بغرض الوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الحدود، وفي السياق المتواصل للزيارات الميدانية، وتزامنا مع انطلاق سنة التحضير القتالي 2017/2018 عبر كافة النواحي العسكرية، يقوم الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ابتداء من يوم الإثنين 23 أكتوبر 2017، بزيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة. استهل الفريق زيارته إلى الناحية من القطاع العملياتي جنوب شرق جانت، أين قام رفقة اللواء عبد الرزاق الشريف، قائد الناحية العسكرية الرابعة، بتدشين نادي الموقع بجانت الذي يُعد مكسبا اجتماعيا جديدا وهاما للجيش الوطني الشعبي بالنظر لما يضمه من مرافق الراحة لفائدة مستخدمي ومتقاعدي وزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم، وهو النادي الذي تم انجازه خلال فترة 24 شهرا ويضم غرف فردية وثنائية وشقق تسع جميعها الى 180 سريرا، ليتفقد بعدها مختلف مرافقه. وفي سياق معاينة الوحدات المنتشرة بالمناطق الحدودية، توجه السيد الفريق إلى الكتيبة 33 مشاة، أين استمع إلى عرض قدمه قائد الوحدة، والتقى مطولا مع أفرادها الذين استمع إلى انشغالاتهم، حاثا إياهم على مواصلة العمل دون هوادة إسهاما منهم في حماية بلادنا من كل الشرور والآفات أمنيا واقتصاديا واجتماعيا. وبمدينة إن أمناس قام السيد الفريق بتدشين المستودع القطاعي للوقود، وتسميته باسم الشهيد "نواري محمد زروق" وذلك بحضور عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم من قبل السيد الفريق، هذا المستودع يأتي إنجازه كوحدة إسناد بالمواد البترولية في إطار مخطط تطوير سلسلة الإمداد للجيش الوطني الشعبي، فضلا عن كونها تتميز بمرونة استخدام تمكنها من الاضطلاع بمهام نقل الوقود وتوزيعه وتخزينه، إضافة إلى إجراء التحاليل ومراقبة النوعية. وبمقر قيادة القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، التقى السيد الفريق بأفراد وحدات هذا القطاع، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها جميع أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أكد في بدايتها على أهمية هذا اللقاء الذي يأتي عشية استعداد الشعب الجزائري للاحتفال بواحدة من ذكرياته التاريخية الخالدة، ألا وهي الذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، مجددًا بالمناسبة التذكير بالجهود الكبرى التي بُذلت من أجل الدفع بعجلة تطور قواتنا المسلحة إلى مستوياتها العليا: "وتماشيا مع الاستقراء الواقعي والموضوعي لمجرى الأحداث وتطورات الأوضاع على المستوى الإقليمي وحتى الدولي، واستشعارا لطبيعة التحديات الواجب مواجهتها وحجم الرهانات الواجب كسبها، نستطيع القول اليوم، بأن الجهود الدائمة والمتواصلة والمثمرة في كافة المجالات، التي باتت تعرفها في السنوات الأخيرة يوميات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هي تأكيد واضح، سواء، على مدى وعي أفراده وإدراكهم العميق، بحساسية المهام التي يستوجب أداؤها على النحو الأصوب، احترافية عالية نابعة من خصوصياتنا الذاتية، بالإضافة إلى حسن توظيف التجارب المكتسبة التي تكفل لهم الإسهام الفاعل، في الدفع بعجلة تطور قواتنا المسلحة، أكثر فأكثر، إلى مستوياتها المطلوبة والمرغوبة، أو باعتباره برهان ساطع آخر، على مدى علو همتهم ووفائهم لقسم الإخلاص لعهد الشهداء، الذي يبقى دوما يمثل نبراسا وضاء ينير دربهم ويعينهم على الاهتداء إلى سواء السبيل الذي يضمن لهم، على غرار أسلافهم من مجاهدي جيش التحرير الوطني، تأمين أسباب وعوامل نصرة وطنهم وتأمين موجبات عزته بين الأمم". السيد الفريق أكد على أن الصرامة في أداء الواجب هي إحدى سمات الجيش الوطني الشعبي، وذلك بما يتوافق مع الرؤية السديدة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني: "فهذه الصرامة في العمل وهذا البحث الملح والمستمر على تجميع وتثبيت عرى كل عوامل التوفيق في المهام والنجاح في الأعمال، التي أصبح يتصف بها اليوم الجيش الوطني الشعبي، هي السمة اللازمة التي نسعى دوما، بما يتوافق مع حرص فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على أن يكون العمل المهني المحترف والمتمرس، هو عنوان صلب عقيدته العسكرية وطبيعة المهام الدستورية التي يتشرف بأدائها. تلكم هي الشمائل والمواصفات الحميدة والمتميزة التي تفرد بها الجيش الوطني الشعبي، نتيجة تشبع أفراده بموروثهم الحضاري والثقافي الثري، وتمسكهم الشديد برصيدهم التاريخي الوطني المجيد، التي منها اعتلوا صهوة التميز المهني، وبفضلها ترسخت في أذهانهم وقلوبهم روح الإيثار والتضحية والإقدام". وفي ختام اللقاء استمع السيد الفريق إلى تدخلات أفراد القطاع الذي جددوا وفاءهم اللامحدود لشعبهم ولوطنهم.