افتتح بقصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة» بقسنطينة، أول أمس، متحف خصص للرصيد الضخم لعميد أغنية المالوف القسنطيني الحاج الراحل محمد الطاهر الفرقاني، بحضور عدد كبير من فناني الولاية ومواطنيها من محبي الفن الأصيل، ضم مخزون المرحوم الشخصي والفني والإبداعي الذي قدمه لخدمة فن المالوف طيلة 6 عقود أو أكثر من الزمن. المتحف فتح أبوابه، بحضور عائلة الفقيد، حيث ذكّر والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، بالمسار الفني للعميد، الحافل بالعطاء للأغنية الجزائرية وفن المالوف على وجه التحديد، باعتباره خامة من الخامات الصوتية النادرة في الجزائر، حيث أكد أن افتتاح هذا الفضاء ما هو إلا رد جميل فنان أعطى الكثير لفن أصيل ورفعه عاليا. المتحف الذي تم تدشينه بالطابق الثاني من قصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة»، ضم مئات الصور الخاصة بالفرقاني، زيادة إلى العديد من الآلات الموسيقية التي كان يستخدمها الحاج في حفلاته، وشهادات تكريمية وأوسمة شرفية حظي بها الفنان المرحوم خلال مسيرته الفنية ورصيده الغنائي المميز. أما الجناح الشرفي بالمتحف، فضم هو الآخر الكمان التاريخي والتراثي للحاج الذي وهبه لحفيده عدنان الفرقاني، بالإضافة إلى وسام «العشير» الذي وشّحه به فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع رسالة خطية من إمضاء الرئيس، حظي بها الفرقاني عرفانا وتقديرا لما قدمه في المجال الفني والإبداعي على مدار 6 عقود من الزمن. عرفت التظاهرة الثقافية عرضا لشريط مصور لأيقونة الطرب القسنطيني حمل عنوان «عظماء لا يموتون»، للمخرج علي عيساوي، سلّط الضوء طيلة 20 دقيقة على مسيرة الحاج الفرقاني وأهم محطات حياته الفنية وكذا الشخصية. كما تناول العرض صورا نادرة للشيخ رفقة كبار الفنانين والمسؤولين السامين بالدولة، إلى جانب صور عائلية وشخصية لعائلة الحاج. من جهته، عبّر حفيد الحاج عدلان الفرقاني عن امتنانه لمثل هذه المبادرات، حيث قال بأن المتحف سيظل قبلة ومدرسة لكل الفنانين ومرجعا فنيا لكل الشغوفين ومحبي العميد. كما سيكون بطاقة تعريف للأجيال القادمة لما قدمه هذا الفنان للمالوف القسنطيني من أجل الارتقاء به وإيصاله إلى كل ولايات الوطن ومختلف البلدان العربية وحتى الأجنبية. من جهة أخرى، استحسن عدد كبير من فناني المدينة افتتاح المتحف، خاصة أنه يسطر مختلف المحطات في مسار الحاج وكذا الآلات الموسيقية التي عزف عليها وصوره وأسطواناته وكافة التسجيلات الخاصة به ومقتنياته المختلفة، حيث أجمع الفنانون ممن تحدثت إليهم «المساء»، أمثال الفنان عادل مغواش وعباس ريغي وزين الدين بوشعالة وغيرهم، على أهمية المبادرة التي تزامنت وقرب الذكرى السنوية لرحيل الفقيد، الذي يعد تراث وتاريخ المالوف، وأهم رموزه التي أضفت بصمات إبداعية خاصة على هذا الفن الأصيل. أيام الفنون والآداب القسنطينية ... «ثقافة الأمل...أفراح الوطن» يحتضن قصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة» بقسنطينة، أيام الفنون والآداب القسنطينية في طبعتها السابعة، تحت شعار «ثقافة الأمل... أفراح الوطن». التظاهرة التي ستدوم إلى غاية اليوم الخامس عشرة من الشهر الجاري، تعرف العديد من العروض والمعارض الفنية والأدبية، على غرار الفضاء الخاص بموروث قسم التراث غير المادي بتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، كمعارض الكتب الخاصة بقسنطينةالمدينة وكذا إصدارات كتّاب ومبدعي الولاية، مع بيع بالتوقيع، زيادة إلى معرض خاص بالفنون الغنائية التراثية «عيساوة، مالوف، فقيرات، هدوة ووصفان» وغيرها من المعارض الأخرى. فضلا عن أجنحة ومعارض أخرى كمعرض الصور الفوتوغرافية وصالون الفنون التشكيلية ومعرض تراثي خاص بقصر «أحمد باي»، وآخر بمساجد قسنطينة ذات البعد الروحي والحضاري، وهي المعارض التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف مواطني المدينة. ❊ شبيلة.ح