نظمت كلية العلوم الإسلامية بالجزائر، مؤخّرا، ندوة بعنوان "العنف الأسري وآثاره السيئة على المجتمع"، ضمن سلسلة المحاضرات والندوات التثقيفية والتوعوية التي تحاكي الواقع المعيش، وهي الندوة التي رعاها نائب رئيس شؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة من الجزائر، والدكتور عبد الرحمن الكيلاني من جامعة الأردن، الذي بسط العديد من المفاهيم المتعلقة بالأسرة، وحدّد واقع العنف الأسري في الجزائر، وأكثر المتضررين منه؛ أي المرأة المعنّفة والأطفال الذين يعيشون في وسط غير آمن وخطير. أشار الدكتور عبد الرحمن الكيلاني إلى أهمية الندوة التي تسلّط الضوء على مفهوم العنف الأسري الذي يشمل جميع أشكال الإساءة والاعتداء بين أفراد الأسرة الواحدة، وتكون بطرق مختلفة ينتهجها الشخص المسيطر في الأسرة، مشيرا إلى أن شرارة انطلاق هذا النوع من العنف عادة ما تكون بسبب خلافات زوجية بسيطة، تتطور فيما بعد لتصل إلى العنف، موضحا أن حالات العنف الأسري تتأرجح ما بين بسيط وخطير، وإمكانية أن يؤدي الحال بالعنف الأسري لأن يخضع الطرف المتضرر للعلاج الجسدي والنفسي. ويُعدّ العنف الأسري، حسب المختص، ظاهرة اجتماعية نفسيه تعاني منها كل المجتمعات؛ سواء المتقدمة أو النامية، وهي مستفحلة لاسيما في المجتمعات العربية وبالجزائر على وجه التحديد؛ نتاجاً لما عرفته التنشئة الاجتماعية في النظام الأسري من تحولات وتغيرات، لذلك يعتبرها الباحثون والمختصون قياساً لفشل عملية التنشئة الاجتماعية التي تمثل الحجر الأساس في البناء الأسري. ولعل العنف والاعتداء على الآخرين من الأشياء التي حظيت باهتمام علماء الدين والاجتماع والتربية والنفس.. فقد حرصت الشريعة الإسلامية على ترسيخ مبادئ القيم الأخلاقية والشيم التربوية في نفوس المسلمين. وقبل أن يتناول أسباب وآثار وحلول هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة، قال الكيلاني: "نودّ تعريف العنف الأسري من منظور علماء الاجتماع، فهو يمثل سلوكا قاهرا عنيفا ضد المعتدى عليه؛ كأن أن تكون الزوجة ضحية الزوج أو الأطفال، بمعنى أنه يُقصد بالعنف الأسري ما يحدث من إساءة داخل المحيط الأسري بأي شكل من أشكال العنف؛ سواء لفظيا أو جسديا أو نفسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا، نحو طرف آخر من أطراف الأسرة. كما دعا الكيلاني إلى ضرورة نشر الوعي الأسري، وأهمية التوافق والتفاهم بين الوالدين واستخدام أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة ومضامينها المناسبة، لافتا إلى دور ذلك في قوام الأسرة وسلامتها. كما شدد المتحدث في محاضرته على أهمية تكثيف الندوات العلمية والمحاضرات التوعوية وورشات العمل التي تسلّط الضوء على مخاطر العنف المنزلي وانعكاسه على البناء الأسري، معرجا على قيام المؤسسات التعليمية بمختلف وسائلها وقنواتها، بدور التوعية والإرشاد عبر المناهج الدراسية والبرامج الثقافية والإذاعية عن هذه الظاهرة. ❊نور الهدى بوطيبة