برزت على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، ظاهرة جديدة تدعى ب«الفاشنيستا»، وهي قيام فتيات بالترويج لآخر صيحات الموضة على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار «تويتر»، «فايسبوك»، «أنستغرام» وغيرها، من خلال إنشاء صفحات ينشرن فيها صورا وفيديوهات مبسطة عن آخر صيحات الموضة، حيث أصبح لكل منهن عدد كبير من المتابعات اللواتي يحرصن على مسايرة الموضة والأزياء. أثارت «الفاشنيستا» الكثير من الجدل، لأنها دخيلة على مجتمعنا وتتعارض مع قيمه وعاداته، كونها تجعل حياة المرأة اليومية مكشوفة للجميع، حيث تضطر صاحبة الصفحة لعرض أدق التفاصيل عن يومياتها وحياتها بهدف التقرب أكثر من المتتبعات لها، في الوقت الذي لاقت هذه الحرفة الجديدة استحسان وانبهار الكثير من الفتيات والمراهقات على وجه الخصوص، اللواتي يتابعن كل كبيرة وصغيرة في عالم الموضة، ومنهن من وصل بهن الأمر إلى التقليد وجعلن «الفاشنيستا» عنوانا لحياتهن في طريقة لبسهن وأسلوبهن في الحياة. مع زيادة عدد المتابعات المهتمات بالموضة، تنبهت الفتيات «الفاشنيستا» إلى قوة تأثيرهن وقررن دخول عالم الأزياء من بابه التجاري، وتأسيس ماركات نسائية خاصة بهن، مستغلات بذلك الشهرة المحققة بحثا عن الأموال، فاكتسحت الحملات الترويجية اللواتي يقدنها من خلال عرض تشكيلة معينة من التصاميم المواكبة للموضة والمصنوعة محليا، حيث عمدت الكثيرات منهن إلى إنشاء ورشاتهن الخاصة التي تعكس إبداعاتهن، معتمدات على حسنهن في العرض والجذب، في حين اهتدت أخريات إلى التعامل مع مصممين، حيث يحتفظن بالفكرة التي يترجمها المصمم ليتم بيع المنتوجات في محلات خاصة ب«الفاشنيستا». لعل أهم ما يميز تصميمات ما تعرضه هذه الفتيات المتابعات للموضة، شعاراتهن العربية التي تثبت أن المنتوج محلي الصنع. أما الموديلات فتختلف من ماركة إلى أخرى، إلا أن جلها تركز على إنتاج الأوشحة والعباءات وملابس عصرية خاصة بالمحتجبات، وهذا ما خلق جوا من المنافسة في مواكبة الموضة وكسب الزبونات اللواتي يتمثلن في فئة المراهقات والشابات، وهو ما تؤكده الصفحات الخاصة بهذه الماركات، حيث أشارت ريحانة، طالبة جامعية، في حديثها مع «المساء»، إلى أنها وجدت ملاذها في هذه الصفحات التي استطاعت من خلالها الاطلاع على جديد الموضة والتعبير عن عصريتها، تقول «لقد أصبحت أتابع يوميا منشورات الفاشنيستا على صفحات التواصل وأستوحي منهن أسلوبي في اللبس وفي انتقاء القطع المختلفة وتنسيقها، إذ وبمجرد حصولي على مبلغ مالي من والدي، أهمّ مسرعة إلى هذه المحلات لأقتني ما جذبني على الصفحة». كما أكدت أنه لا تكاد تخلو محادثاتها مع صديقاتها من النقاش عن أزياء «الفاشنيستا» وإطلالتها ومتابعة كل مواضيعها. أشارت لمياء الموظفة في قطاع التعليم، إلى أنها لا تحرص على تتبعهن، بحكم أسلوبها البسيط في مجال الأزياء، إلا أنها معجبة بما حققته هؤلاء الفتيات من إنجازات تجارية في عالم الموضة في ظرف جد قصير، خاصة حيال طريقة بيعهن للمنتوجات ونظام التوزيع المحكم والمنظم، حيث استطعن تغطية الطلبيات عبر الولايات، مما سمح بتوفير الوقت والجهد، خصوصا بالنسبة للنساء العاملات. من جهة أخرى، هناك من يعتبر أن ظاهرة «الفاشنيستا» تخدم مصالح إعلانية ودعائية، وأنها تشكل إهانة للمرأة الجزائرية، كون «الفاشنيستا» تعرض صورها على مختلف حساباتها بهدف الترويج لمنتوج ما. وعبرت أمينة طالبة، عن عدم استحسانها لما تعتبره ب»حجاب الفاشن»، قائلة بأنه بعيد كل البعد عن اللباس الشرعي ويخالف معاييره، بل وأصبح ينافس لباس المتبرجات في قصاته المختلفة وبهرجته، وأضافت «انتشار هذا النوع من الألبسة يعود إلى الفتيات الفاشنيستا اللواتي ينشطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحن يشكلن خطرا على فئة المراهقات بالتأثير عليهن، فبدل من أن تصنع الفتاة عالمها الخاص الذي يعتمد على ظروفها الاجتماعية والمادية، نجدها تقلد كل ما يعرض عليها». تقول أحلام طالبة جامعية، بأن هذه الألبسة النسوية المحلية بالرغم من أنها عصرية ومواكبة للموضة، إلا أن نوعيتها رديئة، حيث لا يعتمد على الجودة في القماش أو الحواشي المستعملة فيه للزينة، على غرار الخمارات، لذا أفضل اقتناء حجاب تركي مثلا لتميزه بالجودة الحسنة، مضيفة أنه في حال الاهتمام بالجودة أكثر من قبل القائمين على الموديلات وخياطتها، فإنها تقول «لما لا أدعم منتوج بلادي وأشجعه».