهمة هذا المركز معرفة نوعية التكفل بداء السكري في الولاية، بالتالي يتم تحسين الخدمة وتطوير عملية معالجة المرضى المصابين بداء السكري. عرفت «القرية الطبية» بولاية قالمة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وتم استقبال في اليوم الأول من افتتاحها ما يقارب 700 زائر، استفاد منها حوالي 250 شخصا من فحوصات طبية في التشخيص المبكر في داء السكري أو تحاليل داء السكري ومضاعفاته، حسب المتحدث الذي أوضح أن 90 بالمائة من الطاقم الطبي وشبه الطبي من ولاية قالمة، والفئة الأكثر إقبالا هم كبار السن الذين يبلغون 50 سنة فما فوق، والرجال أكثر إقبالا من النساء. وأكد السيد روينة أن الصيام ليس إجباريا للقيام بالتحاليل أو التشخيص المبكر لداء السكري، داعيا في نفس الوقت مواطني الولاية للتوجه إلى «القرية الطبية» بهدف معرفة وضعية صحتهم فيما يخص داء السكري وكذا المرض المزمن المتنقل من أجل الوقاية، خاصة أن الخدمة مجانية وتدوم 10 أيام؛ من 28 سبتمبر إلى غاية 07 أكتوبر الجاري دون انقطاع. في اليوم الأول من برنامج «القرية الطبية»، قامت «المساء» بجولة ورافقت الفريق الطبي وشبه الطبي في عمليات استقبال المواطنين وكيفية توجيههم للقيام بعمليات التشخيص المبكر لداء السكري ومتابعة مضاعفات داء السكري، تشمل قرية داء السكري ثلاث فضاءات، حيث خصّص الفضاء الأول للتشخيص المبكر لداء السكري، ويوجد به رواق خاص للنساء وآخر للرجال، حيث يستقبل هذا الفضاء أشخاصا من 35 سنة فما فوق، في إطار عملية التشخيص التي يقوم بها الفريق الطبي المتكون من طبيب، ممرضين وعمال مخبر، وكذا نوعية التحاليل بما يسمى بالفرنسية «ش.ب.م.س» أو السكر المخزن لمدة 03 أشهر، لأن المريض هنا لا يعرف إن كان مصابا بهذا الداء أم لا، وباستعمال آلات جد متطورة، يتم الحصول على النتائج في مدة دقيقتين بحضور طبيب وكامل الطاقم الطبي وشبه الطبي، وهنا يتمكن المختصون من معرفة إذا كان الشخص مصابا بداء السكري من عدمه. أما الفضاء الثاني فهو خاص بمتابعة مضاعفة داء السكري، في هذه الحالة، المريض يعلم أنه مصاب بداء السكري، يقوم حينها الطاقم الطبي بإجراء التحاليل الطبية، منها مخزون السكر لمدة 03 أشهر ونسبة الشحوم في الدم وتحاليل الكلى، وهنا تتم معرفة نتيجة تطور المرض لدى المصاب أو معرفة درجة تطور المرض، بعد القيام بالتحاليل البيولوجية في العيادة المتنقلة التي يوجد بها أطباء أخصائيون، منهم أطباء في أمراض القلب، أطباء في أمراض العيون، أطباء باطنيون، أطباء مختصون في داء السكري والغدد، وقد تم تجنيد هؤلاء الأطباء الأخصائيين لأن داء السكري له الكثير من المضاعفات، منها مضاعفات القلب، العين، مضاعفات الرجلين وغيرها. بينما القسم الثالث فضاء خاص بالرعاية الصحية أو الطب البسيكولوجي، ويوجد به أخصائيون في البسيكولوجيا أو ما يعرف بعلم النفس، بالإضافة إلى أخصائيين غذائيين وأخصائيين في التربية البدنية، بحيث يمكن للمريض المصاب بداء السكري الاستفادة من نصائح هؤلاء الأخصائيين.