استطاعت المرأة الريفية المقاولاتية أن تحافظ على العديد من الحرف التقليدية التي ورثتها أمّا عن جدة، وعملت بدورها على تعليمها للأجيال الصاعدة، بغرض الحفاظ على هذه الحرف من الاندثار، لتمدّ جسور التواصل اللامنقطع بين الماضي والحاضر في أجمل صوره، خاصة في ظل وجود عشاق لكل ما هو تقليدي، وقد أولت الدولة اهتماما بهذا الباب حفاظا على التراث ورغبة منه في الرقي بالاقتصاد، من خلال الصيغ المختلفة للمرافقة التي حصلت عليها المرأة في الكثير من المجالات الاقتصادية. وها هو منتدى رؤساء المؤسسات يمد يد المساعدة للمرأة الريفية من أجل تحرير المبادرات، التي قال رئيسها السيد علي حداد بأنها لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب. كما لم يتم استغلال الموارد الريفية التي لم ترق بعد، بسبب العديد من العوامل، من بينها سوء استغلال القدرات في الفضاء الريفي وضعف النساء العاملات في حقل المقاولاتية، فضلا عن صعوبات التمويل ونقص المرافقة أو عدم استمرارها. كما أشارت السيدة عائدة كابوية، رئيسة لجنة المرأة المقاولاتية بمنتدى رؤساء المؤسسات، خلال اللقاء الذي احتضنته مدينة بوسعادة مؤخرا، وحضرته «المساء»، أن اللقاء يهدف إلى تشجيع المرأة المقاولاتية في الريف، بغرض إيجاد كيفيات وآليات لمرافقتها في مختلف الأصعدة، مضيفة أن المرأة الريفية ستساهم في حال توفر الظروف المواتية، في تحقيق تنمية مستدامة ستسمح بتثمين الفضاء الريفي الذي كانت المرأة فيه بالأمس مكافحة من أجل استقلال البلاد، وأضحت في الوقت الراهن مرافقة للتنمية الوطنية الشاملة. تحدثت «المساء» إلى سيدات ريفيات مقاولات قدمن من مختلف ولايات الوطن، وعرضن إبداعاتهن المختلفة في الخياطة، منتجات مؤسساتهن الصغيرة والمتوسطة العاملة، تربية النحل والمواشي، الحياكة، صناعة الصابون ومستحضرات التجميل من مواد طبيعية، عمادها زيت الزيتون والعسل. كما اجتهدت أخريات في زراعة الزعفران واستخراج ألوان زاهية لصباغة الصوف من الطبيعة، بغرض التقليل من استعمال الصبغة الكيمائية، وأخريات استطعن دخول عالم الخياطة الصناعية لتغطية احتياجات المصانع، ويطمحن بدوارهن إلى خلق مصانعهن الخاصة وتغطية السوق الوطنية والتصدير للخارج لاحقا.