تفاجأت، ربما كما تفاجأ غيري، من البيان الذي قال صاحب القناة في اليوتيوب، إنه صادر عن الدكتور عبد الرزاق قسوم، الرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أقول؛ تفاجأت، لأنني ببساطة شككت في أن يكون هذا الكلام صادرا عن رئيس هيئة، مثل جمعية العلماء. الحقيقة أن نفسي حدثتني بأن أمرا ما يحاك ضد الرجل قصد تشويه سمعته أو النيل منه، ومن الجمعية ككل، على اعتبار أنه رئيسها وما يصدر عنه فهو باسم أعضاء الجمعية، ولا أخفي أنني إلى حد كتابة هذه الكلمات لازلت غير متيقن من أن الدكتور قسوم هو من أصدر هذا البيان. قلت في نفسي؛ علي التأكد قبل كل شيء، فاهتديت إلى أن أدخل موقع الجمعية علني أجد ما يؤكد شكي أو يفنده. فحاولت ولم أجد شيئا عبر تصفحي للموقع أو لعلي لم أحسن البحث، لكن إذا عدنا إلى ما قاله، عند محاورته من طرف صحفي إحدى القنوات الخاصة، لا يستبعد أن الكلام له. هذا نص البيان: «تا الله لقد ألمتنا قضية حذف البسملة في كتبنا المدرسية، خاصة كتب المرحلة الابتدائية، باسم ما يسمى بالإصلاح. حيث أن البسملة جزء من هويتنا، ومن عقيدتنا، فإن حذفها يمثل اعتداء على عقول أطفالنا، ومساسا بشخصيتنا وهويتنا. 1- إن الدستور وهو المرجعية العليا للبلاد، يبدأ بالبسملة، ويؤكد على ثوابت الأمة. 2- بيان أول نوفمبر، وهو المرجعية الثورية العليا لسيادتنا، يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، ويؤكد على ثوابت وهوية الوطن. 3- خطابات رئيس الجمهورية تبدأ بالبسملة، وتؤكد على المرجعية الرئيسية، وآخرها خطابه بمناسبة إحياء ذكرى استرجاع الاستقلال، والعيد الوطني للشباب. 4- كل المؤلفات المدرسية منذ أربعة عشر قرنا، على اختلاف تخصصاتها، تبدأ بالبسملة. وفي ضوء هذا، يطرح في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأسئلة التالية: 1- هل تمت استشارة وزارة الشؤون الدينية، والمجلس الإسلامي الأعلى، وجمعية العلماء في حذف البسملة؟ 2- لماذا التركيز على أطفالنا في الابتدائي ومحاولة تنشئتهم على قيم لائكية غير دينية، وهو ما يعمل على إفساد ما تبنيه لديهم الأسرة من قيم وأخلاق؟ 3- ما هو الهدف من حذف البسملة الآن، وأية أجندة يخدمها مثل هذا الإجراء؟ 4- هل ينقص البلاد مشاكل - حتى نضيف إليها مشاكل أخرى، ونشغلها بمثل هذه القضايا؟ 5- هل من الإصلاح حذف البسملة، وفي المرحلة الابتدائية؟ لذا فإننا نندد بمثل هذا الإجراء، ونعده عدوانا على عقول أطفالنا وعلى هوية شعبنا. وسنكشف عن المطالب التي بعثنا بها إلى الوزارة الأولى باسم جمعية العلماء، في الندوة الصحفية التي سنعقدها إن شاء الله بمقر الجمعية، يوم الأحد 10 سبتمبر 2017 ميلادي الموافق ل19 ذو الحجة 1438 هجري، على الساعة الحادية عشر (11:00) صباحا. د.عبد الرزاق قسوم لنفترض أن البيان المذكور هو لرئيس الجمعية مع بعض التحفظات طبعا، لأنني حين قرأت ما جاء في البيان لاحظت أن الاستدلالات التي اعتمدها صاحب البيان لا توحي بأن له صلة بالدين، بل هو رجل سياسة إن لم أقل أنه شيء آخر، فالنقاط الأربعة المذكورة لا يمكن لشخص له مسكة من علم في الدين أن يستشهد في الأمور الدينية بما يخالف الدين. أتساءل كما يتساءل أي شخص يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا، إذا ما كان يصح أن نستدل ونستشهد بما هو ليس من الدين في الأمور الدينية. لو أن الدكتور قال ما قال بعيدا عن صفته الحالية (رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) وتكلم كأي شخص عادي، لهان الأمر، إلا أن ما نستشفه من كلامك كان باسم الجمعية وشاهد ذلك ما جاء في الفقرة الأخيرة من البيان. وعليه، فكما ذكرتم أن البسملة جزء من هويتنا ومن عقيدتنا، هذا المصطلح الذي أصبح سائدا في المجتمعات الإسلامية برمتها، ماذا تعني دينا، أهي لشيء كان موجودا ومعروفا في الدين أم لشيء لم يكن موجودا أصلا في الدين؟ وإن كان لشيء موجود من قبل، فما كان اسمه حين كان، ومن مثله الإعجاز والمعجزات والصفات وغيرها من الكلمات الدخيلة على الدين؟ مع العلم أن الكل يعلم أنها حلت محل الملة المذكورة في القرآن، فالملة إذا كلمة قرآنية لا يمكن تغييرها أو الإتيان بكلمة أخرى لتحل محلها، هذا تبديل لكلام الله سبحانه وتعالى، والله تعالى اسمه أخبرنا بأن لا مبدل لكلماته، لقوله تعالى ربنا المجيد: «وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ» الأنعام 34. «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ». الأنعام 115. «وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا». الكهف 27. أما النقاط التي استندتم إليها للاحتجاج بها على وجوب ذكر البسملة في الكتب المدرسية وغيرها من الوثائق الأخرى، وحتى فيما اعتاد عليه الناس من ذكر البسملة في كل أمورهم، فقد بينا في موضوع سابق كان موضوعه (حذف البسملة من الكتب المدرسية) وتم نشره على صفحات يومية «المساء»، وتم الإستدلال في ذلك بالكتاب والسنة، وبينا من خلال هذين المصدرين متى نقول بسم الله الرحمن الرحيم. وما كان أو يكون من استدلال غير الكتاب والسنة فلا يحتج به ولو أجمع عليه علماء العالم، فلا قول ولا حجة بعد الكتاب والسنة، وما دونهما ضلالة. لقوله عليه الصلاة والسلام: «إنِّي تارِكٌ فيكُم ما إن تمسَّكتُمْ بِهِ لن تضلُّوا بَعدي أحدُهُما أعظَمُ منَ الآخرِ: كتابُ اللَّهِ حَبلٌ ممدودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ. وعِترتي أَهْلُ بيتي، ولَن يتفرَّقا حتَّى يَرِدا عليَّ الحوضَ فانظُروا كيفَ تخلُفوني فيهِما». الراوي: زيد بن أرقم، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3788، خلاصة حكم المحدث: صحيح شرح الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصِي الصحابةَ رَضِي الله عَنهم ويوصِي الأمة كلها بما يَنفَعُهم في آخِرَتِهم؛ حِرصا عليهم، وأداءً لأمانةِ الوحيِ الَّتي وُكِلَت إليه. وفي هذا الحديثِ يقولُ النبي صلى الله علَيه وسلم: «إني تارِكٌ فيكم»، أي: ترَكتُ لكم بعدَ مَوتي «ما إن تمَسَّكتُم به»، أي: أخَذتُم «لن تَضِلوا بَعدي»، أي: لا تَكونوا في ضلالٍ وزَيغٍ عن الحق أبدا: «كتابَ اللهِ» أي: القرآنَ الكريمَ، وهو أعظمُ وأفضلُ ما تَتأسَّون به، وتَقتَدون به؛ لأنَّه كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى؛ فاحفَظوه واعمَلوا بما فيه؛ لأنَّه يَهديكم إلى الطريقِ المستقيمِ وإلى الحقِّ فلا تَضِلُّوا، ثم قال النبي صلى اللهُ علَيه وسلم عن القرآنِ: إنه «حبل»، أي: سببٌ ووُصلة «ممدود»، أي: موصول من السَّماءِ إلى الأرضِ، والمقصودُ: أن تتمسَّكوا به وأن تَعمَلوا بأحكامِه؛ لأنَّه سيَكونُ سببًا للنَّجاةِ مِن الوقوعِ فيما يُغضِبُ اللهَ، ثمَّ أوصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالإحسانِ والبِرِّ بأهلِ بيتِه. ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «وعِتْرتي أهلُ بيتي»، أي: أحبُّوهم وتَمسَّكوا بما كانوا عليه واهْتَدُوا بهَديِهم وسِيرتِهم، وعِترتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هم أزواجُه ونِساؤه وقرابتُه، الَّذين ساروا على طَريقِه صلى اللهُ علَيه وسلم، المتَّبِعون لسُنَّتِه صلى اللهُ علَيه وسلَّم، فلهُم الحب والتكريمُ والتَّوقيرُ والإحسانُ إليهم، كعَلي وبَنيه، والعبَّاسِ وبَنيه، وأَهْلُ الْبَيْتِ غَالِبا يَكونونَ أَعرَفَ بِصاحِبِ البَيْتِ وأَحوالِه، فالمُرادُ بِهم أهلُ العِلْمِ مِنْهم المُطَّلِعونَ على سيرَتِه، الواقِفونَ على طَريقَتِه، العارِفونَ بحُكْمِه وحِكْمَتِه، ولِهَذا جاز أن يُعطَفوا على كتابِ اللهِ سُبْحانه كما قال: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، ثم قال النبي صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «ولن يتَفرَّقا»، أي: كتابُ اللهِ سبحانه وتعالى، وعِترتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم «حتَّى يَرِدا علَيَّ الحوضَ»، أي: يَمُرا علي، وأنا على الحوضِ والكوثرِ.ثمَّ أخبَر النبي صلى اللهُ علَيه وسلم، وكأنه سيَعرِفُ مَن اتقى اللهَ واتبَع كتابَه، ومَن أحسَن إلى عِتْرتِه صلى اللهُ علَيه وسلم فسَيَرِدون عليه الحوضَ ويَشرَبون مِن يدَيه الشَّريفتين، وأما مَن ضل ومال عن كتابِ اللهِ، وأساء إلى أهلِ بيتِ النبي «فانظُروا»، أي: تأملوا وتفكروا «كيف تَخلُفوني»، أي: كيف يكون حالكم بَعدي «فيهِما» متمسِّكين بالقُرآنِ عامِلين به مُحبِّين لأهلِ بيتي، أو مُفرطين في كِتابِ اللهِ هاجِرين له ولهم.وفي الحديثِ: الحث والتأكيدُ على التمسكِ بالقرآنِ الكريمِ؛ لأنه سببُ النجاةِ.