رحبت جمعية المتعاملين الاقتصاديين لمهنيي قطاع الغيار التي تأسست مؤخرا، بمشروع دفتر الشروط المنظم للمهنة الذي أعلنت وزارة الصناعة عن التحضير له، واعتبرته خطوة ايجابية لضبط المهنة وفرض شروط النوعية ومحاربة الغش والتقليد، مؤكدة في المقابل أهمية إشراك المهنيين في إعداد تجسيد هذا المشروع وإثرائه. وذكر أعضاء الجمعية خلال الندوة الصحفية التي عقدوها بمناسبة افتتاح صالون تجهيزات السيارات "اكيب أوتو" أمس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر، بأن الوزارة لم تقم باستشارته لحد الآن بخصوص مشروع دفتر الشروط الخاص بقطاع الغيار، مثمنين هذا المشروع الذي يرون فيه خطوة لتنظيم القطاع وتطهيره من الدخلاء الذين أغرقوا السوق بقطع غيار مغشوشة تهدد سلامة المواطن من جهة وتشكل منافسة غير شريفة على للمهنيين الذين استثمروا في هذا المجال ويستوردون قطع غيار أصلية ونوعية من جهة أخرى.. وفي موضوع يتعلق بالاستثمار في مجال قطع الغيار، أكد أعضاء الجمعية أن بعض مصنعي قطع الغيار العالمين يريدون الاستثمار بالجزائر، غير أنهم يترددون بسبب محدودية إنتاج مصانع التركيب، واعتبروا نجاح الاستثمار بفتح مصانع لقطع الغيار يتطلب رفع حجم الإنتاج ليتجاوز 100 ألف سيارة سنويا. وبخصوص نشاط المناولة بالجزائر والذي اعتبروه ضعيفا، أشار ممثلو الجمعية إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في مجال قطع الغيار لا زالت غير قادرة على الاستجابة لحاجيات المؤسسات الصناعية، بالرغم من وجود حركية في المدة الأخيرة، مرجعين هذا التأخر إلى غياب نشاط صناعي قوي في مجال الميكانيك، حيث أدى تراجع هذا النشاط في الثمانينيات إلى اندثار المناولة في هذا المجال. ودعا منشطو الندوة الصحفية في هذا الإطار السلطات العمومية إلى اتخاذ إجراءات تشجيعية لدعم مؤسسات المناولة الجزائرية ومرافقتها وإعادة تأهيلها لتمكينها من الحصول على شهادات المطابقة، بعد أن تبين حسبهم بأن أغلب هذه المؤسسات لا تحوز على شهادة "ايزو" التي تفرضها شركات تصنيع السيارات للتعامل مع أي مناول، "ما يجعل الوصول إلى نسبة إدماج تقدر ب40 بالمائة بمصانع التركيب بعد 5 سنوات أمرا صعبا" حسب المختصين. وأوضح ممثلو جمعية المتعاملين الاقتصاديين لمهنيي قطاع الغيار أن تحقيق نسبة إدماج تصل إلى 40 بالمائة تتطلب الاستعانة بالخبرة الأجنبية من خلال إقامة شراكة مع مصنعين أجانب، للاستفادة من تجربتهم، باعتبار المناولة المحلية لا زالت ضعيفة. للإشارة يعتبر صالون "اكيب أوتو" الذي انطلقت فعالياته أمس، بقصر المعارض أكبر صالون دولي للمقاولة الفرعية وخدمات ما بعد البيع للمركبات وخدمات الحركية في شمال إفريقيا. وتشهد التظاهرة خلال الطبعة الجارية مشاركة 280 عارضا، 70 بالمائة منهم أجانب يمثلون عدة بلدان كالصين، بولونيا، تركيا، ألمانيا، بلجيكا، بلغاريا، كوريا الجنوبية، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، الهند، ايطاليا، البرتغال، بريطانيا، صربيا، وتونس، إلى جانب 30 عارضا جزائريا منهم 15 متعاملا في مجال المناولة في قطع غيار السيارات. وحسب السيد نبيل باي بومزراق، منظم الصالون فإن العديد من العارضين الأجانب الذين يمثلون شركات مصنعة لقطع الغيار، أعربوا عن رغبتهم في إيجاد شركاء جزائريين للاستثمار في الجزائر لمرافقة مصانع التركيب.