حذّر الدكتور يوسف بوخاري رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان بوهران، الأولياء مع انتهاء الفصل الدراسي الأول وظهور نتائج الامتحانات، حذّرهم من الضغوط النفسية التي قد يمارسونها على أطفالهم بسبب النتائج غير المرضية التي قد يكونون تحصلوا عليها، ودعاهم إلى التعامل مع هذا المشكل بحكمة؛ من خلال التحاور ومعرفة نقاط ضعفهم في الدراسة ومحاولة علاجها؛ تفاديا لردود الأفعال التي قد يلجأ إليها بعض المتمدرسين خوفا من العقاب؛ مثل الهروب من البيت أو محاولة الانتحار. أطلقت مديرية الصحة، مؤخرا، حملة لمراقبة التلاميذ بالمؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة تحت إشراف فرق طبية تتكون من 13 مختصا نفسانيا وطبيبا عاما، حول حالات الإدمان على الألعاب الإلكترونية الخطيرة، على غرار لعبة «الحوت الأزرق» التي لاتزال تحصد أرواح الأبرياء بولايات الوطن. وأسفرت العملية، حسب الدكتور بوخاري، عن اكتشاف تلميذتين في الطور المتوسط، تدمنان على هذه اللعب، وهو ما يعكس، في نظره، الانتشار الواسع للظاهرة التي أصبحت تهدّد سلامة أطفالنا، وهي اللعبة التى انتشرت بين المراهقين، وتجر من يلعبها في الأخير، نحو الانتحار، لاسيما أن أغلب التلاميذ أصبحوا يحملون الهواتف الذكية، ويتنافسون فيما بينهم على الألعاب الإلكترونية والتطبيقات الجديدة بالأنترنت، لتتحول إلى إدمان يصعب التخلص من تأثيره، وتتسبب أيضا في التأخر في التحصيل الدراسي. وأضاف الدكتور أن هناك حالات اكتشفتها الفرق الطبية، تسبّبت لها اللعبة في الحرمان من النوم والتبول اللاإرادي؛ لعدم قدرتهم على تركها قبل الانتهاء منها. وتم التكفل بهم لحمايتهم من الوصول إلى مراحل تشكّل خطرا على حياتهم. كما اعترف الدكتور بوخاري بأن الكشف عن الحالتين المذكورتين لم يكن سهلا، إنّما تطلّب مجهودا جبارا من قبل المختصين النفسانيين في جلسات استماع، تم خلالها الكشف عن حالات نفسية غير عادية وغير سوية. وبعد التعمق في التحقيق وكسب ثقة التلميذ من طرف المختص النفسي، تم الوصول إلى اعتراف التلاميذ، وهي حالات تتم متابعتها، ولن يتم التخلي عنها قبل التأكد من سلامتها وإقلاعها عن متابعة مثل هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة التي انتشرت وسط التلاميذ بشكل مقلق. من جهتها، أرجعت المختصة في الطب العيادي سليمة قدار، سبب السلوك العدواني الذي أصبح يظهر على الأطفال، إلى الاستعمال المفرط للأنترنت وممارسة الألعاب الإلكترونية، لاسيما العنيفة منها؛ في غياب المرافقة والمراقبة الدائمة للأولياء، حيث أصبح مثل هؤلاء الأطفال يتخذون أبطال اللعب قدوة لهم، مما يستوجب تفعيل الحوار مع الأبناء وزرع قيم الدين الإسلامي الحنيف والهوية الجزائرية فيهم، وتفعيل الدور المسجدي لتحسيس الأولياء بخطورة هذه الألعاب التي تُترك في متناول الأطفال بدون رقابة، حيث عُدت الهواتف الذكية من أهم المشوشات التي أصبحت تؤثر على التحصيل الدراسي للمتمدرسين، الذين أصبحوا يستعملونها داخل الأقسام أثناء الدرس، داعية وزارة التربية إلى إصدار تعليمات صارمة تمنع حمل المتمدرسين هواتفهم الذكية معهم داخل المؤسسات التربوية، أو بتركها لدى الأمانات، أو استبدالها بهواتف عادية لحمايتهم من الخطر الذي يحدّق بهم نتيجة الاستعمال الخاطئ وغير المراقب للأنترنت واللعب الإلكترونية. ❊ خ. نافع