شكل موضوع إدمان الأطفال على الأنترنت محور ندوة ولائية احتضنتها مؤخرا ولاية تسبة. وحسب رئيس فرع الإعلام والاتصال والإصغاء والمرافقة بديوان مؤسسة الشباب المشرف على التظاهرة، فإن الداعي إلى تنظيمها هو تنامي الظاهرة وسط الأسر، الأمر الذي دفع بالمختصين إلى دق ناقوس الخطر بالنظر إلى المخاطر التي تمثلها التكنولوجيا على الأطفال الذين يجهلون كيفية التعامل مع هذا العالم الافتراضي. تمحورت الندوة حول إدمان الأطفال على هذا العالم الافتراضي من دون قيد أو شرط، وقد اختير لها شعار «إدمان الأطفال على الأنترنت مسؤولية يتقاسمها الجميع»، ويرجع سبب اختيار هذا الموضوع من طرف مؤسسة ديوان الشباب، إلى تفشي الظاهرة في المجتمع التبسي بعد تسجيل حالات استدراج الأطفال لبعض المواقع وتسجيل حالات احتيال على أطفال جعلتهم ضحايا، نتيجة الإدمان على الأنترنت وغياب الرقابة، كل هذا عالجته الندوة من خلال لفت انتباه أولياء الأمر إلى خطورة ما يحدث لأبنائهم دون وعي منهم. لعل من أهم الخدمات التي تقدمها مؤسسات الشباب الموجودة عبر مختلف ربوع الوطن؛ احتواؤها على خلايا الإصغاء والمتابعة، إلى جانب الاستشارات النفسية التي يباشرها مختصون في علم النفس بصورة مجانية. وقد لفت انتباه العاملين في المؤسسة الشبانية في الآونة الأخيرة، إقبال عدد كبير من الأولياء على طلب الاستشارة القانونية لمعرفة السبل التي تمكنهم من ضبط مواعيد تصفح أبنائهم لمختلف المواقع الإلكترونية، خاصة أن الإدمان على مختلف المواقع انعكس سلبا على تحصيلهم العلمي. ناهيك عن الانتحار في صفوف الأطفال بعد تصفح بعض المواقع غير المراقبة، وكان آخر ما حفزنا يقول المكلف بالإعلام على عقد الندوة، ما حدث من تشويش في قطاع التربية المتعلق بالعطلة الشتوية، حيث تم التأثير على عقول المتمدرسين ودفعه إلى إحداث الفوضى. كل هذا فرض علينا كديوان مكلف بالتوعية، الحرص على إنجاحها ودق ناقوس الخطر، لاسيما أن المختصين في علم النفس يشيرون إلى أن الإدمان على الأنترنت اليوم أصبح أكثر خطرا من الإدمان على المخدرات. من أهم النتائج التي تمخضت عن الندوة التي عرفت مشاركة مختصين، التأكيد على تفعيل الرقابة الأبوية على الأبناء انطلاقا من الأسرة، وصولا إلى المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي يقع على عاتقها أيضا المساهمة في التوعية للتصدي لظاهرة الإدمان، من خلال إنشاء برامج وأنشطة تساعد على تفجير مواهب الأطفال في مجالات مختلفة. وحسب المكلف بالإعلام، تظل الأنترنت دائما عالما يستحق التصفح، لكن ينبغي التمييز بين جانبها الإيجابي والسلبي، هذا الأخير الذي طغى بشكل كبير، خاصة أن 80 بالمائة من العائلات اليوم تتوفر على الوسائل التكنولوجية الحديثة ممثلة في الهواتف ولوحات الأنترنت، كلها أثرت بصفة سلبية على أبنائنا وأغلقت كل قنوات التواصل، والأخطر من هذا أصبح أفراد الأسرة الواحدة يدخلون في شجارات بهدف الحصول على فرصة تصفح الأنترنت، مما يعني أنها تسببت أيضا في خلق نوع من العنف الأسري. من أهم الاقتراحات التي تمخضت عن الندوة، الدعوة إلى تنظيم يوم بدون أنترنت ولا تلفزة، وهو المقترح الذي اتجه بعض المختصين من قطاع التربية المشاركين في فعاليات الندوة، إلى تبنيه كمقترح وتقديمه لوزارة التربية حتى يكون الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية المقبلة بهدف الحديث عن مخاطر الأنترنت. ونظرا لأهمية الندوة، بادرت مديرية التربية على مستوى ولاية تبسة، إلى مطالبة مديري المؤسسات التعليمة ببرمجة درس حول مخاطر الأنترنت قصد المشاركة في التوعية والتحسيس. 30 ضحية لمواقع التواصل عرض عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة «ندى» للدفاع عن حقوق الأطفال لدى مشاركته في فعاليات الندوة، تجربة الشبكة الرائدة في مجال حماية الأطفال من خطر الأنترنت، حيث كشف عن المجهودات التي تبذلها الشبكة ممثلة في 150 جمعية ومنظمة غير حكومية موزعة عبر مختلف ربوع الوطن، هدفها نبذ كل أشكال العنف والاستغلال من خلال تفعيل جملة من البرامج، أهمها مشروع بناء قدرات الأطفال ومشروع ترقية حقوق الطفل والاستماع عن طريق الخط الأخضر «3033»، الذي أحصى 30 ضحية استعمال المواقع الاجتماعية من مختلف الأعمار، حيث تعرضوا لاعتداءات ومضايقات مختلفة. تعمل الشبكة، حسب رئيسها، على مرافقة الأطفال وحمايتهم من خلال التحسيس الذي يقام عن طريق تنظيم حملات توعوية وتحسيسية حول مخاطر استعمال الأنترنت على الأطفال، حيث تدخل الحملات ضمن برامج ونشاطات الشبكة السنوية، من خلال التعريف بموقع «انتبه» الذي يسمح بالتعرف على كيفية تحقيق الحماية الذاتية للأطفال ومحاربة الآفات التي قد تنجم عن استعمال الأنترنت، والمواقع الاجتماعية كالاعتداء والاختطاف والتبليغ. يضاف إلى ذلك، مشروع حماية الأطفال من خطر الأنترنت الذي انطلق كتجربة أولى في المدارس ويستهدف تأطير أكبر عدد ممكن من التلاميذ، لضمان الاستعمال الفعال والإيجابي لمختلف المواقع الإلكترونية، ودعم الأساتذة والأولياء بمختلف التقنيات والأساليب لمتابعة مرافقة أولادهم أثناء استعمالهم لهذه الوسيلة الحديثة.