وفيه: الحَثّ والتأكيدُ على احترامِ آل البَيتِ وتوقيرِهم وإبرارِهم وحُبِّهم. (منقول عن الدرر السنية) بقي أمر غاية في الأهمية، يتعلق بالتاريخ الموجود على البيان، حيث بدأتم بالميلادي وقلتم بأنه يوافق التاريخ من الهجري. هذه المسألة مهمة جدا في حياتنا ولستم وحدكم من يقول بها، بل هي تقليد لدى عامة الناس، إلا أن المأخذ الذي نأخذه على علماء وأئمة الأمة، أنكم لستم كغيركم من الناس، بل يتوجب عليكم تجنب هذا القول لما لكم من مكانة علمية وارتباط بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فالعالم أو الإمام هو بمثابة القدوة الحسنة لغيره من أبناء أمته. إن التقويم الميلادي كما تعلمون، هو ميقات الكنيسة وينسبون ذلك إلى ميلاد عيسى المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، والحقيقة أن هذا الميقات وضعه قيصر الروم قبل ما يقارب خمسين عاما من ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام، وهذا باطل ما أنزل الله به من سلطان وعيسى بن مريم منا، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ❊ أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3443، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. أما التقويم الحق فهو الذي سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام وكل الأنبياء، فمتى كان الباطل يوافق الحق، ما كان للباطل أن يوافق الحق وما ينبغي أن يكون. نحن المسلمون نقيم شعائر الله بالميقات، في كتاب الله نجد أول سؤال في القرآن الذي في سورة البقرة في قوله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ». البقرة(189) وقوله: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ». التوبة (36) ينضج جليا من خلال الآيات الكريمات أن التقويم دين وليس مجرد معرفة لتاريخ أيام أو شهور أو سنوات. ومتابعة غير المسلمين في هذا، دلالة على موالاتهم، والله سبحانه وتعالى يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا». النساء (144) وقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ». المائدة (51) وغيرهما من الآيات. ثم أن عدد أيام الشهر عند المسلمين تسعة وعشرين وثلاثين يوما لقوله عليه الصلاة والسلام: 1- إنَّا أمة أمية، لا نكتبُ ولا نَحْسُب، الشهرُ هكذا وهكذا. يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1913، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. 2- إنّا أُمَّةٌ أُمِّيَّة. لا نكتُبُ ولا نَحْسِبُ. الشهْرُ هكذا وهكذا وهكذا وعَقَدَ الإِبهامَ في الثالثةِ والشهْرُ هكذا وهكذا وهكذا، يعني تمامَ ثلاثينَ. وفي رواية: بهذا الإسناد. ولمْ يذكُرْ للشهْرِ الثانِي: ثلاثينَ. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1080، خلاصة حكم المحدث: صحيح. 3- إنَّا أمَّةٌ أمِّيَّةٌ لا نَكتُبُ ولا نحسِبُ الشَّهرُ هَكذا وَهكذا وَهكذا وخنسَ سليمانُ أصبعَهُ في الثَّالثةِ، يعني تسعًا وعِشرينَ وثلاثينَ. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2319، خلاصة حكم المحدث: صحيح. والأحاديث في هذا الباب كثيرة، لكن ليس فيها أبدا واحد وثلاثين أو ثمانية وعشرين. والأخذ بالميقات المعمول به اليوم أليس مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام؟ الأخذ بهذا الميقات يترتب عنه عند الكثير من الناس عدم معرفة الشهر الذي هو فيه، ومن ثمة قد يكون في شهر من الأشهر الحرم ويرتكب ما يرتكب من المعاصي والآثام، في حين أن الله تبارك وتعالى حذرنا من أن نظلم أنفسنا في هذه الأشهر، هذا لا يعني أن الله قد أباح لنا ذلك في غيرها. نسأل الله العافية. هنا يجدر التذكير بقوله تبارك اسمه العظيم في سورة التوبة: «إنَّمَا النسِيء زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَل بِهِ الذِينَ كَفَرُوا يُحِلونَهُ عَامًا وَيُحَرمونَه عَاما لِيُوَاطِئُوا عِدةَ مَا حَرمَ اللهُ فَيُحِلوا مَا حَرمَ اللهُ زُينَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِم وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقومَ الْكَافِرِينَ» (37). والله ولي التوفيق. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.