أكد وزير الاتصال جمال كعوان، أمس، بوهران، بأن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، هو أكثر الناس حرصا على ممارسة حرية التعبير في الجزائر، واستدل في هذا الإطار بحرص الرئيس على دسترة حرية التعبير واستحداث جائزة الصحفي المحترف وتخصيص يوم 22 أكتوبر، من كل سنة للاحتفال باليوم الوطني للصحافة، مؤكدا في سياق متصل بأن الدعم العمومي للصحافة لن يتوقف، حتى وإن لم يكن مثلما كان عليه في السابق». وتطرق السيد جمال كعوان، لدى استضافته في منتدى المواطنين الذي تنظمه جريدة «منبر الغرب» في إطار زيارته إلى الولاية إلى مختلف المراحل التي مرت بها الصحافة الجزائرية، والمكاسب التي حققتها مع إنطلاق مرحلة التعددية الإعلامية التي أقرها دستور 1989، وما انبثق عنها من ميلاد عدد معتبر من الصحف الخاصة، ليخلص إلى الأزمة الحادة التي تمر بها الجزائر في مجال التمويل الاشهاري لمختلف العناوين الإعلامية، قائلا في هذا الصدد إن «الدولة تبقى تدعم مختلف الجرائد ولكن على مديري التحرير أن يعرفوا بأن الصحافة هي التي تبحث على الإشهار وليس العكس». وأبرز السيد كعوان، أن الدعم العمومي للصحافة لن يتوقف «غير أنه لن يكون كما كان عليه في السابق وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد ومختلف القطاعات»، مشيرا إلى أنه «بدون هذا الدعم الدائم للدولة ربما كان سيؤدي إلى غلق الصحف». وإذ أكد بأن الجهة الوصية لا تفرق بين الصحافة العمومية والخاصة، أشار الوزير إلى أن دعم الدولة للصحافة تم دون انقطاع، حيث أنشئت في التسعينيات من القرن الماضي، الصحافة الخاصة بمساهمة وإعانة من الدولة واستفادت من امتيازات منها الإعفاءات الضريبية وشبه الضريبية والمقرات وكذا تسبيقات مالية بخصوص الإشهار، مبرزا في سياق متصل بأن صندوق دعم الصحافة الموجود حاليا في طور الإنجاز لن يكفي لوحده لضمان تغطية كل احتياجات الصحف «وإنما يتعين على مسؤولي الجرائد العمل على إيجاد البدائل التي تمكّنهم من مواصلة العمل بدل انتظار ما تجود به عليهم الوكالة الوطنية للإشهار». في نفس السياق ألح وزير الاتصال على ضرورة استفادة الصحفيين من مختلف المداخيل الاشهارية ومن الحق في التغطية الاجتماعية مع إستفادتهم من الدورات التكوينية من أجل النهوض بمستواهم تماشيا مع الحركية الاجتماعية التي يعرفها العالم بشكل عام والجزائر بشكل خاص. ودعا الوزير الصحفيين ومديري الصحف إلى «تطوير الأداء الإعلامي لجذب القرّاء والمعلنين»، داعيا في ذات السياق ملاك الجرائد إلى «منح أجور محترمة للصحفيين لأنه لا توجد كرامة الصحافة بدون كرامة الصحفي». وفيما يتعلق بما أثير حول اللغة الأمازيغية أبرز وزير الاتصال، أن «هذا المشكل مفتعل وفيه تلاعب بشعور الشباب»، مذكّرا في ذات السياق بأن «اللغة الأمازيغية تدرس عبر 38 ولاية من الوطن». وفي رده على سؤال بخصوص صيغة الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، وإذا ما كانت ستمس الصحافة العمومية، أبرز السيد كعوان، أن «هذه الصيغة تمس فقط المؤسسات الاقتصادية»، ورغم التطمينات التي قدمها وزير الاتصال بخصوص مستقبل الصحافة العمومية التي واكبت مختلف مراحل التنمية الوطنية، فقد ألح الكثير من الصحفيين على ضرورة تنظيم جلسات وطنية حول واقع الإعلام والصحافة من أجل التوصل إلى حلول تمكنها من إيجاد البدائل لصحافة أكثر تنوعا وتطورا، وهي الفكرة التي رحب بها الوزير الذي أكد بأن وزارة الاتصال التي تتابع الواقع الإعلامي بكل اهتمام، تعمل ضمن مخطط الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية على ترقية القطاع وتكريس حرية التعبير كمكسب ثابت لا رجعة فيه، مع الحرص على تطوير أداء الإعلام الوطني وفقما تتطلبه قواعد المهنية أخلاقيات المهنة. جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف 2018 اقتراح 10 مجالات لتحديد موضوع المسابقة بالمناسبة، أعلن وزير الاتصال بوهران عن اقتراح حوالي 10 مجالات لتحديد موضوع الطبعة الرابعة لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف لسنة 2018، مضيفا بأن هذه المجالات «لم يتم الفصل فيها بعد». وكانت الطبعة الثالثة لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف التي تسلم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر تناولت موضوع «الحفاظ على البيئة مفتاح الرفاه العمومي والسعادة الاجتماعية « وفازت خلالها المساء بالجائزة الأولى في صنف الصحافة المكتوبة. أما بخصوص تنظيم منح بطاقة الصحفي المحترف، فأوضح السيد كعوان بقوله «لقد رتبنا الأمور نوعا ما وقمنا بالتصفية بعض الشيء وهذه تشكل مرحلة أساسية ومهمة لتأسيس سلطة الضبط للصحافة المكتوبة»، مؤكدا بأن الوزارة الوصية لا تقوم بإعادة النظر في بطاقة الصحفي ولكن التأكد بأن حامل البطاقة هو صحفي وذلك استنادا إلى معطيات لملفات المحددة بالطرق القانونية. وسمحت الزيارة الميدانية لوزير الاتصال بالاطلاع على الأداء الإعلامي لإذاعة وهران والمحطة الجهوية للمؤسسة الوطنية للتلفزيون وكذا زيارة متحف جريدة «الجمهورية». كما عاين الوزير الاتصال أرضية لإنجاز مقر للوكالة الوطنية للنشر والاشهار الذي سيضم فروعها الثلاث هي التوزيع السريع والصحافة والإشارات والاتصال. ❊ج / الجيلالي