أكد وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل، أن الجزائر ليست بلدا منتجا للحشيش والمخدرات أو شيء آخر من هذا القبيل، مشيرا إلى ضرورة أن يبذل كل طرف جهده في مكافحة هذه الظاهرة دون أن تكون هناك جدالات كبيرة، ليستطرد في هذا الصدد «نحن نعلم من يفعل ماذا ومن خلف هذه الأمور والجميع يعرف ذلك»، في إشارة إلى تقارير الأممالمتحدة التي - كما قال – «جد واضحة حول عمليات التهريب في العالم». وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية في رده على سؤال حول «انقطاع» الحوار بين الجزائر والمغرب في مجال مكافحة المتاجرة بالمخدرات خلال حوار خص به أول أمس، راديو فرنسا الدولية بث انطلاقا من أديس أبابا و ملتقط بباريس، أن الحوار بين البلدين «يندرج في إطار الإرادة السياسية لكلا الطرفين». وقال السيد مساهل، في هذا الصدد «نحن نعمل على أن يحاول كل طرف محاربة هذه الظاهرة من أجل استقرار المنطقة، بالوسائل التي يتوفر عليها، مضيفا أن هذه الظاهرة عالمية ويجب التكفل بها في إطار منظمة الأممالمتحدة قصد «التصدي لهذا النوع من الآفات». وقال الوزير إنه أثناء ندوة الجزائر العاصمة للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب الذي ترأسته مناصفة الجزائر وكندا، تم التأكيد على وجود علاقة بين الجريمة المنظمة ومحاربة الإرهاب. بخصوص محاربة الفساد في إفريقيا أكد الوزير، أن رهانات القارة تتمثل في مسألة «كيف يمكن لإفريقيا أن تسترجع أموالها الموضوعة في مختلف الأماكن والتهرب الضريبي والتحويل غير القانوني لرؤوس الأموال»، معتبرا أن الأمر «يتعلق بمليارات الدولارات». وقال السيد مساهل «قد نذهب إلى أبعد من ذلك حتى تكون تشريعات على مستوى كل بلد متماشية مع إرادة محاربة ظاهرة الفساد». على صعيد آخر أكد وزير الشؤون الخارجية، في رده على سؤال حول غياب الجزائر في مجموعة بلدان الساحل ال5، أن الجزائر «لها عقيدتها الخاصة في مجال السّلم والأمن خاصة وأن الأمر يتعلق بمنطقتنا»، مشيرا إلى أن الجزائر تفضّل الجهد الوطني أمام الظاهرة لمواجهة ما يحدث انطلاقا من التجربة التي عاشتها، قائلا في هذا الصدد «لم نعتمد على أي كان للنهوض بعد عشرية سوداء راح ضحيتها 200 ألف شخص». يذكر أن مجموعة بلدان الساحل ال5 تعد بمثابة إطار تعاون إقليمي في إطار محاربة الإرهاب و ظاهرة الهجرة، تدعمها فرنسا وبعض البلدان الأوربية وتجمع خمس دول وهي موريتانياومالي وبوركينا فاسو و النيجر والتشاد. وبالنسبة لرئيس الدبلوماسية الجزائرية، «فالاعتماد على النفس يعد بمثابة عامل هام للغاية إذ لا يمكننا من خلال تجربتنا محاربة الإرهاب في غياب تعبئة حقيقية بالداخل»، مشيرا إلى أن «ما تحتاجه مالي وما نقوم به من أجل مالي نقوم به أيضا من أجل النيجر» . واستطرد رئيس الدبلوماسية في هذا الصدد «ذلك ليس لأننا لا نملك قوات، هي عقيدة جيشنا مهمته الدفاع عن الوطن»، مضيفا في هذا السياق» لن نتوجه إلى ساحات أخرى فهذا لا يدخل في عقيدتنا غير أننا نؤدي واجبنا في دعم أو مساعدة البلدان التي تواجه مثل هذا الوضع، ونؤديه في بعض الأحيان في كتمان كبير». وبعد أن أكد أن أبناء الجزائر «يدافعون عن بلدهم»، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية إن الجزائر «استثمرت كثيرا» في تكوين الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب في المنطقة. وخلص وزير الشؤون الخارجية بالقول «نقوم بذلك بواسطة تجهيزات في مجال اللوجستيك. و منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، أزيد من 65.000 إطار إفريقي تم تكوينهم لدينا وقمنا بذلك لفائدة ماليوالنيجر وباقي بلدان المنطقة». وكان وزير الشؤون الخارجية تباحث أمس، في أديس ابابا (اثيوبيا) مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة. وتناول اللقاء الذي جرى على هامش أشغال الدورة ال30 لقمة الاتحاد الإفريقي بالخصوص التطورات الأخيرة في ليبيا و نشاطات السيد سلامة في إطار المسار السياسي التي تباشره منظمة الأممالمتحدة في هذا البلد وكذا السبل و الوسائل الكفيلة بترقيته. في هذا الصدد، قدم السيد سلامة، عرضا حول الأوضاع في ليبيا و التحديات الأساسية التي لا تزال تعيق الخروج من الأزمة في هذا البلد. واغتنم المسؤول الأممي فرصة هذا اللقاء من أجل تقديم شكره للجزائر على دعمها للمسار الأممي، معبّرا أيضا عن ارتياحه للتشاور المنتظم حول الملف الليبي. من جهته جدد السيد مساهل، حرص الجزائر على استقرار وأمن ليبيا، مؤكدا مرة أخرى التزام الجزائر بمواصلة جهودها من أجل مرافقة الأشقاء الليبيين في سعيهم لحل سياسي يضع حدا للأزمة التي يشهدها بلدهم.