سجل قادة التشكيلات السياسية المنشطة للحملة الانتخابية في يومها الرابع، وقفة مع التاريخ الحافل للجزائر بمناسبة الذكرى ال63 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، مغتنمين المناسبة لدعوة الشعب الجزائري إلى تجديد العهد والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، عبر الإسهام في المحطات الوطنية الكبرى التي تستكمل بناء الدولة الديمقراطية وتقوي مؤسساتها، مثلما هو الشأن بالنسبة للانتخابات المحلية القادمة. ❊ محمد.ب وفي حين اغتنم بعض قادة الأحزاب على غرار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية مناسبة الاحتفال بهذه الذكرى التاريخية، للقيام بنشاطات جوارية على مستوى عاصمة البلاد، تم خلالها الترحم على أرواح الشهداء ووضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارية وأمام المعالم التي تبقى شاهدة على بسالة أبطال الجزائر ممن فجروا الثورة وقادوها حتى النصر. لم يفوت مسؤولو التشكيلات السياسية الذين استمروا في برنامج التنقلات عبر الولايات لتنشط الحملة الانتخابية، فرصة الحديث عن الثورة التحريرية لدعوة المواطنين وخاصة الشباب منهم إلى ضرورة حمل المشعل، والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، مع تأكيد بعضهم على وجوب إسهام كافة شرائح المجتمع الجزائري في مسيرة بناء الدولة الجزائرية العصرية الديمقراطية والاجتماعية وفقا لما نص عليه بيان نوفمبر 1954. وفي وقت اعتبر فيه رئيس طلائع الحريات، علي بن فليس من قسنطينة، بأن المبادئ السامية التي تضمنها هذا البيان لم تتحقق بالكامل لحد الآن، منتقدا السياسات المنتهجة في تسيير البلاد، دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر من البويرة إلى ضرورة تمكين الشباب الجزائري من دوره في بناء الوطن، عبر إعطائه فرصة تسيير مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة. وأكد غول أن حزبه يدعو دائما لإحداث تغيير إيجابي وبناء يحفظ مكتسبات البلاد، المتمثلة في السلم والاستقرار، مشيدا بالمناسبة بمجهودات رئيس الجمهورية في مجال تحقيق المصالحة الوطنية وبسط السلم في الجزائر. من جهته، اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة في تجمع شعبي بتبسة، المشاركة بقوة في انتخابات 23 نوفمبر الجارية، فرصة لتحقيق التغيير نحو مستقبل أفضل للجزائر، داعيا إلى توزيع مسؤوليات تسيير شؤون البلاد من خلال منح جزء منها، للبلديات عبر تمكين المنتخبين المحليين من صلاحيات أكبر. من جانبه، رافع رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد بالشلف من أجل «أخلقة العمل السياسي واحترام إرادة الشعب في اختيار ممثليه خلال استحقاقات 23 نوفمبر الجاري، مؤكدا ضرورة إحداث التغيير بطريقة سلمية وأخلاقية، ترتكز على سلطة الشعب. وحث بلعيد مترشحي حزبه على التحلي بروح المسؤولية واحترام الشعب وفتح أمامه كل سبل وقنوات الحوار التي ترقى بالتنمية المحلية وذلك «رغم الصلاحيات المحدودة التي تتمتع بها البلديات»، مشيدا بمناسبة ذكرى ثورة نوفمبر الغراء، بتضحيات الشهداء وشجاعة المجاهدين «الذين تحلوا بالعزيمة والإرادة في مواجهة أكبر قوة عسكرية». وفي حين، شدد فيلالي غويني رئيس حركة الإصلاح الوطني من المسيلة على ضرورة بناء مؤسسات قوية من خلال تعزيز الثقة بين المواطن ومنتخبيه، وتأسيس مبدأ التشاور مع المجتمع المدني المنظم بعيدا عن المزايدات والسجالات السياسية، داعيا إلى تمثيل واسع في المجالس الشعبية المحلية، لإعطائها القوة اللازمة وتمكينها من تفعيل برامج التنمية المحلية بشكل يضمن العدل والإنصاف بين كل هذه الفئات وعبر مختلف ربوع الوطن، رافعه موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية من سكيكدة لصالح تمكين المرأة من مكانة أكبر داخل هذه المجالس، وتوسيع مشاركتها في تسيير شؤون الوطن والمواطن، مذكرا بدورها الفعّال «كامرأة مجاهدة بامتياز، تمكنت من تربية جيل من الأبطال، وكانت سندا للرجل خلال الثورة التحريرية المظفرة».