اشتد الغضب والإحباط هذه الأيام في الأوساط الرياضية للمعوقين، لاسيما المدربين منهم، بسبب ما صدر عن رئيس الاتحادية محمد حشفة الذي اتهم صراحة الرياضيين الدوليين باستغلال تربصاتهم في الخارج للقيام بالتسوق في المساحات التجارية، قصد اقتناء أغراض شخصية، لاسيما عناصر فرع ألعاب القوى الموجودة مع رئيس الهيئة الفيدرالية في خلاف عميق، في أعقاب رفضه السماح لهم بالتنقل إلى الخارج للمشاركة في التجمعات الدولية الرياضية وإجراء التربصات. لم يتوقف حشفة عند هذه الاتهامات، بل أكد أن هؤلاء الرياضيين يختارون فترة تخفيضات أسعار مختلف السلع في بعض البلدان الأوروبية، لمطالبة الاتحادية الجزائرية السماح لهم بالتنقل إلى هذه الأخيرة من أجل إجراء تربصات. مواقف رئيس الاتحادية من هؤلاء الرياضيين، جاءت لتؤكد سوء التفاهم الحاصل منذ ما يقارب السنة بينه وبين جانب كبير من الفاعلين الرسميين في رياضة المعاقين، كرؤساء الرابطات ومدربي النخبة وحتى الرياضيين الذين يحملون ألقابا عالمية وأولمبية، بل يحصل الخلاف حتى داخل المكتب الفيدرالي، بسبب قضية تربصات الرياضيين الدوليين في الخارج. يُجمع كل من تحدثنا إليهم بخصوص التوتر الحاصل في الهيئة الفيدرالية، على أن هذه الأخيرة تأخرت كثيرا في بعث النشاط الرياضي بصفة جيدة، واصفين إياه بالجامد، مقارنة بالنشاط الكبير والمتنوّع الذي كان حاصلا خلال العهدة الرياضية السابقة، ومنهم من بدأ يتحسر على تلك الفترة التي وصفوها بالمرحلة الذهبية لرياضة المعوقين . كما يجمع كل من تحدثت "المساء" معهم بخصوص حيثيات التوتر الحاصل داخل الاتحادية، وفي نخبتها الوطنية، على أن تسيير الهيئة الفيدرالية يكتنفه الكثير من الغموض، على اعتبار أن محمد حشفة، حسب تأكيدات هذه الأطراف، لم يتمكن من تحريك ماكنة الاتحادية لتقوية النشاط الرياضي، وفي مقدمتها توفير الأموال، حيث جاء على لسان هذه الأطراف، أن المموّلين التقليديين للاتحادية يرفضون التعامل مع الاتحادية ما دام محمد حشفة على رأسها. سواء رئيس الاتحادية أم الأطراف المتخاصمة معه، فإنه تم استقبال الجميع على مستوى وزارة الشباب والرياضة التي أبت أن تتدخل في هذا الصراع، ويتردد أن الوصاية رفضت اتخاذ أي موقف، وتفضل أن تقوم الجمعية العامة للفرع بالفصل في المشاكل العويصة التي تهز أركان هذه الرياضة، التي يبدو أنها ابتعدت كثيرا عن الاستقرار الذي ميز تسييرها في السنوات الأخيرة، وتخشى أوساطها أن يتراجع مستواها دوليا وتتكسر إرادة وطموحات نخبتها التي بلغت النجومية العالمية، في زمن تراجعت الرياضة الجزائرية. ❊ع. إسماعيل