اعتبر الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، الجهود الدائمة والمتواصلة والمثمرة للجيش الوطني الشعبي تأكيدا واضحا على مدى وعي أفراده وإدراكهم العميق بحساسية المهام التي يستوجب أداؤها على النحو الأصوب واحترافية عالية. مؤكدا بأن الصرامة في أداء الواجب بما يتوافق مع الرؤية السديدة لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني هي السمة التي تسعى إليها دوما قيادة الجيش الوطني الشعبي. ففي كلمة توجيهية ألقاها بمقر قيادة القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، بالناحية العسكرية الرابعة، حيث التقى أفراد وحدات هذا القطاع، أكد الفريق قايد صالح بأنه «تماشيا مع الاستقراء الواقعي والموضوعي لمجرى الأحداث وتطورات الأوضاع على المستوى الإقليمي وحتى الدولي، واستشعارا لطبيعة التحديات الواجب مواجهتها وحجم الرهانات الواجب كسبها، نستطيع القول اليوم، أن الجهود الدائمة والمتواصلة والمثمرة في كافة المجالات، التي باتت تعرفها في السنوات الأخيرة يوميات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هي تأكيد واضح على مدى وعي أفراده وإدراكهم العميق بحساسية المهام التي يستوجب أداؤها على النحو الأصوب واحترافية عالية نابعة من خصوصياتنا الذاتية.. وإذ لفت إلى حسن توظيف أفراد الجيش الوطني للتجارب المكتسبة التي تكفل لهم الإسهام الفاعل في الدفع بعجلة تطور القوات المسلحة أكثر فأكثر، إلى مستوياتها المطلوبة والمرغوبة، اعتبر نائب وزير الدفاع الوطني أن هذه النجاحات تعد أيضا برهانا ساطعا آخر، على مدى علو همّة أفراد الجيش ووفائهم لقسم الإخلاص لعهد الشهداء، «الذي يبقى دوما يمثل نبراسا وضاء ينير دربهم ويعينهم على الاهتداء إلى سواء السبيل الذي يضمن لهم، على غرار أسلافهم من مجاهدي جيش التحرير الوطني، تأمين أسباب وعوامل نصرة وطنهم وتأمين موجبات عزته بين الأمم». كما أشار الفريق قايد صالح في كلمته التوجيهية التي تابعها جميع أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بُعد إلى أن الصرامة في أداء الواجب هي إحدى سمات الجيش الوطني الشعبي، بما يتوافق مع الرؤية السديدة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، قائلا في هذا الخصوص بأن «هذه الصرامة في العمل وهذا البحث الملح والمستمر على تجميع وتثبيت عرى كل عوامل التوفيق في المهام والنجاح في الأعمال، التي أصبح يتصف بها اليوم الجيش الوطني الشعبي، هي السمة اللازمة التي نسعى دوما، بما يتوافق مع حرص فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على أن يكون العمل المهني المحترف والمتمرس، هو عنوان صلب لعقيدته العسكرية وطبيعة المهام الدستورية التي يتشرف بأدائها». وإذ اعتبر هذه السمات، شمائل ومواصفات حميدة ومتميزة تفرد بها الجيش الوطني الشعبي، أكد الفريق قايد صالح أن هذه الميزات تعد نتيجة تشبّع أفراد الجيش الوطني الشعبي بموروثهم الحضاري والثقافي الثري، وتمسكهم الشديد برصيدهم التاريخي الوطني المجيد، «والتي منها اعتلوا صهوة التميز المهني، وبفضلها ترسخت في أذهانهم وقلوبهم روح الإيثار والتضحية والإقدام». واستهل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي كلمته بالتأكيد على أهمية اللقاء الذي يأتي عشية استعداد الشعب الجزائري للاحتفال بواحدة من ذكرياته التاريخية الخالدة، ألا وهي الذكرى ال63 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، مجددا بالمناسبة التذكير بالجهود الكبرى التي بذلت من أجل الدفع بعجلة تطور القوات المسلحة الجزائرية إلى مستوياتها العليا. وجاءت كلمة الفريق قايد صالح في إطار زيارته إلى القطاع العملياتي جنوب شرق جانت، حيث قام رفقة اللواء عبد الرزاق الشريف، قائد الناحية العسكرية الرابعة، بتدشين نادي الموقع بجانت، الذي يعد مكسبا اجتماعيا جديدا وهاما للجيش الوطني الشعبي بالنظر لما يضمه من مرافق الراحة لفائدة مستخدمي ومتقاعدي وزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم، وهو النادي الذي تم إنجازه خلال فترة 24 شهرا ويضم غرف فردية وثنائية وشقق تسع جميعها إلى 180 سريرا. وفي سياق معاينة الوحدات المنتشرة بالمناطق الحدودية، توجه السيد الفريق إلى الكتيبة 33 مشاة، حيث استمع إلى عرض قدمه قائد الوحدة، والتقى مطولا مع أفرادها واستمع إلى انشغالاتهم، حاثا إياهم على مواصلة العمل دون هوادة إسهاما منهم في حماية بلادنا من كل الشرور والآفات أمنيا واقتصاديا واجتماعيا. وبمدينة إن أمناس، قام السيد الفريق بتدشين المستودع القطاعي للوقود، وتسميته باسم الشهيد «نواري محمد زروق» وذلك بحضور عائلة الشهيد التي تم تكريمها من قبل السيد الفريق. هذا المستودع تم إنجازه كوحدة إسناد، بالمواد البترولية في إطار مخطط تطوير سلسلة الإمداد للجيش الوطني الشعبي، فضلا عن كونها تتميز بمرونة استخدام تمكنها من الاضطلاع بمهام نقل الوقود وتوزيعه وتخزينه، إضافة إلى إجراء التحاليل ومراقبة النوعية. للإشارة، فإن زيارة الفريق قايد صالح إلى الناحية العسكرية الرابعة تندرج في إطار الزيارات الميدانية المتواصلة، الرامية إلى الوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الحدود، تزامنا مع انطلاق سنة التحضير القتالي 2018/2017 عبر كافة النواحي العسكرية.