يرى الأستاذ يوسف حنطبلي، مختص في علم الاجتماع في حديثه ل»المساء»، أن الظاهرة الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف، تتطلب البحث في الماضي لفهم تغيراتها، قائلا «نجد أن الظاهرة الاحتفالية في أول الأمر، كانت تعبر عن ضمير جماعي، وهو ما عكسته الحقبة الاستعمارية، حيث كانت وسيلة للتعبير عن الحضور أمام المستعمر الفرنسي، بمعنى أننا موجودون، والخروج إلى الفضاء العمومي والتعبير عن الفرحة يحمل في طياته رسالة واضحة للمستعمر، ومع مرور الزمن تغيّر هذا المفهوم، حيث تحوّل الضمير الجماعي إلى ضمير مجزأ على الأحياء والمدن، واتّخذ وجها عنيفا، فيه نوع من المزايدة والمشاحنة بين سكان الأحياء والمدن أو الجماعات، حيث نجد كل حي أو مدينة ترغب في أن تظهر ليلة الاحتفال بأنها حاضرة أكثر من غيرها، ولا يتم ذلك إلاّ بفرقعة أكبر كم وأقوى نوع من المفرقعات». الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حسب المختص الاجتماعي، تحوّل في مجتمعنا إلى ظاهرة عشوائية تحتاج إلى تطوير وتنظيم، يقول المختص «لو أننا نقارنها بالاحتفالات التي تقام في الدول الغربية، نجد أن مؤسساتها استطاعت أن تنظم احتفالاتها من خلال حصرها في مؤسسات يشارك فيها الأفراد للتعبير عن فرحتهم، حيث نجد أن الاحتفالات في أمريكا أو فرنسا في بعض المناسبات الخاصة بهم، لها طابعا مؤسساتيا وهو مانحتاج إليه، فحبذا لو أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يؤطر مثل الاحتفال بالمناسبات الوطنية كالفاتح نوفمبر أو عيد الاستقلال، حيث تتكفل الدولة بالإشراف على تنظيم هذه الاحتفالية». ردا عن سؤال «المساء» حول دور المؤسسات المسجدية في تأطير وتنظيم الاحتفالية، جاء على لسان محدثنا أن تكليف المؤسسات الدينية ممثّلة في المساجد بالإشراف على الاحتفالية، يفتح باب النقاش حول جواز الاحتفال بالمناسبة من عدمه، حتى وإن تكفلت المؤسسة المسجدية بتأطير الاحتفالية، فقد تحصرها في احتفالية رمزية تتمثل في ندوات دينية وقراءة القرآن، غير أن هذا حسب المختص الاجتماعي يطرح إشكالا آخر، هو أن مثل هذه الطرق الاحتفالية لا ترقى لتطلعات الشباب الذين يبحثون عن الترفيه ولو بدافع ديني للتعبير عن الفرحة والفرجة. ❊ر. بلال